تساءلت المحررة في صحيفة فايننشال تايمز رولا خلف عن السبب الذي يجعل الغرب يمنح الرئيس السوري بشار الأسد مساحة واسعة من المناورة، محذرة من أن ذلك قد يبعث إليه برسالة خاطئة.

وقالت في مقالها إن أي زعيم عربي آخر شارك في قمع الاحتجاجات لم يتلق مثل تلك المعاملة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة استثنت الأسد من قائمة العقوبات الاقتصادية قبل أسبوع، وهو ما فعلته الدول الأوروبية.

من جانبه يرى المنشق عن حزب البعث أيمن عبد النور أن استثناء الأسد من العقوبات ربما يكون مفيدا، وهو ما اعتبره فرصة للفرار إلى إنجلترا مع زوجته البريطانية المولد، ويشير إلى أن إغلاق الباب كاملا أمامه سيجعله يقاتل حتى النهاية.

غير أن رولا خلف تقول إن عدم توجيه صدمة مباشرة للأسد، لن يجعل النظام يتجاهل الاحتجاج الدولي فحسب، بل سيرسل بإشارة خاطئة إليه.

ويشهد العديد من المسؤولين في الشرق الأوسط الذين تعاطوا مع الرئيس الأسد عن قرب في الأزمات، بأن لديه عادة تفسير المساحة الواسعة للمناورة على أنها ترخيص له كي يسيء التصرف مدة أطول.

وهذا يفسر، كما تقول رولا، لماذا كانت فرنسا –التي تعرفه جيدا- هي المؤيد الأقوى لاستهداف الأسد بالعقوبات.

وتتابع الصحفية رولا خلف فتقول إن الأسد استغل أسطورة كونه المصلح الوحيد والمحاط بالمتشددين، على اعتبار أن سوريا تلعب دورا هاما وإستراتيجيا في الصراعات بالمنطقة، بما فيها المواجهة مع إيران والصراع العربي الإسرائيلي.

وفي العالم العربي ثمة نظرية تلوح في الأفق مفادها أن الأسد قد يقوم "بانقلاب" على نظامه، وهو مسار غير محتمل -من وجهة نظر رولا خلف- نظرا لأن ذلك يعني التخلص من شقيقه وذويه.

كما أن معارضيه يستبعدون ذلك ويقولون إنه ضرب من التمني، مشيرين إلى "أنه الرئيس، وأن جميع القرارات تتخذها لجنة عليا تحت قيادته"، وفقا لعبد النور.

وتشير الكاتبة إلى أن الإستراتيجية الوحيدة للنظام الآن كي ينجو، تبدو في استخدام القوة، وهذه الإصلاحات السياسية التي كان يمكن أن تهدئ الشارع قبل أسابيع قد تعجل من سقوطه.