التكفيريون الشيعة

يقول حسن نصر الله في معرض تبريره للقتال في سوريا، وسحق أهلها، والتنكيل بهم، وهدم بيوتها على رؤوسهم، نصرة للأسد: إنه وجيش (المقاومة) ذهب إلى هناك ليس فقط لنصرة حليفه، وحليف إيران بشار الأسد، وإنما - أيضاً - ليجتث من سمّاهم (التكفيريين)، راكباً موجة محاصرة الإرهاب، وتجفيف منابع (التكفير) الذي أصبح اجتثاثه واجتثاث ثقافته من هموم العالم المعاصر.

دعونا نرى في هذه العجالة ماذا يقول ملالي الشيعة ومراجعهم، أو بلغة أدق (أسياد نصر الله) في إيران، عن أهل السنة والجماعة، و(تكفيرهم) والدعوة إلى (قتلهم)، لنرى أن (التكفير) عندهم، وفي معتقدهم، ثابت من الثوابت؛ بل إن هناك دعوات واضحة لا تقبل الجدل، لتنفيذ (قتل الغيلة) أو بلغة العصر (الاغتيالات) بأهل السنة، ولا يهم إن اقترفوا ذنباً يستدعي القتل أم لا، فيكفي أنهم من أهل السنة، أو كما يُسمونهم (نواصب)، ليُؤجر قاتلهم.. وما سأورده في هذا المقال استقيته من مصادرهم ومراجعهم المعتمدة؛ فإذا كان بين أبناء السنة تكفيريون قتلة، فإن على الضفة الأخرى من النهر تكفيريين قتلة أيضاً.

جاء في (الكافي للكليني) أحد الكتب المعتمدة لدى الشيعة والمجمع عليها من ملاليهم هذا النص الواضح الصريح على التكفير: (عن علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن أبي سلمة عن أبي عبد الله عنه قال: سمعته يقول: نحن الذين فرض الله طاعتنا لا يسع الناس إلا معرفتنا ولا يعذر الناس بجهالتنا من عرفنا كان مؤمنا ومن أنكرنا كان «كافرا» ومن لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضالا حتى يرجع إلى الهدى الذي افترض الله عليه من طاعتنا الواجبة فإن يمت على ضلالته يفعل الله به ما يشاء).. (الجزء 1 صفحة 180 باب معرفة الإمام والرد إليه)؛ أي من أنكر الإمامة حسب عقيدتهم فهو كافر. ويقول السيد الخوئي في كتابه (مصباح الفقاهة): (إنه ثبت في الروايات والأدعية والزيارات جواز لعن المخالفين، ووجوب البراءة منهم، وإكثار السب عليهم واتهامهم، والوقيعة فيهم أي غيبتهم، لأنهم من أهل البدع والرّيَب. بل لا شبهة في «كفرهم»..). (مصباح الفقاهة - السيد الخوئي - ج 1 - ص 504). وجاء في علل الشرائع ص601 وكذلك في وسائل الشيعة 18-463/ ما نصه: (عن داود بن فرقد قال: والزيارات جواز لعن المخالفين ؟ قال: حلال الدم ولكن اتقي عليك فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد عليك فافعل. قلتُ: فما ترى في ماله؟ قال: تُوه ما قدرت عليه).

أما التذرع بقول بعض فقهاء الشيعة: (إننا نُكفر النواصب، وليس أهل السنة)؛ فغير صحيح. فقد جاء في (البحار ج69 ص131 وج27 ص233 وسفينة البحار 8-252) عن أبي عبد الله ما نصه: (ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لأنك لا تجد رجلاً يقول: أنا أبغض محمداً وآل محمد (عليهم السلام)، ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا، وأنكم من شيعتنا)... ولذلك قال المفيد في كتابه (عدة مسائل): (أطلق لفظ الناصبي على أبي حنيفة).. (ص 268).

وبعد؛ هل يستطيع نصر الله بعد هذه الأقوال المؤصلة، ومُتعددة المشارب، أن ينفي عن حزبه، ومراجعه، أنهم يقولون بالتكفير، وبقتل من خالفهم لأنه فقط لا يؤمن بمعتقداتهم؟. فإذا أراد - كما يقول - أن يستأصل التكفير، ويواجه التكفيريين في سوريا، كما يدّعي، فليبدأ بأسياده ملالي طهران!

إلى اللقاء.
(محمد آل الشيخ)