[ltr][/ltr]

11 - 11 - 2014
رواية أحد الناجين من الكمين الذي تعرض له مجموعة من الشباب أثناء توجههم من ريف حمص الشمالي إلى قرى مدينة حماة في طريقهم إلى تركيا ليلة البارحة :
كنا حوالي 70 شاباً توزعنا على سيارتين ، ومعنا عدد من الجرحى يريدون الخروج للعلاج في تركيا ، خرجنا ليلاً متجهين إلى قرى ريف حماة بهدف العبور إلى تركيا ، كل شيء كان على ما يرام ، لم يبق لنا سوى مسافة 10 كليومترات ونصل إلى الريف الحموي المحرر ، فجأةَ بدأ الرصاص ينهمر علينا كالمطر من أحد جانبي الطريق ، وبدأنا نقفز من السيارات باتجاه الأراضي الوعرة هرباً من الرصاص وقذائف الأر بي جي ، وأثناء قفزي من السيارة أُصبت برصاصة بفخذي وفقدت حذائي ، وركضت مسافة 500 متر والدم ينزف من جرحي وأنا أظن نفسي هالك لا محالة ، لأسقط بعدها على الأرض وإطلاق النار ما زال مستمراً ، عند هذه اللحظة كان معظم الجرحى قد أصبحوا شهداء ، بينما استشهد وأصيب أكثر من 25 شاباً كانوا برفقتهم ، في حين انتشر الباقي على مجموعات صغيرة ، كل مجموعة سلكت طريقاً إلى مصيرها المجهول ، عندها ربطت جرحي بقطعة قماش وسلكت طريقاً مجهولاً برفقة مجموعة من الشباب ، كان الطريق يسير بنا إلى حيث لا ندري ، لم يكن جرحي يؤلمني بقدر ما تؤلمني قدماي الحافيتان وأنا أدوس بهما على الحجارة والأشواك ، كنا نتذكر ملامح الطريق ونسير بهذا الاتجاه تارة ، وبذاك الاتجاه تارة أخرى ، بقينا نسير من الساعة 11 ليلاً حتى الساعة 2 صباحاً ، وفي كل خطوة من خطواتنا كنا نموت آلاف المرات وتتضاءل فرصنا بالنجاة ، حتى وصلنا إلى نقطة عرفناها جيداً واختبأنا بين الأشجار ننتظر مصيرنا المجهول ، عندها بدأ بعض الأشخاص بالاتصال بمن يعرفوهم من الشباب المفقودين حتى نتجمع في نقطة العلّام التي نعرفها جميعاً بحكم استراحتنا بها لمدة نصف ساعة في منتصف الطريق ، تجمعنا عند النقطة التي ذكرتها وكنا حوالي الـ 25 شخصاً ، معنا مصابين ( أنا بفخذي و أخر بصدره ) ثم اتصلنا بدليل الطريق ليأتي إلينا وجاء إلينا بعد ساعة ونصف وأخبرنا بأنه لا يمكن وصول سيارة إلى هذا المكان لنقلنا لأن الجيش قد قام بتطويق المنطقة ، بعدها سار بنا الدليل مدة ساعة ونصف ، وطلب منا أن نتجاوز المنطقة الخطرة قبل ظهور ضوء الصباح وقال لنا " أنتو وحظكم يا بتقطعوا يا بتموتوا " ، لنصل بعدها لمنطقة الأمان وكان عددنا 25 شخصاً ، في حين لا يزال مصير حوالي الخمسين شخصاً مجهولاً بين شهيد ومفقود وبحسب ما شاهدته فإن عدد الشهداء قد لا يقل عن 30 شهيداً .


هذا الفديو ننشره كما وصلنا ولم نتأكد هل هو لنفس المجزرة ام لمجزره أخرى 
https://youtu.be/oVR7m7W0HPw