4- سلسلة
دروس أصول الفقه
:


الكلام : تعريفه :


الكلام لغة : اللفظ الموضوع لمعنى .


واصطلاحا : اللفظ المفيد مثل : الله ربنا ومحمد نبينا
.



واقل ما يتألف منه الكلام اسمان أو فعل واسم مثال الأول : محمد رسول الله ,
ومثال الثاني : استقام محمد , وواحد الكلام كلمه وهي : اللفظ الموضوع لمعنى مفرد ,
وهي : إما اسم أو فعل أو حرف .



أ‌-
الاسم : ما دل على معنى في نفسه من غير إشعار بزمن
وهو ثلاثة أنواع :



الأول : ما يفيد العموم كالأسماء الموصولة .


الثاني : ما يفيد الإطلاق كالنكرة في سياق الإثبات
.



الثالث : ما يفيد الخصوص كالأعلام .


ب‌- الفعل : ما دل على معنى في نفسه وأشعر بهيئته بأحد
الأزمنة الثلاثة :



وهو إما ماض كفهم أو مضارع كيفهم أو أمر
كافهم .



وقال ابن عثيمين الفعل بأقسامه يفيد الإطلاق
فلا عموم له .



ج-
الحرف
: ما دل على معنى في غيره ومنه :



1- الواو , وتأتي عاطفة فتفيد اشتراك المتعاطفين في
الحكم ولا تقتضي الترتيب ولا تنافيه إلا بدليل .



2- الفاء , وتأتي عاطفة فتفيد اشتراك المتعاطفين في
الحكم مع الترتيب والتعقيب وتأتي سببيه فتفيد التعليل .



3- اللام الجارة , ولها معان منها التعليل والتمليك والإباحة
.



4- على الجارة , ولها معان منها الوجوب .





أقسام الكلام :


ينقسم الكلام باعتبار إمكان وصفه بالصدق
وعدمه إلى قسمين خبر وإنشاء .



1-
الخبر : ما يمكن أن يوصف بالصدق أو الكذب لذاته .


2-
الإنشاء : ما لا يمكن
أن يوصف بالصدق والكذب ومنه الأمر والنهي كقوله تعالى [واعبدوا الله ولا
تشركوا به شيئا ] وقد يكون الكلام خبر
إنشاء باعتبارين كصيغ العقود اللفظية مثل : بعت وقبلت فإنها باعتبار دلالتها على
ما في نفس العاقد خبر وباعتبار ترتب العقد عليها إنشاء .



وقد يأتي الكلام بصورة الخبر والمراد به الإنشاء وبالعكس لفائدة. مثال
الأول : قوله تعالى :[ والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء] فقوله يتربصن بصورة
الخبر والمراد بها الأمر وفائدة ذلك تأكيد فعل المأمور به حتى كأنه أمر واقع يتحدث
عنه كصفة من صفات المأمور. ومثال العكس : قوله تعالى [ وقال الذين كفروا للذين
آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم ] فقوله ولنحمل بصورة الأمر والمراد بها الخبر
أي ونحن نحمل وفائدة ذلك تنزيل الشيء المخبر عنه منزل المفروض الملزم به .






أقسام الخبر باعتبار المخبر به : ثلاثة أقسام :


1-
ما لا يمكن وصفه بالكذب كخبر الله ورسوله
الثابت عنه .



2-
ما لا يمكن وصفه بالصدق كالخبر عن المستحيل
شرعا أو عقلا ومثال الأول كخبر مدعي الرسالة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ومثال
الثاني كالخبر عن اجتماع النقيضين كالحركة والسكون في عين واحدة في زمن واحد .



3-
ما يمكن أن يوصف بالصدق و الكذب إما على
السواء أو مع رجحان أحدهما كإخبار شخص عن قدوم غائب ونحوه .



الحقيقة والمجاز :


وينقسم الكلام من حيث الاستعمال إلى حقيقة
ومجاز .



1-
الحقيقة هي : اللفظ المستعمل فيما وضع له مثل أسد
للحيوان المفترس .



وتنقسم الحقيقة إلى ثلاثة أقسام هي :


أ‌-
الحقيقة اللغوية : هي اللفظ المستعمل فيما وضع له في اللغة .
مثال ذلك الصلاة فإن حقيقتها اللغوية الدعاء فتحمل عليه في كلام أهل اللغة .



ب‌- الحقيقة الشرعية هي : اللفظ المستعمل فيما وضع له في الشرع .
مثال ذلك الصلاة فإن حقيقتها الشرعية الأقوال والأفعال المعلومة المفتتحة بالتكبير
المختتمة بالتسليم فتحمل في كلام أهل الشرع على ذلك .



ت‌- الحقيقة العرفية وهي : اللفظ المستعمل فيما وضع له في العرف
. مثال ذلك : الدابة فإن حقيقتها العرفية ذات الأربع من الحيوان فتحمل عليه في كلام أهل العرف.



تنبيه هام : فائدة معرفة تقسيم الحقيقة إلى ثلاثة أقسام أن نحمل كل لفظ على معناه
الحقيقي في موضع استعماله , فيحمل في استعمال أهل اللغة على الحقيقة اللغوية وفي
استعمال الشرع على الحقيقة الشرعية وفي استعمال أهل العرف على الحقيقة العرفية .






2-
المجاز هو : اللفظ المستعمل في غير ما وضع له مثل أسد
للرجل الشجاع .



ولا يجوز حمل اللفظ على مجازه إلا بدليل صحيح يمنع من إرادة الحقيقة وهو ما
يسمى في علم البيان بالقرينة .



ويشترط لصحة استعمال اللفظ في مجازه وجود ارتباط بين المعنى الحقيقي
والمجازي ليصح التعبير عنه وهو ما يسمى في علم البيان بالعلاقة , والعلاقة إما أن
تكون المشابهة أو غيرها : فإن كانت المشابهة سمي التجوز [ استعاره ] كالتجوز بلفظ
أسد عن الرجل الشجاع .وإن كانت غير المشابهة سمي التجوز [ مجازا مرسلا ] أن كان
التجوز في الكلمات و [ مجازا عقليا ] إن كان التجوز في الإسناد .



مثال ذلك في المجاز المرسل : أن تقول رعينا المطر فكلمة المطر مجاز عن
العشب فالتجوز بالكلمة .ومثال ذلك في المجاز العقلي : أن تقول أنبت المطر العشب
فالكلمات كلها يراد بها حقيقة معناها لكن إسناد الإثبات إلى المطر مجاز لأن المنبت
حقيقة هو الله تعالى فالتجوز في الإسناد .ومن المجاز المرسل : التجوز بالزيادة والتجوز
بالحذف . ومثلوا للمجاز بالزيادة بقوله تعالى [ ليس كمثله شيء ] فقالوا إن الكاف
زائدة لتأكيد نفي المثل عن الله تعالى .ومثال المجاز بالحذف : قوله تعالى [ واسأل
القرية ] أي واسأل أهل القرية فحذفت أهل مجازا وللمجاز أنواع كثيرة مذكورة في علم
البيان .






تنبيه هام جدا جدا : اختلف العلماء في مسألة وجود المجاز في القرآن الكريم ,
فذهب فريق من العلماء إلى القول بوجود المجاز في القرآن الكريم , وخالفهم شيخ
الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم فنفيا وجود المجاز في القرآن الكريم وهذا هو
الحق والصواب والله اعلم .






ahsnemail@yahoo.com عقيل حامد