كم يزعجنا الفضولي .. وكم نتمنى أن لا نراه  .!!
10 / 12 / 2016
بقلم : أبو ياسر السوري
===============
كم عمرك .؟ كم راتبك .؟ كم ولدا عندك .؟
وما لك ولعمري .. فإنني إن أخبرتك وتبين لك أنني أصغر منك احتقرتني .. أو تبين لك أنني أكبر منك استضعفتني واستخرفتني .. وما لك ولراتبي .؟ فالأرزاق قسمة .. وزعها ربنا بحكمة .. فوسع على قوم ، وضيق على آخرين .. وما أراد الله بعبد خيرا إلا زوى عنه الدنيا ..

ويسألك الفضولي : كم راتبك .؟ أو كم دخلك .؟ أو كم ثروتك .؟ سبحان الله .!! وما لك ولدخلي .. هل أنت شريكي من غير أن أعلم .؟ وهب أني أخبرتك .. فما الفائدة .؟ إن كنتُ فقيرا سوف يدعوك فقري إلى اجتنابي ، ولست حزينا على مفارقة مثلك .. وإن كنت غنيا ، فسوف يدعوك ذلك إلى حسدي وزوال النعمة عني .!! فما لك ومالي .!! دعني بحالي ..

ويسألك الفضولي أيضا : كم لك من الأولاد .؟ وكما يقع الحسد في المال ، قد يقع الحسد في الولد .. فكم من محروم من البنين والبنات ، لو سمع بكثرة ما رزقت منهم لتميز عليك من الغيظ .!! ولقال في نفسه : ولماذا يكون لديك كل هذه العزوة وأحرم أنا منها .؟

ومع ذلك فليس بالضرورة أن يكون كل سائل عن أحوالك فضوليا ممقوتا .. فقد يسأل الأب ابنه ، والصديق صديقه .؟ والأخ أخاه .؟ والجار جاره .؟ وقد يكون سؤال هؤلاء مختلفا .!! فربما سألوا لمد يد العون لك ومساعدتك على لأواء الحياة .. فكل واحد من هؤلاء ممكن أن يفكر لك .. لا أن يحسدك ..
البيوت أسرار .. فلا تحاولوا التسلل إليها ..
قال رجل للأحنف بن قيس : بم سدت قومك .؟ قال الأحنف : بتركي من أمرك ما لا يعنيني . كما عناك من أمري ما لا يعنيك .
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ألا أعلمك بعمل خفيف على البدن ثقيل في الميزان ؟ قلت : بلى يا رسول الله قال : هو الصمت ، وحسن الخلق ، وترك ما لا يعنيك .
***