بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الثائرة مدى
السلام عليكم و بعد،
من هم السنة و الجماعة، الذين تعطي هذه الأخبار من منظروهم،
هل منهم أسيادنا رئيس الفقهاء المجتهدين الموفق محمد بن إدريس الشافعي و التابعي الأديب الشيخ المبجل أحمد بن حنبل.
من منظور سيدنا الشافعي الإمام علي هو معصوم، و إلا معنى نزوله عن قوله إلى كلام الأمير في القضية التي كان ينظر فيها.
المجتهد مهما رسخ في العلم يبقى إصابته حكم الله محتمل، و هو لا يدري أصاب أم أخطأ حكم الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لسعد بن معاذ، عندما زعم أنه سيحكم بحكم الله في اليهود: "و ما يدريك أنك ستيصيب حكم الله"، لكن اتفق أن سيدنا سعد بن معاذ أصاب حكم الله، لكنه لم يدري، إلا بإخبار رسول الله صلى الله عليه و سلم إياه أنه أصاب حكم الله تعالى في يهود بني قريظة.
أما الإمام أي العالم من نسل فاطمة عليه السلام، فهو لكرامة معدنه و مزيد عناية الله به و لطفه، ليس يجتهد، بل يدرك حكم الله في القضية بداهة و يقينا لا يشوبه شك، و يدري أنه أصاب، كما يدري أحدنا أن أمه و اباه هما إثنان لا أكثر و لا أقل..
و هذا هو المقصود بعصمة الإمام،
ثم ما مبرر استعظامك و استهجانك القول أن إنسانا ما هو معصوم، هل تستقلين لطف الله تعالى بخلقه، و الإمامة استئناف للرسالة القولية كما أن الخلافة استئناف للرسالة العملية، أي ما صنعه الخلفاء الصحابة رضي الله عنهم أجمعين حكمه أنه سنة تقريرية مستأنفة عملية، و لهذا نتبعهم، و علوم الآئمة و أحكامهم سنة تقريرية مستأنفة قولية.
ثم إن العصمة هي شأن كل مسلم عادي، و المستحقر المسترزل الساقط من عين الله تعالى هو غير المعصوم،
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "إن من العصمة ألا تجد"،
فإذا وجد المسلم في نفسه ساعة ضعف و صار مؤقتا على استعداد ليزني أو يسرق أو يؤذي خصمه، ثم لم تتوفر له فرصة فهو من لطف الله به و عنايته،
بعدها يشكر الله تعالى على عصمته إياه بدلا من أن يترك الشيطان يشاغب عليه، ليقنعه أنه سافل حقير، ليهون عليه بعد ذلك ارتكاب المعاصي عند توفر الفرصة.