بيان أن نجاة الأمة الإسلامية اليوم من عذاب فتن الدنيا ونصرها وفوزها بالدارين هو بالجهاد في سبيل الله عز وجل وأن تركه سبب في حُلولِ العذاب العام والإستبدال 


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله إمام المجاهدين القائل في الحديث الصحيح :[رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل وأجري عليه رزقه وأمن من الفتان] رواه مسلم   


وبعد : يقول الله تعالى في كتابه الكريم بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ *يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} سورة الصف١٠-١٣


ويقول الله تعالى في سورة الأنفال : { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ } ٣٩- ٤٠.
 فهذه الآيات الكريمات بينت أن النجاة من عذاب فتنة الدنيا والعذاب أَللِيمٍ في الأخرة يكون بجهاد المؤمنين في سبيل الله رب العالمين وأن بجهادهم يكون النصر والفتح المبين في الدنيا والفوز في الاخره وفي المقابل يكون سبب عذابهم بالفتنة في الدنيا والعذاب أَللِيمٍ في الأخرة هو بتركهم له كما ذكر الله تعالى في سورة التوبة في هذه الآيات الكريمات قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} سورة التوبة ٣٩ فقوله تعالى {يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}:أي بتعذيبكم في الدنيا باستيلاء العدو عليكم وفي الآخرة بتعذيبكم بالنار كما أخبر الله تعالى بعد تلك الآية السابقة من سورة التوبة بتعذيب الذين تخلفوا عن النفير للجهاد بئذن غير شرعي بالنار في الأخرة فقال تعالى: { وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ}سورة التوبة ٤٩ فقوله تعالى {أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا} اي في العذاب فيها في الدنيا وبعذاب النار المحيطة بهم في الأخرة بسبب تخلفهم عن الجهاد في سبيل الله كما قال تعالى عنهم بعد تلك الآيات الكريمة السابقة من سورة التوبة :-{فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُون} سورة التوبة 81 




بل إن الله تبارك وتعالى جعل مجرد تفضيل حب الله ورسوله والجهاد في سبيله على من سواهم ممن يُتَرَبَصُ بهم العذاب في الدنيا قبل الآخرة قال تعالى في سوره التوبة {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} قوله تعالى { فَتَرَبَّصُوا} أي إن كانت تلك الأشياء احب إليكم من الله ورسوله والجهاد في سبيله فانتظروا ما يحل بكم من العذاب


ومن مفهوم آلآيات الكريمات السابقة يتبين لنا أن النجاة من العذاب في الدنيا والأخرة مع التبشير  بالنصر والفتح في الدنيا هو بالجهاد في سبيل الله عزو وجل سواء كان ذلك الجهاد جهاد دفع العدو أو جهاد طلب العدو الذي تتم فيه حماية الأقلية المسلمة والدعوة الإسلامية من العدو في عقر بلادهم وأن تركة  سبب في حلول العذاب العام في الأمة الإسلامية فعن ابي بكر رضي الله عنه قال قال رسول الله ﷺ :- [" ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله بالعذاب "] صححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 352" و قال : و يشهد له حديث العينة و فيه : " .. و تركتم الجهاد في سبيل الله ، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم " و هو حديث صحيح. 


 وإنه ليس هناك أعظم عذاب في الدنيا من عذاب الذل الذي يحل فيه الصغار والإستعباد والإظطهاد والتشريد و الهوان والإفقار مما يلقوه من أعدائهم الذين استولوا على بلادهم وأهليهم وهم متولين عن جهاده بالإستسلام لواقعهم و الرضى بهم أو بالهدنه والتطبيع معهم وإيثار البقاء على جهادهم كما هو حصل اليوم إلا من رحم الله


والعذاب في الدنيا لتاركين لجهاد في سبيل الله يكون إما بالسقوط في الفتن والذل ونحوه نتيجة إستيلاء العدو عليهم أو بوقوع قوارع المصائب عليهم فعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبيﷺ قال: [من لم يغزُ أو يجهز غازياً أو يخلف غازياً في أهله بخير أصابه الله تعالى بقارعةٍ قبل يوم القيامة[ رواه أبو داود وابن ماجه بإسناد صحيح عن أبي أمامة وحسنة الألباني 
 وإذا كانت الآيات السابقة في سورة التوبة نزلت في الوعيد بالعذاب والإستبدال على الذين أستأذنوا رسول الله ﷺ في ترك جهاد الطلب في الهجوم على الروم على أماكن تواجدهم في تبوك لا بترك جهاد الدفع فكيف سيكون الوعيد بمن تركوا جهاد الدفع الذي ليس فيه إذن لأحد كما هو حاصل اليوم في بعض بلدان المسلمين فلا شك أن التاركين لجهاد الدفع أنهم أولى في الدخول في تلك الآيات السابقة والأحاديث النبوية الصحيحة في حلول العذاب عليهم والإستبدال من أولئك الذين تركوا جهاد الطلب لأن ترك جهاد دفع العدو المهاجم لبلاد المسلمين أعظم ضرراً وأشد حرمة وعذاباً من ترك جهاد طلب العدو  غير المهاجم في عقر داره قال تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ *وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } سورة الأنقال١٧-١٨


ﻗﺎل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة اللة عليه : ("وَأَمَّا قِتَالُ الدَّفْعِ فَهُوَ أَشَدُّ أَنْوَاعِ دَفْعِ الصَّائِلِ عَنْ الْحُرْمَةِ وَالدِّينِ فَوَاجِبٌ إجْمَاعًا فَالْعَدُوُّ الصَّائِلُ الَّذِي يُفْسِدُ الدِّينَ وَالدُّنْيَا لَا شَيْءَ أَوْجَبَ بَعْدَ الْإِيمَانِ مِنْ دَفْعِهِ فَلَا يُشْتَرَطُ لَهُ شَرْطٌ بَلْ يُدْفَعُ بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ وَقَدْ نَصَّ عَلَى ذَلِكَ الْعُلَمَاءُ أَصْحَابُنَا وَغَيْرُهُمْ فَيَجِبُ التَّفْرِيقُ بَيْنَ دَفْعِ الصَّائِلِ الظَّالِمِ الْكَافِرِ وَبَيْنَ طَلَبِهِ فِي بِلَادِهِ، وَالْجِهَادُ مِنْهُ مَا هُوَ بِالْيَدِ وَمِنْهُ مَا هُوَ بِالْقَلْبِ وَالدَّعْوَةِ وَالْحُجَّةِ وَاللِّسَانِ وَالرَّأْيِ وَالتَّدْبِيرِ وَالصِّنَاعَةِ فَيَجِبُ بِغَايَةِ مَا يُمْكِنُهُ وَيَجِبُ عَلَى الْقَعَدَةِ لِعُذْرٍ أَنْ يَخْلُفُوا الْغُزَاةَ فِي أَهْلِيهِمْ وَمَالِهِمْ ) الفتاوى الكبرى : ٥٣٨ / ٥ 
 وقال في موضع اخر : ( فإذا أراد العدو الهجوم على المسلمين فإن دفعه يصير واجباً على المقصودين كلهم وعلى غير المقصودين لإعانتهم ، لأن بلاد المسلمين كالبلد الواحد ، ويجب النفير إليه بغير إذن الوالد ولا الغريم) ابن تيمية ، مجموع الفتاوى ، ٣٥٨/٢٨ 


ومما سبق يتبين أن على جميع المسلمين وجوب جهاد دفع الاعداء الذين اجتاحوا عدواناً وفساداً في الدين والدنيا بلدان المسلمين لا سيما بيت المقدس فإنه لبد للأمة الإسلامية جميعا اليوم من مشاركة اخوانهم المجاهدين في فلسطين في جهاد دفع الصهاينة المعتدين حتى يدفع الله عنا عذاب الفتن والذل والمصائب و يكتب لنا النصر والفتح المبين كما بشرنا الله عز وجل في كتابة المبين 


وإنه لا نجاة اليوم من فتن العذاب الحاصلة بالمسلمين ومن ذلك الفتن الكبرى الثلاث: فتنة الأحلاس والسراء والدهيماء والتي هي إبتلاء بحروب الكفار وأوليائهم على المسلمين من أجل رَدِيهم عن دينهم ونهب ثروات دنياهم ومن ذالكم نهب ثروة نفطهم وتهريبها إلى أعدائهم عن طريق عملائهم إلا بالجهاد العام الذي وصى به رسول الله ﷺ أمته لا سيما أمته في أخر الزمان فعن ابن عباس قال قال رسول اللهﷺ:-[أوَّلُ هذا الأمر نُبُوةٌ ورحمة، ثم يكون خلافة ورحمة، ثم يكون مُلكًا ورحمة، ثم يتكادمون عليه تكادُمَ الحُمُر، فعليكم بالجهاد، وإنَّ أفضل جهادكم الرباط، وإنَّ افضل رباطكم عسقلان] أخرجه الطبراني في الكبير(11/88) وصححه الهيثمي في "مجمع الزوائد": وقال رجاله ثقات، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (327) 
وفي هذا الحديث بشارة بفتح عسقلان والتي منطقة غزة هاشم هي جزء منها فذكر الرباط فيها للمجاهدين دليل على انها في الأخير تفتح لهم لفتح بيت المقدس


 وقوله ﷺ:" فعليكم بالجهاد " دلاله واضحة بعموم الجهاد فدخول ال التعريفية على كلمة جهاد تدل على العموم والشمول في الجهاد ومن ذلك جهاد النفس والهوى والشيطان والمنافقين والكفار في سبيل ذات الله رب العالمين قال ابن القيم في روضة المحبين وسمعت شيخنا ابن تيمية يقول:( جهاد النفس والهوى أصل جهاد الكفار والمنافقين، فإنه لا يقدر على جهادهم حتى يجاهد نفسه وهواه أولًا  ) ولا يوجد تعارض بينهما فكلٌ مقدور عليه وتشترك فية الأمة الإسلامية  


ومن الجهاد العام الذي وصى به رسول الله ﷺ أمته بذل الجهد في كل ما تحتاجه الأمة الإسلامية في الجهاد من ذلك بذل الجهد في صناعة وإحتراف ما يحتاجه المجاهدون في مواجهة الاعداء فإنه من الجهاد العام الواجب الذي يؤيد الله به الدين وينصر المسلمين فقد أخبر النبيﷺ أن المحترفين للفروسية وإجادة السلاح هم ممن يؤيد الله بهم الدين فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ قال «إذا وَقَعَتْ الملاحمُ بعث الله بَعْثًا هم أَكْرَمُ العربِ فرسًا وأجودُهم سلاحًا يُؤَيِّدُ الله بهمُ الدِّينَ » أخرجه ابن ماجه وحسنه الهيثمي وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة
  يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى عليه: ( إن الاحتراف واجب ، وذلك عند الحاجة الشديدة إلى حرفة ما ، كما إذا احتاج المسلمون المجاهدون إلى صناعة من الصناعات كالنساجة والفلاحة والحدادة والتجارة ، فعلى من يجيدها أن يعمل بها ، ويبذلها لهم بالقيمة قياساً على الأموال التي يحتاج إليها ، ويكون بذلها فرض كفاية فإن امتنعوا عن العمل بها فللإمام أن يجبرهم على ذلك وعلى الأمير أن يحرضهم على الجهاد ويقاتل بهم عدوه بدعائهم ورأيهم وفعلهم وغير ذلك مما يمكن الاستعانة به على الجهاد ) المستدرك على  مجموع الفتاوي ١٩٤/٢٩ ،١٩٩ /١٩٨  


وقال :( وتعلم صناعة القتال من الأعمال الصالحة لمن يبتغي وجه الله، ومن علم غيره صناعة القتال كان شريكه في الأجر في كل جهاد يجاهد به ، ولا ينقص أحدهما من الأجر شيئاً وعلى ولي الأمر وعلى المسلمين أن يشجعوا المجاهدين على الجهاد والصناعات الحربية وذلك بإقامة المسابقات وإعطاء الجوائز للفائزين) مجموع الفتاوى ٨٢/٨٠١٣/٢٨     


وقال– رحمه الله: (ولعب الكرة إذا كان قصد صاحبه المنفعة للخيل والرجال بحيث يستعان على الكر والفر والدخول والخروج ونحوه في الجهاد، وغرضه الاستعانة على الجهاد الذي أمر الله بها رسولهﷺفهو حسن وإن كان في ذلك مضرة بالخيل والرجال فإنه ينهى عنه ومسابقة الرمي بالحجارة إن كان فيها منفعة للجهاد وإلا فهي باطل") مختصر الفتاوى المصرية لابن تيميه ، 2/ ص 236 ٥٢١ ص٦٠٠


وإذا تحقق الجهاد العام في الأمة الإسلامية بكل انواعه وأدواته كلا على حسب إستطاعته فإنه من أعظم الأسباب المنجية من حلول عذاب الفتن الظاهرة والباطنة في البلاد الإسلامية والفوز والظفر في الدنيا والاخره كما ذكر الله في كتابه الكريم في سورة الصف وتركه سبب في حلول العذاب في الأمة الإسلامية كما ذكر الله ذلك في تلك الآيات الكريمة السابقة من سورة الأنفال والتوبة وأحاديث رسول اللهﷺ الصحيحة في ذلك 


وأخيراً أقصد بالجهاد الذي سبق بيانه هو الجهاد الشرعي على المعتدين فمن خالفه في قتال الابرياء المسالمين الذين لا يعتدون علينا فإنه لا يُعتبرُ جهاداً في شريعتنا وإنما تعتبرهُ الشريعة الإسلامية إعتداء عليهم لا جهاد فعن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه قال نزلنا على حصن سنان بأرض الروم مع عبد الله بن عبد الملك فضيق الناس المنازل وقطعوا الطريق فقال معاذ:  [أيها الناس إنا غزونا مع رسول ﷺ غزوة كذا وكذا فضيق الناس الطريق فبعث النبي ﷺ مناديا فنادى من ضيق منزلا أو قطع طريقاً أو أذى مؤمناً فلا جهاد له] روآه أحمد وصححه الألباني في السلسلة وألارنؤوط وأحمد شاكر في مسند الامام احمد 
مع العلم أن المستوطنيين الصهاينة في مساكن بلاد فلسطين يعتبرون من المحتلين لأراضي الفلسطنيين لأن أرض بلاد فلسطين ليست أرضهم وبتالي يجوز للمجاهدين جهادهم جهاد دفع وإذا لم يندفعوا عن أراضيهم لهم أسرهم والتترس بهم اذا دعت الحاجة الى ذلك لأنهم يعتبرون من المشاركين في القتال لاحتلال أرض فلسطين . 


نسأل الله أن يثبتنا على الجهاد في سبيله وألا يجعلنا ممن يتولون عنه مدبرين فيلحقنا العذاب الاليم وأن ينصرنا على القوم الظالمين والمستبدين وألا يجعلنا فتنة لهم 
اللهم عليك بالكافرين والمنافقين المعتدين اللهم نصرك الذي لا يغلب على من تكالب على أخواننا في فلسطين وألب اللهم الق الاضطراب والاحتراب بينهم يا مجري السحاب ويا هزم الاحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم آمين