(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ))
رواية ثانية:
(( عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ بَيْنَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَبَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ شَيْءٌ فَسَبَّهُ خَالِدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَسُبُّوا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِي فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ))
أيها الأخوة:
ألم يقل الله عز وجل:
﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾
) سورة الفتح (
ألم يقل الله عز وجل:
﴿لقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ﴾
( سورة الفتح )
لقد حرف تحقيق:
﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ (18)﴾
( سورة الفتح )
و إذا رضي الله عن إنسان فمن أنت حتى لا ترضى عنه ؟ و ما قيمة عدم رضائك عنه ؟ إذا كان رب السماوات و الأرض، إذا كان الله في عليائه قد رضي عن أصحاب رسول الله فمن أنت حتى لا ترضى عن بعضهم ؟ لذلك و التاريخ يشهد أن كبار الصحابة و أوائل الصحابة كانوا في عداد الذين بايعوا النبي عليه الصلاة و السلام و قد قال الله في حقهم:
﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ (18)﴾
( سورة الفتح (
لذلك سب أصحاب رسول الله حرام من فواحش المحرمات، و من لابس الفتن منهم و غيره لأنهم مجتهدون، و المجتهد إن أصاب له أجران و إن لم يصب فله أجر فهو بين الأجر و الأجرين، و سب أحد أصحاب رسول الله من المعاصي الكبيرة و هذا مذهب جمهور العلماء و قول النبي عليه الصلاة و السلام:
((لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ))
قال أهل اللغة: النصيف هو النصف، معنى ذلك لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ في ثوابه ثواب نفقة أصحاب رسول الله و لا مداً مما أنفق أصحاب رسول الله، و جمهور العلماء على تفضيل الصحابة كلهم على جميع من بعدهم و سبب تفضيلهم أنهم أنفقوا وقت الضرورة و ضيق الحال بخلاف غيرهم، و لأن إنفاقهم كان في نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، و هو الذي لا ينطق عن الهوى و حمايته و ذلك معدوم بعده، أي أنت لن يتح لك أن تنصر رسول الله، قد تنصر بعض المؤمنين، قد تنصر بعض الدعاة، و لكن لن يتح لك أن تصدق رسول الله و الناس يكذبونه و أن تنصره و الناس يخذلونه و أن تدافع عنه و الناس يستهدفونه، و قد قال الله عز وجل:
﴿لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً﴾
إذاً جمهور العلماء على أن أصحاب رسول الله أفضل ممن بعدهم جميعاً لأن سبب هذا التفضيل أنه كان في أنفسهم من الشفقة و التودد و الخشوع و التواضع و الإيثار و الجهاد ما لم يكن عند غيرهم.
أيها الأخوة:
لكن أريد أن أضع بين أيديكم هذه الحقيقة: طبعاً الصحابة درجات هناك من طالت صحبته و قاتل مع رسول الله و أنفق ماله و هاجر و نصر و هناك من رآه ساعة كوفود العرب، هناك من صحبه قبل الفتح فتحمل ما تحمل، هناك من صحبه بعد الفتح، فليسوا سواء، من صحبه قبل الفتح و دفع الثمن باهظاً و من صحبه بعد الفتح و كان الأمر يسيراً، و ليسوا سواء من لقيه ساعة نسميه صحابي مع من عاش معه سنوات عديدة و قاتل معه و أنفق ماله و أيده و نصره و قدم له كل معونة. نحن لا ندخل بين أصحاب رسول الله كلهم على العين و الرأس و قد قال عليه الصلاة و السلام:
((إذا ذكر أصحابي فأمسكوا))
أي أربع خمس أطباء كبار معهم أعلى الشهادات و _أجرى كل واحد مائة ألف عملية لا يحق لحاجب أن يوازن بينهم، لا يحق لممرض أن يوازن بينهم،فإذا ذكر أصحابي فأمسكوا و هذا من الدين، هذا الذي يأمرنا به النبي عليه الصلاة و السلام، أي أردت من هذا الدرس أن أبين لكم في مطلعه أنه لا ينبغي أن تكون مع الأكثرية لأنك:
﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ(116)﴾
( سورة الأنعام )
ثم بينت لكم أن خير القرون هو قرن رسول الله أي أصحابه و أبناؤهم و أبناء أبنائهم، أي أصحابه و التابعين و تابعي التابعين، ثم بينت لكم الموقف الكامل الذي ينبغي أن تقفه من أصحاب رسول الله جميعاً من دون استثناء.
والحمد لله رب العالمين
مما قرأت ..
رواية ثانية:
(( عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ بَيْنَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَبَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ شَيْءٌ فَسَبَّهُ خَالِدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَسُبُّوا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِي فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ))
أيها الأخوة:
ألم يقل الله عز وجل:
﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾
) سورة الفتح (
ألم يقل الله عز وجل:
﴿لقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ﴾
( سورة الفتح )
لقد حرف تحقيق:
﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ (18)﴾
( سورة الفتح )
و إذا رضي الله عن إنسان فمن أنت حتى لا ترضى عنه ؟ و ما قيمة عدم رضائك عنه ؟ إذا كان رب السماوات و الأرض، إذا كان الله في عليائه قد رضي عن أصحاب رسول الله فمن أنت حتى لا ترضى عن بعضهم ؟ لذلك و التاريخ يشهد أن كبار الصحابة و أوائل الصحابة كانوا في عداد الذين بايعوا النبي عليه الصلاة و السلام و قد قال الله في حقهم:
﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ (18)﴾
( سورة الفتح (
لذلك سب أصحاب رسول الله حرام من فواحش المحرمات، و من لابس الفتن منهم و غيره لأنهم مجتهدون، و المجتهد إن أصاب له أجران و إن لم يصب فله أجر فهو بين الأجر و الأجرين، و سب أحد أصحاب رسول الله من المعاصي الكبيرة و هذا مذهب جمهور العلماء و قول النبي عليه الصلاة و السلام:
((لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ))
قال أهل اللغة: النصيف هو النصف، معنى ذلك لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ في ثوابه ثواب نفقة أصحاب رسول الله و لا مداً مما أنفق أصحاب رسول الله، و جمهور العلماء على تفضيل الصحابة كلهم على جميع من بعدهم و سبب تفضيلهم أنهم أنفقوا وقت الضرورة و ضيق الحال بخلاف غيرهم، و لأن إنفاقهم كان في نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، و هو الذي لا ينطق عن الهوى و حمايته و ذلك معدوم بعده، أي أنت لن يتح لك أن تنصر رسول الله، قد تنصر بعض المؤمنين، قد تنصر بعض الدعاة، و لكن لن يتح لك أن تصدق رسول الله و الناس يكذبونه و أن تنصره و الناس يخذلونه و أن تدافع عنه و الناس يستهدفونه، و قد قال الله عز وجل:
﴿لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً﴾
إذاً جمهور العلماء على أن أصحاب رسول الله أفضل ممن بعدهم جميعاً لأن سبب هذا التفضيل أنه كان في أنفسهم من الشفقة و التودد و الخشوع و التواضع و الإيثار و الجهاد ما لم يكن عند غيرهم.
أيها الأخوة:
لكن أريد أن أضع بين أيديكم هذه الحقيقة: طبعاً الصحابة درجات هناك من طالت صحبته و قاتل مع رسول الله و أنفق ماله و هاجر و نصر و هناك من رآه ساعة كوفود العرب، هناك من صحبه قبل الفتح فتحمل ما تحمل، هناك من صحبه بعد الفتح، فليسوا سواء، من صحبه قبل الفتح و دفع الثمن باهظاً و من صحبه بعد الفتح و كان الأمر يسيراً، و ليسوا سواء من لقيه ساعة نسميه صحابي مع من عاش معه سنوات عديدة و قاتل معه و أنفق ماله و أيده و نصره و قدم له كل معونة. نحن لا ندخل بين أصحاب رسول الله كلهم على العين و الرأس و قد قال عليه الصلاة و السلام:
((إذا ذكر أصحابي فأمسكوا))
أي أربع خمس أطباء كبار معهم أعلى الشهادات و _أجرى كل واحد مائة ألف عملية لا يحق لحاجب أن يوازن بينهم، لا يحق لممرض أن يوازن بينهم،فإذا ذكر أصحابي فأمسكوا و هذا من الدين، هذا الذي يأمرنا به النبي عليه الصلاة و السلام، أي أردت من هذا الدرس أن أبين لكم في مطلعه أنه لا ينبغي أن تكون مع الأكثرية لأنك:
﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ(116)﴾
( سورة الأنعام )
ثم بينت لكم أن خير القرون هو قرن رسول الله أي أصحابه و أبناؤهم و أبناء أبنائهم، أي أصحابه و التابعين و تابعي التابعين، ثم بينت لكم الموقف الكامل الذي ينبغي أن تقفه من أصحاب رسول الله جميعاً من دون استثناء.
والحمد لله رب العالمين
مما قرأت ..

مـا قيمـة الناس إلا فـي مبــادئهـم لا المال يبقى ولا الألقــاب والــرتب

شرح لطريقة التخلص من الأكواد التي ترافق النص احياناً