بسم الله الرحمن الرحيم



... غزو أثيــــنا --- (جـــ 11 ) ،،،، الشريعة فوق الفلسفة ...



الدعاية و طول العهد تصنع للفيلسوف شهرة ضخمة، تعطي لفشره (كذب و خطأ مع غفلة) صفة التسلط، و ثورة العقل و النطق على التسلط و التهريج الفكريين سواء الوارد أو المحلي، ليس بأقل قيمة و أهمية من ثورة النفوس على الأنظمة السياسية المتسلطة و المهرجة، التي من طول عهدها توهمت أنها خالدة و ربما أيضا توهم خصومها المتأذين منها بسبب تخاذلهم و هبوط معنوياتهم هذه الخرافة.

: "الثقة بالله أزكى أمل، و التوكل عليه أوفى عمل"



ـــــتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتــــ

الفصل الرابع من مقولة الإضافة للحكيم أرسطو ترجمة الشارح الأكبر المنبهر إبن رشد...



((و من خواص المضافين أن كل واحد منهما يرجع على صاحبه في النسبة بالتكافؤ.

مثال ذلك العبد هو عبد للمولى، و المولى مولى للعبد، و الضعف هو ضعف للنصف، و النصف هو نصف للضعف، و كذلك في سائرها.

و سواء كان أسم المضافين متغايرين - مثل الضعف و النصف - أو كان أحدهما مشتقا من الآخر، مثل العلم و المعلوم، و الحس و المحسوس، فإن كل واجد من هذه يقال بالقياس إلى قرينه.))



((و قد يظن أن هذه الخاصة (التكافؤ) غير موجودة لكثير من الأشياء المضافة متى لم يضف الشيء إلى قرينه إضافة معادلة - أي لا يوجد كل واحد منهما مضاف إلى صاحبه من طريق ما هو مضاف - بل تكون إضافة أحدهما إلى الآخر من طريق ما مضاف، و الآخر بالعرض، أو يكون كل واحد منهما قد أخذ لا من طريق ما هو مضاف.

مثال ذلك إن أضيف الجناح إلى ذي الريش فقيل الجناح جناح لذي الريش لم يصدق رجوع هذا بالتكافؤ فإنه ليس نسبة الجناح إلى ذي الريش من طريق ما هو ذو ريش إذ كان قد يوجد ما له جناح و ليس له ريش، (الوطواط و الحشرة) فنسبة الجناح ليست له من جهة ما هو ذو ريش، و نسبة ذي الريش إلى الجناح هي له من جهة ما هو ذو ريش، و لذلك لم تكن هذه الإضافة معادلة. فإذا غير هذا و أخذت النسبة المعادلة فقيل ذو الجناح هو ذو جناح بالجناح، رجع بالتكافؤ - و هو أن الجناح جناح لذي الجناح - أو نقول ذو الريش هو ذو جناح بريش، و الجناح بالريش هو جناح لذي الريش.

و لذلك إذا لم تكن الإضافة المعادلة لها اسم يدل عليها من حيث هي معادلة، - و ذلك إما لكلي المضافين أو لأحدهما - فقد يضطر المضيف أن لكليهما اسما أو لأحدهما من حيث يستعملهما مضافين.

مثال ذلك أن السكان إن إضيف إلى الزوق، لم تكن إضافته معادلة لأنه ليس من جهة أن الزورق زورق أضيف إليه السكان، إذ كان قد توجد زوارق لا سكان لها، كما أن السكان إنما أضيف إلى الزورق من جهة ما هو سكان. و لذلك لا يرجع بالتكافؤ فيقال إن الزورق زورق للسكان، كما يقال إن السكان سكان للزورق، و لكن إذا أريد في مثل هذا أن تكون الإضافة معادلة من الطرفين و مأخوذة بحال واحدة منهما، فينبغي أن يقال السكان سكان للزورق ذي السكان، و حينئذ يصدق أن الزورق ذا السكان زورق بالسكان، فإنه كما أن السكان إنما هو سكان بالزورق، كذلك الزورق الذي من شأنه أن يكون سكان هو زورق بالسكان، و مثال ذلك أيضا أنه إذا أضيف الرأس إلى ذي الرأس، كانت إضافته معادلة، و متى إضيف إلى الحي لم تكن معادلة، فإن الحي ليس له رأس من طريق ما هو حي، إذ كان قد يوجد من الحيوان ما لا رأس له.))

... التعبير عن الإضافة يمكن بأكثر من طريقة؛؛؛ بتركيب مادة عريقة في إحدى الصور الصرفية من رصيدها، أو بزحم كلمة مناسبة بمعنى المضاف، لتصير مشتركا منقولا ...



بدلا من كلمة ذو الرأس يمكن استعمال كلمة مرؤوس، معلوم أن كلمة مرؤوس مصطلح إداري مقابل الرئيس، مثلا العريف رئيس للجندي، و الجندي مرؤوس للعريف، لكن يمكن استعمالها لتعني جسم الكائن الحي الذي له رأس.

و بالتالي بدلا من العبارات الهزلية التي أعطاها أرسطو و هي "الرأس رأس لذي الرأس، و ذو الرأس هو ذو رأس لرأس"، يمكن إنشاء العبارات التالية... الرأس رأس للمرؤس، و المرؤوس مرؤوس لرأس".

و زيادة في التحسين يمكن القول لا شيء يكون رأسا مستقلا، و لا بد للرأس أن يدنوه مرؤوس، و المرؤوس هو مرؤوس لأجل أن له رأس.

هنا كلمة مرؤوس هي من نوع المشترك المنقول، أي الذي تتقارب معانيه، بينما المشترك المرتجل هو مبنى منطوق مرتبط بمعاني مختلفة.


((فهذا هو الطريق الذي ينبغي للمضيف أن يسلكها فيما ليس له اسم من المضاف - أعني أن يضع لها اسما يدل على المضافين من حيث تكون إضافتهما معادلة، مثل ما قلنا في الجناح و السكان، و إذا كان هذا هكذا، فكل المضافات إدا أخذت على التعادل - أي من طريق ما هي مضافات لا من طريق ما هي تحت مقولة أخرى - وجدت لها هذه الخاصة دائما، و هو أن كل واحد منهما يرجع على صاحبه بالتكافؤ. و أما إذا أضيف أحدهما إلى الآخر و أخذ كل واحد مهما جزافا و بأي صفة اتفقت من الصفات الموجودة في المضافين اللازمة للإضافة و لم يؤخذا بالصفة التي هما بها مضافان و منسوب كل واحد منهما إلى الآخر، فليس يرجعان بالتكافؤ و إن كان لهما أسماء موضوعة من حيث هما مضافان (لكنها مهملة غير مستعملة)، فضلا عما ليس لهما أسماء تدل عليهما من حيث هما مضافان.

مثال ذلك أن العبد إن لم يضف إلى المولى الذي هو اسم بالاضافة لكن إضيف إلى الإنسان أو إلى ذي رجلين و ما أشبه ذلك من الأشياء الموجودة فيه، لم يرجع بالتكافؤ. لأن الإنسان ليس هو إنسان بما له عبد، و إنما هو مولى بما له عبد. فإن أخذ المولى بدل الإنسان رجعا بالتكافؤ. ))

ـيييييييييييييييييييييييييـ التعقيب على الفصل (4) ـييييييييييييييييييييييييييييييـ

... يحتمل في الإضافة تعدد النسب،،، و أيضا تكثر الأطراف فوق إثنين ...



((و من خواص المضافين أن كل واحد منهما يرجع على صاحبه في النسبة بالتكافؤ.

مثال ذلك العبد هو عبد للمولى، و المولى مولى للعبد، و الضعف هو ضعف للنصف، و النصف هو نصف للضعف، و كذلك في سائرها.

و سواء كان أسم المضافين متغايرين - مثل الضعف و النصف - أو كان أحدهما مشتقا من الآخر، مثل العلم و المعلوم، و الحس و المحسوس، فإن كل واجد من هذه يقال بالقياس إلى قرينه.))



كأن الإضافة مقولة غير مباشرة، أي خبر يستفاد من طريق الصاحب.

و هي طريقة يصدق عليها قول الشاعر: "لا تسل عن المرء و سل عن قرينه ** فإن القرين بالمقارن يقتدي"

لكن قد لا تفيد الإضافة التشابه في الحقيقة و الأخلاق. الإضافة التي بين المولى و العبد تفيد فقط التضاد في الحرية، المولى أكثر من حر باعتبار أن يملك نفسه و يملك غيره أيضا، و العبد معدوم الحرية، لا يملك نفسه، و ربما في الحقيقة لا إضافة بينهما، فربما يكون أحدهما حسن الخلق و الآخر رديئه.



أي تتنوع الأخبار المستفادة بهذه الطريقة الملتوية.



و يؤكد تنوع الأخبار غير المباشرة إمكانية تعدد النسب في الإضافة الواحدة،

مثال .. الأب و الإبن بينهما أكثر من نسبة، قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "آباؤك ثلاثة أب ولدك، و أب ربّاك و أب علمك".

1. نسبة الولادة

2. نسبة التربية

3. نسبة التعليم

و النسبة الحقيقية هي النسبة التربوية أو التعليمية، فكم من أب كريم المعدن، أنتج إبنا لئيما. لكن المرء لا يقتدي إلا بالمربي المشابه له في الحقيقة، و لا يأخذ العلم إلا عن أستاذ مشابه له في الحقيقة. فليس في الولادة إختيار، لكن في الإقتداء و التعلم إختيار.

قال تعالى: "و نَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَ أَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ # قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ"

... يحتمل في الإضافة القوة، أو الضعف غير المضر بها ...



· : "و من خواص المضافين أن كل واحد منهما يرجع على صاحبه في النسبة بالتكافؤ"



الرجوع بالتكافؤ في النسبة لا ينفي تفاوت الإضافة في قوة النسبة ....

مثال الإبن ليس فقط هو إبن لأب، بل يحتمل في الإبن أن ينسب لجد بل و لعم أيضا، نسبة عرقية، غير النسبة العرقية المباشرة الحاصلة عن طريق النكاح و الولادة، و غير النسبة التربية أو التعليمية، و تتحقق هذه النسبة بسبب نزعة العروق الكريمة فائقة النشاط، أو بعبارة مرادفة عن طريق الوراثة غير المباشرة، أي عن طريق الإبن المباشر أبو الإبن المنسوب للجد أو العم، أو طريق الإبنة المباشرة أم الإبن المنسوب للجد.



قال تعالى:---

"مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَ لَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَ خَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَ كَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا "

" أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي،،،، قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْمَاعِيلَ وَ إِسْحَقَ إِلَـهًا وَاحِدًا وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ "

يعقوب إبن إسحاق

" وَ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَ يَعْقُوبَ نَافِلَةً وَ كُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ"

قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "إن إبني هذان إمامان قاما أو قعدا"

الأسباط أبناء يعقوب يعتبرون الحد إبراهيم و العم اسماعلي من الآباء.

و الله سبحانه و تعالى يحكم بأن الحفيد يعقوب هو هبة للجد إبراهيم مثل الإبن إسحاق. بينما في العرف الإبن موهوب للأب فقط باعتبار أنه مولود له فقط، و ليس الجد شريك الأب في الولادة.

هل المقصود بآبائك إبراهيم و اسماعليل و اسحق و يعقوب هو الأبوة التربوية و العلمية؟ أم الأبوة العرقية،

كان أبو بكر الصديق يحمل الحسن رضي الله عنهما على كتفه و يقول:"بأبي شبيه النبي لا شبيه علي"

و قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "الحسن ورث عني سؤددي و هيبتي، و الحسين ورث عني جرأتي و جودي"، بداهة الوراثة هي من طريق نزعة عروق النبي و غلبتها على عروق أم المؤمين خديجة، و نزعة عروق سيدة نساء العالمين على عروق أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه و رضي عنه.

مما تقدم نلحظ إمكانية نسبة الإبن إلى العم، أي أن الضعف في النسبة لا يضر بها.



سرد أحوال الإضافة حسب القوة تصاعديا....



· الإبن إبن لعم، و العم أب لإبن........... إسماعيل أب لإبن أخيه يعقوب.

· الإبن إبن لجد، و الجد أب لإبن............ مثال إبراهيم أب لحفيده يعقوب عليهم الصلاة و السلام، و محمد صلى الله عليه و آله و سلم أب للحسنين رضي الله عنهما.

· إسحاق أب ليعقوب، و يعقوب إبن لاسحاق عليهم الصلاة و السلام، و علي أب للحسنين، و هما إبنان لعلي عليهم صلوات الله و سلامه.



.................................................................................................................



... ضرورة مراعاة النسبة المحققة لصفة المعادلة بين المضافين،،، في شطري الإضافة...



((و قد يظن (يتوهم) أن هذه الخاصة (التكافؤ) غير موجودة لكثير من الأشياء المضافة متى لم يضف الشيء إلى قرينه إضافة معادلة - أي لا يوجد كل واحد منهما مضاف إلى صاحبه من طريق ما هو مضاف - بل تكون إضافة أحدهما إلى الآخر من طريق ما هو مضاف، و الآخر بالعرض، أو يكون كل واحد منهما قد أخذ لا من طريق ما هو مضاف (كلاهما مأخوذ بالعرض). ))





يحتمل أرسطو حدوث الإضافة الجزافية الخطأ التي توهم بانتفاء هذه العلاقة بين المضافين حقيقة، و الإحتمال محصور بحالتين.

1. إضافة كل المضافين إلى بعضهما البعض بالعرض، أي بأية صفة اتفقت.

2. إضافة أحد المضافين من طريق ما هو مضاف، و إضافة الآخر بالعرض.



... تعقيد التعبير بسبب تفاوت المضافين، هو سوء تمثيل العلم للواقع المعلوم ...



((مثال ذلك إن أضيف الجناح إلى ذي الريش، فقيل الجناح جناح لذي الريش؛ لم يصدق رجوع هذا بالتكافؤ..... فإنه ليس نسبة الجناح إلى ذي الريش من طريق ما هو ذو ريش إذ كان قد يوجد ما له جناح و ليس له ريش، (الوطواط و الحشرة) فنسبة الجناح (إلى الوطواط) ليست له من جهة ما هو ذو ريش، و نسبة ذي الريش إلى الجناح هي له من جهة ما هو ذو ريش.))



قال: "و نسبة ذي الريش إلى الجناح هي له من جهة ما هو ذو ريش."

أنكر أن يكون كل مجنح مريشا، و هو حقيقة، لكن فاته ملاحظة العكس و هو صحيح أيضا، أي ليس كل مريش هو بالضرورة يكون مجنحا أي يستطيع الطيران.



معلوم أن "كل أصمخ هو بائض، و أن كل بائض هو أصمخ"... و العكس بالعكس.

أي إن "كل أذون هو والد، و كل والد هو أذون."

لكن ليس دائما علاقة الإضافة تكون مستغرقة كميا. بل يحتمل فيها افتراق المضافين كميا بأن يكون أحدهما كثير و المضاف الآخر قليل.



بعض الحيوان المريش ليس له جناح .... مثال النعامة و الديك، إذ أن خمول الجناح المريش و عدم صلاحيته للطيران يسقطه من الاعتبار في جملة الأجنحة.

و بعض الحيوان المجنح ليس له ريش .... مثال الوطواط و الحشرة،



فماذا يمنع من اعتماد الإضافة الناقصة؟؟.....

أي القول: "بعض المجنح يطير بريش، و بعض المريش هو مجنح (يطير)."

أو القول : "بعض المجنح عديم الريش، و بعض عديم الريش هو مجنح"

و نخلص إلى أن المجنح أي من يستطيع الطيران طبقتان إثنتان بعضه ذو ريش و بعضه عديم الريش.

و أيضا نستنتج أن المريش طبقتان إثنتان بعضه مجنح حقيقة (يطير)، و بعضه يبدو كذلك لكنه لا يطير.



... المعالجة الهزلية لحالة الإفتراق الكمي بين المضافين ،،، و الدعوة للفوضى اللسانية ...



((و لذلك لم تكن هذه الإضافة معادلة. فإذا غــُــيــّــر هذا و أخذت النسبة المعادلة فقيل ذو الجناح هو ذو جناح بالجناح، رجع بالتكافؤ - و هو أن الجناح جناح لذي الجناح - أو نقول ذو الريش هو ذو جناح بريش، و الجناح بالريش هو جناح لذي الريش.

و لذلك إذا لم تكن الإضافة المعادلة لها اسم يدل عليها من حيث هي معادلة، - و ذلك إما للمضافين كلاهما أو لأحدهما - فقد يضطر المضيف أن يضع لكليهما اسما أو لأحدهما من حيث يستعملهما مضافين.))



يمكن تحسين الإنشاء بالقول:--

"المجنح هو مجنح لامتلاكه الجناح"، ليرجع بالتكافؤ على "الجناح هو جناح للمجنح.".

"المريش هو ذو جناح ريشي، و الجناح الريشي هو جناح للمريش"



((مثال ذلك أن السكان إن إضيف إلى الزوق، لم تكن إضافته معادلة لأنه ليس من جهة أن الزورق زورق أضيف إليه السكان، إذ كان قد توجد زوارق لا سكان لها، كما أن السكان إنما أضيف إلى الزورق من جهة ما هو سكان. و لذلك لا يرجع بالتكافؤ فيقال إن الزورق زورق للسكان، كما يقال إن السكان سكان للزورق.))





1. يصح القول........... السكان هو سكان للزورق

2. لا يصح القول......... الزورق زورق للسكان ...... بسبب أن كلمة زورق لا يتضمن معناها قيد السكان.



و لتوضيح هذه الحالة يحسن إعطاء الحالة المعاكسة التي يكون فيها إضافة الكل إلى الجزء إضافة معادلة..

الشعر هو شعر للكوسج (عكس الأصلع).

الكوسج هو كوسج لما له شعر.



(( و لكن إذا أريد في مثل هذا أن تكون الإضافة معادلة من الطرفين و مأخوذة بحال واحدة منهما، فينبغي أن يقال السكان سكان للزورق ذي السكان، و حينئذ يصدق أن الزورق ذا السكان زورق بالسكان، فإنه كما أن السكان إنما هو سكان بالزورق، كذلك الزورق الذي من شأنه أن يكون سكان هو زورق بالسكان، و مثال ذلك أيضا أنه إذا أضيف الرأس إلى ذي الرأس، كانت إضافته معادلة، و متى إضيف إلى الحي لم تكن معادلة، فإن الحي ليس له رأس من طريق ما هو حي، إذ كان قد يوجد من الحيوان ما لا رأس له.))



1. قال لتكون الإضافة معادلة من الطرفين، ينبغي القول "السكان سكان للزورق ذي السكان"

2. شرط ليصح القول أن "الزورق ذا السكان زورق بالسكان"



و هاتان العبارتان لا شك هما هزليتان مستهجنتان، و يصعب إدراك معانيهما.

"الشعر شعر للرجل ذي الشعر"

"الرجل ذو الشعر هو رجل بشعر"

لكن استعمال كلمة كوسج تحسن التعبير،،،، الشعر صفة للكوسج، و الكوسج اسم من له شعر.

لكن هل حقا تفتقر اللغة اليونانية حقا إلى اسم لنوع من الزوارق مقيد بميزة و هي أن له سكان.؟؟!!



تعبير هزلي آخر عن إضافة ... "الرأس رأس لذي الرأس، و دو الرأس هو ذو رأس لرأس."

باعتبار أن بعض الحي و حتى بعض الحيوان ليس له رأس، مثل الشجرة،أو قنديل البحر،



لكن إذا كان لا يستقيم القول "الرأس هو رأس للحي"،

ما المانع من التبعيض أي القولة "الرأس هو رأس لبعض أنواع الحي" أو "بعض أنواع الحي له رأس"، بدلا من القول الهزلي "الرأس هو رأس لذي الرأس"



....................................................................................................................

((فهذا هو الطريق الذي ينبغي للمضيف أن يسلكها فيما ليس له اسم من المضاف - أعني أن يضع لها اسما يدل على المضافين من حيث تكون إضافتهما معادلة، مثل ما قلنا في الجناح و السكان.

و إذا كان هذا هكذا، فكل المضافات إدا أخذت على التعادل - أي من طريق ما هي مضافات لا من طريق ما هي تحت مقولة أخرى - وجدت لها هذه الخاصة دائما، و هو أن كل واحد منهما يرجع على صاحبه بالتكافؤ. و أما إذا أضيف أحدهما إلى الآخر و أخذ كل واحد منهما جزافا و بأي صفة اتفقت من الصفات الموجودة في المضافين اللازمة للإضافة و لم يؤخذا بالصفة التي هما بها مضافان و منسوب كل واحد منهما إلى الآخر، فليس يرجعان بالتكافؤ و إن كان لهما أسماء موضوعة من حيث هما مضافان (لكنها مهملة غير مستعملة)، فضلا عما ليس لهما أسماء تدل عليهما من حيث هما مضافان.

مثال ذلك أن العبد إن لم يضف إلى المولى الذي هو اسم بالاضافة لكن إضيف إلى الإنسان أو إلى ذي رجلين و ما أشبه ذلك من الأشياء الموجودة فيه، لم يرجع بالتكافؤ. لأن الإنسان ليس هو إنسان بما له عبد، و إنما هو مولى بما له عبد. فإن أخذ المولى بدل الإنسان رجعا بالتكافؤ. ))



قال " الإنسان ليس هو إنسان بما له عبد، و إنما هو مولى بما له عبد. فإن أخذ المولى بدل الإنسان رجعا بالتكافؤ."



و هذا المثال المعطى هو ضعيف بسبب أنه ليس كل إنسان يتوهمه الناس أنه سيد، فقط الغني المتمول يتوهم البعض أنه سيد مولى لمجرد أنه غني و لو لم يكن عنده عبد أو حتى خادم مستأجر غير مملوك.



عبارة "المتمول ليس هو متمول بما له مولى عبد. و إنما هو مولى سيد بما له مولى عبد، و هو متمول أو غني بما له من مال يفيض عن حاجته"، أنسب من عبارة "الإنسان ليس هو إنسان بما له عبد، و إنما هو مولى بما له عبد".

باعتبار حصول الوهم أن الغني خاصته أنه سيد و السيد صفة لازمه للغني، بل السيادة أي امتلاك عبد هو عرض، و حد الغني هو امتلاك ما يفيض عن حاجته، و خاصته الاستطالة. قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "من ملك استطال"



..............................................................

محمد إبن رجب الشافعي

الجيش اللبناني الفلسفي الثوري

الأحد 31\11\2011 مـــــــــــــ

عدل سابقا من قبل محمد سعيد رجب عفارة في الإثنين نوفمبر 14, 2011 2:53 pm عدل 1 مرات (السبب : إضافة فقرة)