بسم الله الرحمن الرحيم

نقلا عن النهار اليوم الخميس بقلم الكاتب على حمادة

: ((سفينة بشار الغارقة

مرة جديدة يعود مجلس وزراء الخارجية العرب ليجتمع اليوم للبحث في الازمة السورية بعد فشل المبادرة العربية التي قدمت للنظام في سوريا،

و قد قابلها بسلسلة تعديلات طالب بها بهدف افراغها من مضمونها، و هذا ما حدا باللجنة الوزارية العربية و الامانة العامة للجامعة على ان ترفض التعديلات، مع الاصرار على التزام السوري حرفية المبادرة.

و عند هذه المحطة توقف قطار الحل العربي. و بات من الضروري الانتقال الى مرحلة جديدة في التعامل العربي مع نظام بشار الاسد الذي قرر بحسب ما بدأ يصرح به في الاعلام الخارجي (الصانداي تايمس اللندنية) مواصلة المعركة بالعنف... حتى الموت!

المطلوب الآن من وزراء الخارجية العرب:-----

اصدار بيان يندد بالنظام في سوريا،

و تأكيد تعليق عضوية سوريا في الجامعة،

و التوصية بسحب السفراء العرب من دمشق،

و تعجيل الخطى في دعم توحيد المعارضة عبر اشتراط توحيدها باقصى سرعة للاعتراف بها ممثلا وحيدا للشعب السوري.

و الاهم الآن اقرار سلسلة من العقوبات الاقتصادية جرى التوافق على حزمة اولى منها بين دول مجلس التعاون الخليجي.

و لا بد من اتخاذ قرار بنقل الملف الى المجتمع الدولي استنادا الى شبه اجماع عربي.

و يكون ذلك بالتحضير العاجل لطرح مشروع قرار عربي – اميركي – اوروبي قوي في مجلس الامن ضد النظام في سوريا.



و من المعلوم ان طرح مشروع قرار عربي – غربي مشترك يمثل ضغطا كبيرا على الموقف الروسي – الصيني – الهندي و البرازيلي في مجلس الامن.

من هنا ضرورة تشكيل وفد على مستوى وزراء الخارجية العرب يرافقهم الامين العام للجامعة العربية مهمته زيارة عواصم "الرفض" الدولية، بدءا من موسكو حيث مفتاح "الممانعة" الدولية.

و لا بد من توجيه رسالة قوية لموسكو مفادها انها بدفاعها عن النظام في سوريا انما تضع نفسها في مواجهة مباشرة وصريحة مع الاسرة العربية بأسرها، وبالتالي لا بد من مراجعة موقفها.

يجب ان يفهم بشار الاسد ان الاسرة العربية قبل المجتمع الدولي، تطالبه بالرحيل لأنه لا يستطيع قتل شعبه و البقاء في السلطة من غير ان يرف له جفن.

و الحال ان بشار كرئيس فعلي لسوريا انتهى. فلقد سقطت شرعيته في الداخل و عربيا و دوليا وما بقي معه سوى ايران و روسيا و كوريا الشمالية، فضلا عن ذلك فإنه بعد قتله آلاف السوريين ما تمكن من اخماد الثورة.

في سوريا اصبح النظام رجلا مريضا، و موته لا ينتظر سوى اتفاق خصومه على التركة. هذا ربما ما ينبغي لنجيب ميقاتي ان يدركه فيعجّل في القفز من سفينة بشار الغارقة.))