حلم الصغر يناقضه فهم الكبر
عندما كنا صغارا نخرج في الصباح الباكر إلى الحدائق والمنتزهات فنلهو مع
الفراشات ونلعب ذكورا وإناثا وننشد اناشيدا تحلو لها القلوب والحياة ومن أروع
أناشيدنا نشيد شدة ورد جوري دابر مداير بغداد ...........ومن أناشيدنا حوته
يمنحوته هدي كمرنه العالي ........ومن
أناشيدنا في المدارس والطرقات وطني الغالي وطني العربي وطني
الكبير.......حتى بحت منها حناجرنا ويسدل
علينا الليل ستاره ونرجع إلى بيوتنا فرحين مسرورين لنتناول عشاءنا ثم نأوي إلى
فراشنا الدافئ الحنين ونحلم بذلك اليوم الذي طويناه من أعمار طفولتنا من غير أسف
أو ندم وانين ثم كبرنا وكبرة أحلامنا معنا وتماشى معنا ألأمل الطويل فلما وعينا
وفهمنا صعقنا وأضاعت الصعقة منا كل شيئ فلم نعد نرى أحلامنا الوردية ولا آمالنا
الزكية وكأننا قضينا أعمارنا سراب في سراب فلم تعد بغداد محاطة بالأزهار
والورود ولا هي حرة أبيه ولم يسلم لنا
ليلنا الصافي وقمرنا الناصع ولم تعد عندنا أسماك وطيور فلم نرى ونجد وطننا فضلا عن
وطننا الكبير فأوطاننا كانت وما زالت مبعثره وشعوبنا متفرقة فلا هدف يجمعنا ولا
مصير مشترك ينصرنا فاحتلت قدسنا وذبح شعبها والمسلمون ينظرون وفى العراق ذبحنا
وصلبنا وإخواننا يتفرجون واليوم تقتل
شامنا عن بكرة أبيها والعالم بأسره صامت ساكت كأنهم عن فعل ألنصيريه والمجوسية
وحزب اللات وجيش هبل راضون مؤيدون فيأرب أجمعنا على كتاب وسنه وانصرنا على الطغاة
المارقين واوجد لنا وطنا واحدا لنكن شعبا واحدا كجسد واحد إن تعافى ,تعافى كله وأن
أشتكى منه شئ أشتكى الجسد كله فألعين إن دمعت مسحت اليد دمعها وإن اشتكت اليد دمعت العين حزنا لها ...............
ahsnemail@yahoo.com عقيل حامد