بسم الله الرحمن الرحيم





الحمد
لله رب العالمين خالق الناس أجمعين جاعل منهم الأولياء والأعداء ، والصلاة
والسلام على أفضل النبيبن والمرسلين ، الذي بعث رحمة للعالمين ، وعلى آله
وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين ، أما بعد :







السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته





في البداية نسأل الله تعالى أن يجعلنا من سعداء أهل الجنة ، ولا يجعلنا أشقياء أهل النار...



لقد
فرق الله تعالى بين أوليائه وأعدائه ، فمن شهد له محمد صلى الله عليه وسلم
أنه من أولياء الله فهو من أولياء الرحمن ، ومن شهد له بأنه من أعداء الله
فهو من أولياء الشيطان ...






فأي الفريقين نحن ومن أي الصفوف نحن ؟؟




أولياء الله تعالى ..... أم أولياء الشيطان عياذا بالله ....





لقد
بين الله سبحانه في الكتاب وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أن لله أولياء
من البشر أو من الناس ، وأيضا للشيطان أولياء ، ففرق الله تعالى بين أولياء
الرحمن وأولياء الشيطان فقال الله تعالى : {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ
لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ،الَّذِينَ آمَنُواْ
وَكَانُواْ يَتَّقُونَ }





وقال
أيضا : {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ
الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ
الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ
أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }




هذا في أولياء الرحمن أما أولياء الشيطان ....





أيضا
قد بينه سبحانه وتعالى في كتابه وقال سبحانه : {َإِذَا قَرَأْتَ
الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِإِنَّهُ
لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ
يَتَوَكَّلُونَ ، إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ
وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ }





قال
الله تعالى أيضا : {الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ
وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ
أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً }






ويجب
على الناس أن يفرق بين هؤلاء وهؤلاء كما فرق الله ورسوله بينهما ، فأولياء
الله تعالى هم المؤمنون المتقون كما قال تعالى : {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء
اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ،الَّذِينَ آمَنُواْ
وَكَانُواْ يَتَّقُونَ }





وفي
الحديث الصحيح رواه البخاري وغيره عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال :" يقول الله من عادى لي وليا فقد بارزني
بالمحاربة ـ أو فقد آذنته بالحرب ـــ وما تقرب إليعبدي بمثل أداء ما افترضت
عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه .........





فأي الفريقين تريد وأي الصفوف تريد ؟




أولياء الله أم أولياء الشيطان ...........





فأولياء
الله يحبون ما يحب الله ، وهذا لأن أولياء الله هم الذين آمنوا به ووالوه ،
فأحبوا ما يحب وابغضوا ما يبغضه ، ورضوا بما يرضى ، وسخط بما يسخط ،
وامروا بما يأمر ونهوا عما نهى ، واعطوا لمن يحب ان يعطى ، ومنعوا من يحب
أن يمنع كما في الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : أوثق
عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله " وفي الحديث الآخر رواه ابو
داوود قال :" ومن أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان
"...




والولاية ضد العداوة ، وأصل الولاية المحبة والقرب ، وأصل العداوة البغض والبعد .





فاذا
كان ولي الله هو الموافق المتابع له فيما يحبه ويرضاه ويبغضه ويسخطه ويأمر
به وينهى عنه كان المعادي لوليه معاديا له كما قال تعالى : {يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء
تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ
الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ
رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء
مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا
أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ
سَوَاء السَّبِيلِ }





فمن عادى اولياء الله فقد عاداه ومن عاداه فقد حاربه ، فلهذا قال " من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة "





فهنا الجوا ب الصريح وهو صريح الايمان ، فيا أيها العاقل وخاصة أهل العلم الذين حملوا هذه الآمانة العظيمة .....




فيا أيها الموحد كن من أولياء الله وعادي أولياء الشيطان ، كي تنال ولاية الرحمن .



فيا أهالي بلاد الشام والخاصة منها سوريا
ومن ثم لبنان ، فرقوا بين أهل الحق وأهل الباطل ، بين أولياء الرحمن
وأولياء الشيطن ، والنعزم همتنا أن نكون من أتباع أولياء الله حتى ننال
ولايته .






فلماذا
تخافون الموت وهو مرة واحدة ، فحافظوا عليها في الدنيا والآخرة ، في
الدنيا تكون من أولياء الرحمن وفي الآخره تحت عرشه سبحانه تسرح حيث شائت
وغير هذا فهي معلقة بقناديل بعرش الرحمن .....وإن الكلام في هذا لا يسعه
حبر ولا أوراق ......






فلماذا
نخسر الدنيا والآخرة وقد خلقها الله لنا كي نعبده فيها فإن عبدناه وأطعنا
رسوله فيما أمر ونتهينا عمى نها وزجر لنفوز فوزا عظيمة ....






فميزوا
الحق من الباطل قبل فوات الآوان ، قال تعالى : {وَقُلِ الْحَقُّ مِن
رَّبِّكُمْ } وقل الحق وادعوا إلى سبيل ربك ، لا تخشى في الله لومة لائم ،
الدنيا جنة كافر وسجن المؤمن كما جاء في الحديث .





ولا ترضى بالكفر ولا الفسوق ولا العصيان فإن الله تعالى لا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد .....




واصبر على ما أنت عليه إن الله مع الصابرين ....



فأما أولياء الشيطان آن الآوان لكي يطهر منهم البلاد ويستبدل الله بأفضل منهم وأخير للناس نفعا ...





فضعوا الحق بين أعينكم ولا تبالوا بدم أو أسر

منقول