بسم الله الرحمن الرحيم

... غزو أثيـــــــــــــنا --- (جــ 10) ،،، الشريعة فوق الفلسفة ...

في علم الله تعالى يتفاوت في العدد المتساويان حسب إحصاء الإنسان الحريص على الدقة، لا يخرص (يخمـّن) و لا يسامح بالكم الضيئل.

ـــــتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتــــ



... مستحيل على مخلوق تحصيل الإحصاء العددي،،، باعبتار أنه نوع من الإحاطة العلمية التي هي إختصاص إلهي ...



الفصل الثالث.. ((و كذلك قد تقبل بعض المضافات الأقل و الأكثر. فإن الشبيه و غير الشبيه (المختلف)، و المساوي و غير المساوي (المفاوت) كل واحد منهما من المضاف، و قد يكون شبيه أقل من شبه أو أكثر، و كذلك غير المساوي،

و بعضها ليس يقبل ذلك، فإن ليس ضعف أقل و لا أكثر من ضعف، و لا مساو أكثر من مساو.))

ـيييييييييييييييييييييييييـ التعقيب على الفصل (3) ـييييييييييييييييييييييييييييييـ

· : ((و قد يكون شبيه أقل من شبه أو أكثر، و كذلك غير المساوي،))



غير المساوي يكون فارقا بكم كثير أو قليل، أو بكم ضئيل يمكن المسامحة فيه و إهماله، لكن التساوي مستحيل.

فإن ثقلا من ذهب غرام أو أونصة أو كيلو لا يساوي نظيره مهما كان الميزان حساسا، فلا بد من حصول فرق بمئات آلاف الذرات في غرام عن غرام، لكن مئات الآلف هو كم ضيئل يمكن إهماله، في التجارة، لكن عند الفيزيائيين أصحاب الإحصاء العددي الدقيق (Quantum)، لا يجوز إهمال الكم الضيئل، لأنه مؤثر.

و كلما رخصت البضاعة و دق ثقل أو حجم الحبة منها كلما كان فرق المسامحة أكثر، في آخر موسم العنب يمكن المسامحة بحبات أكثر أو بمجان من الحبات عند شراء بضعة كيلوات منه.



سرد الكميات ...

{(مجّان > الأكثر، أكثر، كثير) > (كاف =مساو) > (قليل، اقل، الأقل > فقدان)}

سرد التقديرات..

{أكثر بكمية مسموحة>مساو تماما<أقل بكمية مسموحة}



لكن في مقتبل موسم الثمار الثمنة الكيوي مثلا، لا يمكن المسامح بقليل و لا أقل من حبات الكيوي التي تباع بالحبة، و يكون الوضع بين البائع و المشترى فقدان كم المسامحة.



· : ((و بعضها ليس يقبل ذلك، فإن ليس ضعف أقل و لا أكثر من ضعف، و لا مساو أكثر من مساو.))



يزعم أرسطو أنه ليس مساو (أقل أو) أكثر من مساو. في علم الله سبحانه و تعالى يصدق هذا القول لكن في علم البشر تنتفي المساواة بين المتساويين، بفرق ما كثير أو قليل لذا يضطرون إلى المسامحة و إهمال الفرق، و إذا ثبت بطلان المساواة، كان بطلان الضعفين أولى.

هنا يوجد خطأ في الترجمة .... الضعف هو نفسه المساوي، يقال العشرة ضعفان من الخمسة، لكن لا يصح القول العشرة مساويان من الخمسة.

مثال الفرق بين غرام ذهب و غرام آخر مئات الآلاف من الذرات، و الفرق بين غرامين إثنين من الذهب و غرامين إثنيى آخرين ربما بلغ مليون ذرة. أي إن الضعفين (غرامان) من كم هما أكثر أو أقل من الضعفين الآخرين (غرامان) بفارق ملحوظ، أي أكبر من الفارق بين الكم و الكم المساوي له.

قال تعالى: " يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَ كَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا # و مَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ و رَسُولِهِ وَ تَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَ أَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا"

ضعف: مرة: مساو. كلمة ضغف مثل كلمة توأم و زوج، الخ. تفيد معنى المفرد أي تعني أحد الزوجين أو أحد التوأمين او التوائم ،و لا تعني إثنين أو أكثر، كما يتوهم البعض.



الله سبحانه تعالى يتفرد بالإحاطة العلمية و يستطيع إحصاء الكم بالعدد، بينما البشر يقصرون في تعداد أنفسهم مهما أجادوا في تنظيم إجراءات التعداد.

قال تعالى: "وَ مَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا # إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا # لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا # وَ كُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا"



و قال عز وجل: "يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَ نَسُوهُ وَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ"

و قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في تمجيد الله عز و جل: "لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك"، و السبب "ليس .... لصفته نعت موجود..."، و النعت هو حسن الوصف و لا أحد يستطيع أن يحسن وصف الله سبحانه و تعالى مهما بلغ من معرفة الله و من الفصاحة، و منتهى معرف الله هو إدراك العجز عن وصفه فإن المحدود مستعص عليه إدراك المطلق، مثلا يقال إن الله قادر و مقتدر و قدير، لكن لا يقال إنه كثير القدرة جدا، و إنه بيصر النملة على بعد كذا ألف سنة ضوئية، باعتبار أن تقدير قوة الله ليس مستطاع. و هو أكثر قدره و أوسع علما و أكبر حياة من أبعد تمادي في توهم قدرته و علمه،،،،.



الحصى واحدها الحصاة... و أحصيته عددته، أو أطقته أي أحطت به علما.

أحصاهم استقصى خبرهم و أحاط بهم علما، الإحصاء هو الإحاطة العلمية و هي مستحيلة على البشر و المخلوق جملة، من تسبيح جبريل عليه السلام: "سبحان من يعلم وزن النور و سبحان من يعلم وزنالفيء".

و الإنسان في إحصاءه يكون خارصا أو قاربا أو دقيقا، لكن لا يطيق أن يكون عدّادا دقيقا تماما، أي هو عاجز أن يحصي عدد الاشباه من النسيج.


و هو يتردد بين حدود ثلاثة الخرص و المقاربة و الدقة حسب أهمية الشيء الموزون أو المكيل أو الممسوح..

· حد التخمين ........... كلما رخص الشيء المبتاع كلما جازف التاجر فيه، أي يسامح و يعطي أكثر من الثقل أو الكيل، و كأنه يهملهما و لا ينظر إليهما، و المسامحة في البيع تشبه الخرص أو تحزر الجابي، فهو يخرص غلة البستان أو المتجر أو المصنع بأقل مقدار ممكن يكون بينه و بين المقدار الحقيقي فرق يمكن المسامحة فيه.

· حد التقريب.............. و فيه تحسب الأثقال و الأحجام و الأطوال و المساحات باستعمال الموازين الحساسة أو مراعاة معطيات الموازين العادية، كما عند وزن الذهب أو خيوط الزعفران بالميزان الحساس، أو الصنوبر و الهال بالميزان العادي.

· التقدير التدقيق ................. و هو المعروف بالكوانتم.

التشابه دائما فيه فرق، و لا يكون تاما، لا تتشابه حتى التطابق حبتان من الرمل، و لا بلورتان من الماء، و لا توأمان، لكن تتساوى الأشباه في الحقيقة، بلورات الماء كلها سداسية الأفرع، و الأفراد مهما اختلفوا في الصور يتساون في حد النوع الذي ينتمون إليه، و أنواع الكلاب مثلا مهما اختلفت في الأحجام و الأشكال تتساوى في حد الجنس. و المثلثات مهما اختلفت في الشكل و المساحة تتساوي في حد المثلث المطلق أو حد جنس المثلث و هو أنه حركة بناء مثلثة الأضلاع.


.......................................................................

محمد إبن رجب الشافعي

الجيش اللبناني الفلسفي الثوري

الأحد 31\11\2011 مـــــــــــــــ