إدانة حقوقية لدمشق وقتلى بتلكلخ


اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات السورية بمواصلة حملتها لقمع النشطاء الحقوقيين والسياسيين، واحتجاز بعضهم في سجون انفرادية وملاحقة عائلاتهم وأصدقائهم، في وقت سقط فيه سبعة قتلى على الأقل عندما اقتحم الجيش السوري بلدة تلكلخ قرب حمص وسط البلاد أمس الأحد، بينما قتلت سيدة جراء إصابتها بنيران من الجانب السوري من الحدود.

وقالت مديرة المنظمة بالشرق الأوسط في بيان "القادة في سوريا يتحدثون عن حرب ضد الإرهابيين، إلا أن ما نراه على الأرض هي حرب ضد السوريين العاديين.. محامون ناشطون حقوقيون وطلاب يطالبون بإصلاح ديمقراطي في بلدهم".

واعتبرت سارا ليا ويتسون أن "حال الطوارئ ربما رفعت رسميا، إلا أن القمع لا يزال السائد في شوارع سوريا".

ووفق المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها فإن قوات الأمن اعتقلت في بعض الحالات أقارب أو جيران لمعارضين لنظام حزب البعث بهدف معرفة مكان وجودهم.

وقالت ويتسون "الحكومة السورية تستخدم كل السبل الممكنة لاعتقال والاقتصاص من جميع المطالبين بإصلاحات مدنية" لافتة إلى أن عددا كبيرا من الناشطين قرروا إخفاء عائلاتهم.

واعتبرت أن هذه الممارسات تدل على أن النظام السوري وصل إلى ما سمته إفلاسا معنويا.

وأضافت أنه خلف الكلام المنمق الأجوف عن الوعود والحوار الوطني هناك نية منهجية لإقامة جدار من الخوف في سوريا بهدف وحيد هو السماح للرئيس بشار الأسد وفريقه بالإبقاء على قبضتهم الحديدية على السلطة.


السلطات أفرجت عن المعارض البارز رياض سيف أمس الأحد
إفراج عن معتقلين
واعتقل مئات المتظاهرين المعارضين لنظام الأسد خلال الأسابيع الماضية، إلا أن أمس الأحد شهد الإفراج عن شخصيات معارضة أبرزهم عضو إعلان دمشق رياض سيف المعتقل منذ السادس من مايو/ أيار والناشطتان السياسيتان كاترين التلي وملك الشنواني.

كما أشار رئيس المركز السوري للدفاع عن معتقلي الرأي وحرية التعبير المحامي خليل معتوق إلى أن "الناشطة دانا الجوابرة أحيلت إلى قاضي التحقيق الأحد". وذكر أنه "لم يتم استجوابها بعد" لمعرفة التهمة الموجهة إليها.

وذكر المحامي ميشيل شماس للوكالة أن "قاضي التحقيق الثاني في دمشق قرر إخلاء سبيل الكاتب عمار ديوب والطبيب جلال نوفل والناشط عمار عيروطي بكفالة".






ثمانية قتلى
ميدانيا قتل ثمانية أشخاص على الأقل أمس عندما اقتحم الجيش بلدة تلكلخ قرب حمص وسط البلاد.

وذكر نشطاء حقوقيون أن سبعة أشخاص على الأقل بينهم امرأتان قتلوا أمس في قصف شنته قوات من الجيش على أحياء في بلدة تلكلخ القريبة من الحدود اللبنانية، والتي يبلغ عدد سكانها 25 ألف نسمة.


عوائل سورية نزحت من تلكلخ باتجاه لبنان (الفرنسية)
ونقلت وكالة رويترز عن بيان صادر عن جماعة لجان التنسيق المحلية أن قصف تلكلخ تركز على أحياء البرج وغليون والسوق والمحطة، وأضاف أنه كان من الصعب توفير العلاج للجرحى بسبب إغلاق قوات الأمن المستشفى الرئيسي والطريق الرئيسي إلى لبنان.

كما أفاد مصدر أمني لبناني لوكالة الصحافة الفرنسية أن "امرأة سورية قتلت وأصيب خمسة أشخاص بجروح، بينهم جندي في الجيش اللبناني، الأحد، في إطلاق نار من الأراضي السورية باتجاه معبر البقيعة بين البلدين في شمال لبنان".

وقال مراسل الجزيرة في بيروت إن الجيش السوري دخل بلدة العريضة المتاخمة للحدود مع لبنان وسط غطاء ناري كثيف.

وأكدت مصادر للجزيرة أن دبابة سورية تقدمت خلال ساعات الصباح الأولى الأحد نحو الجسر الذي يفصل بين لبنان وسوريا عقب اشتباكات بين الجيش السوري ومن وصفهم بالمسلحين قرب الحدود.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن تعزيزات للجيش اللبناني توجهت إلى الحدود مع سوريا، مضيفا أنه تم منع بعض السوريين من اللجوء إلى لبنان بطلب من الحكومة السورية.

وكان مئات السوريين فروا عبر الحدود مع لبنان السبت. وقال مسؤول أمني لبناني إن السلطات زادت من دورياتها الأمنية على الحدود لمنع أي محاولات عبور غير شرعية.

وقال أحد السكان الفارين من تلكلخ للتلفزيون اللبناني إن موالين للنظام يشهرون الأسلحة البيضاء والمعروفين باسم "الشبيحة" كانوا برفقة الجيش وقوات الشرطة في حملتهم على أحياء المدينة.

ملف الحوار
يأتي ذلك في وقت رفضت فيه جماعة النشطاء الرئيسية التي تنسق المظاهرات ضد النظام رفضها المشاركة في الحوار الذي دعت إليه السلطات، وقالت إنه يتعين على هذه السلطات أولا وقف قتل المحتجين بالرصاص.

ونقلت رويترز عن بيان للجان التنسيق المحلية أن المظاهرات السلمية والعصيان المدني سيستمران، ومن غير المقبول أخلاقيا وسياسيا أن يكون هناك حوار وطني قبل وقف كافة أنواع "القتل والعنف ضد المحتجين المسالمين، ورفع الحصار عن المدن السورية والإفراج عن جميع السجناء السياسيين".

وفي سياق متصل بث ناشطون على الإنترنت مشاهد قالوا إنها التُقطت في مدينة حماة السورية مساء أمس الأحد. وأظهرت المشاهد متظاهرين يرفعون لافتات ترفض المشاركة في الحوار الذي دعت إليه السلطات.

كما دعا 12 حزبا كرديا الحكومة السورية إلى اتخاذ خطوات جادة لوقف قمع المظاهرات، وإنهاء حكم الحزب الواحد.

في هذه الأثناء قال المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني إن النظام السوري فقد شرعيته بعد إطلاق النار على شعبه، وإن دعوات الحوار التي يطلقها لا يمكن لها أن تتم في ظل القمع الوحشي الذي يتعرض له أبناء الشعب السوري.

وفي إطار ردود الفعل على أحداث سوريا، دعت عُمان -الرئيس الدوري للجامعة العربية- النظام السوري إلى الكف عما يقوم به ضد شعبه.