سِر ذِكر الله- 'سبحانه وتعالى جَلّ ذِكره'- اسم الناس ثلاث مراتٍ مُضافاً مع أسمائهِ الحُسنى الثلاث الرب المالك الإله جَلّ وعلا في التعويذ من الوساوس في سورة الناس ؟

السر والله أعلم بذِكرهم ثلاث مع أسمائهِ الحُسنى الثلاث هو تذكيرهم بثلاث أمور كبرى فاصلة هي كالأتي:

الأولى: تذكيرهم بكرم الله في نعمتِ خَلقِهم بربوبيتهِ ومُلْكِه وأُلوهيته والتي كانت تلك النعمة في خلقهم هي السبب الأول والوحيد الدافع لِوسوسة الشيطان لهم في جنة السماء الأولى وإخراجهم منها

الثانية: تذكيرهم بأن نعمةَ خلقِهم بربوبيته ومُلْكِه وأُلوهيته سبحانه وتعالى السبب الأول في تََوعد الشيطان لناس من ذرية ادم  بالوساوس من الاغواء والإضلال في الدنيا
 
الثالثة: تذكيرهم بأنَ الله الذي خَلقهم بربوبيتهِ ومُلْكِه وأُلوهيته قادر بها بقدرته الظاهرة والباطنة على رد وساوس عدوهم الباطن الذي لا يقدر على رده أحدٌ على الإطلاق لتخفيه عن الناس إلا خالقهم ربهم ومالكهم وإلهَهم إذا أمنوا و لاذو به ودعوه بأسمائه الحسنى تلك الثلاث التي أحرى بالإستجابة بالدعا بها فالفعل 'أعوذ' فعل مضارع دعائي فنعوذ برب الناس مالك الناس إله الناس من خطوات وساوس الشيطان نفثه وهمزه ونفخه 

يقول الله تعالى في كتابه الكريم عن كل ذالكم التذكير بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم:
{وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ* فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ*وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ*فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ} إلى قوله تعالى:
 {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ}الاعراف18-27

ويقول الله تعالى عنه في سورة الإسراء :
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا*قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا*قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورًا*وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا*إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا} الإسراء 65-60

 وإذا تقرر تَكريم الله بنعمتِ خلقِنا بربوبيتهِ ومُلْكِه وأُلوهيته وتبين ضرَاوة عَداوة الشيطان لنا بمجرد خلقِنا فواجبٌ علينا عقلا وشرعاً ألا نَغتر بذلك بل نُقابل نعمةَ خلقِنا وضرَوَاة عداوةَ الشيطان بسبب خلقِنا بشكر الله الكريم الرحمن على نعمة خَلقِه لنا وذلك بعبادتهِ سبحانهُ وتعالى التي خَلقنا من أجلها والتي هي نجاة لنا من الشيطان ومن عبادته كما ذكر الله لنا في الآية الآنِفة الأخيرة من سورة الاسراء. 

نعوذ برب الناس مالك الناس إله الناس من وساوس الشياطين وجنودهم الكافرين اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين الشاكرين على نعمك الظاهر والباطنة اللهم امين