ضاعت الأندلس يوم أن ضيعنا أنفسنا

كان الناس قبل الإسلام أمما وشعوبا متفرقة,
لكل شعب وأمه عاداتها وتقاليدها
المختلفة ,أما عقائدها فهي متباينة ومتناقضة ,ومن أعظم التدله
على تناقضها إنهم يعبدون ألهه مختلفة, فمنهم من كان يعبد الكواكب
والنجوم
ومنهم
من كان يعبد الأحجار والأشجار, ومنهم من كان يعبد النيران
,
................
حتى أرسل
الله تعالى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام
, فدعي الناس إلى الإسلام والاجتماع على
المحبة والسلام وعباده إلها واحدا هو الله رب الأنام ,الذي تفرد بالخلق
والملك وحسن التدبير والبيان, فاجتمع الناس على نبي الإسلام, وتوحدت القلوب والأبدان,
فتوحدت البلدان ,ثم أرسل رسول الله الدعاة إلى مشارق الأرض ومغاربها ,ففتح قلوب
العباد بنور الإسلام, وأرسل الجيوش لفتح الأمصار , وهكذا استمر الخلفاء الراشدون
بنشر الإسلام وفتح القلوب والبلدان , حتى عبروا
بلاد فارس مشرقا وفتحوا الأندلس مغربا
,وعلى الأندلس تسكب العبرات, فقد أقاموا فيها مجدا زاهرا, وبنيانا عامرا
,حتى شاع ذكرها في الأفاق مدويا
, فاشتهر أمراءها من بين الأمراء
ونبغ فيها الأدباء والشعراء , وسما فيها الوعاظ والخطباء وعلا فيها العلم
والعلماء ,ومن اجل علمائها وارفعهم قدرا ومنزله هو العالم الكبير ابن حزم الاندلسى
, مؤسس المذهب الظاهري صاحب المؤلفات النادرة والكتب النافعة, ومن أشهر كتبه كتابه
المحلى الذي طلبه العلماء من كل مكان
واحتاجه الفقهاء في كل زمان ,فلا تكاد مكتبه من المكاتب تخلو
من كتاب من كتبه , بل لا يكاد كتابا يخلو من ذكر اسمه , فهذه الأندلس من حيث
شعبها
, أما
الأندلس من حيث جوها وأرضها وسمائها ومائها ,فهي جنه الأرض بلا شك
, فأجوائها نادرة وأشجارها عامره
وسهولها وهضابها ,خضره باهرة, وورودها
وإزهارها بساتين من الألوان الزاهرة ,
فأجوائها تشرح النفوس ومناظرها تسر الأنظار والقلوب ,ونسيم هوائها يشفى
العليل, فهذه الأندلس يوم أن كانت
ملكا لنا , فالأندلس أندلسنا
ولكن ضاعت الأندلس يوم أن ضيعنا أنفسنا وضاعت بعدها قدسنا وبغدادينا وخوفي اليوم
أن تضيع
بلاد الشام من أيدينا..........................



عقيل حامد
ahsnemail@yahoo.com