أنقرة, دمشق, موسكو - وكالات: دخلت الأزمة بين أنقرة ودمشق مرحلة جديدة
مفتوحة على كل الاحتمالات, مع انتقال تركيا إلى تنفيذ تهديداتها ضد نظام
الأسد, بعد اعتراضها طائرة سورية آتية من موسكو, ومصادرة شحنة أسلحة روسية
كانت على متنها. (راجع ص 24 و25)
وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان, مساء أمس, أن طائرة الركاب
السورية التي تم اعتراضها مساء أول من أمس أثناء توجهها من موسكو إلى دمشق
كانت تنقل "ذخيرة" ومعدات عسكرية إلى النظام السوري.
وقال في خطاب متلفز ان حمولة طائرة "الارباص 320" كانت تشمل "معدات وذخيرة
مرسلة الى وزارة الدفاع السورية" من مصنع روسي لإنتاج العتاد العسكري, من
دون أن يذكر إسم المورد الروسي, لكنه أوضح ان الامر يتعلق بالمرادف الروسي
للمنتج التركي الذي يتكون منه الجزء الأكبر من عتاد الجيش التركي.
ولم يحدد أردوغان مصدر المعلومات الاستخباراتية التي قررت السلطات التركية
بموجبها اعتراض الطائرة وإرغامها على الهبوط في مطار أنقرة, مشيراً إلى أن
المعدات المصادرة ما زالت تخضع لفحص دقيق من قبل السلطات المختصة.
وأفادت معلومات إعلامية تركية ان الشحنة المصادرة تضم قطع صواريخ ومعدات اتصال عسكرية مرسلة من موسكو إلى دمشق.
وكانت أنقرة أرسلت, ليل أول من أمس, طائرتين حربيتين لإجبار الطائرة التي
كان على متنها 35 راكباً بينهم 17 روسياً, على الهبوط في أنقرة, حيث تم
تفتيشها ومصادرة "الشحنة المشبوهة", قبل السماح لها بإكمال طريقها إلى
دمشق, فجر أمس.
في المقابل, نفى مصدر في اجهزة تصدير الاسلحة الروسية وجود أسلحة على متن
الطائرة, مشيراً إلى أنه لو أرادت موسكو تسليم معدات عسكرية إلى دمشق "لكان
ذلك تم وفق الاصول وليس بطريقة غير قانونية, لا سيما بوجود مدنيين على متن
الطائرة".
وبعد مطالبة موسكو أنقرة بتقديم توضيحات متهمة إياها بتعريض الركاب الروس
الذين كانوا على متن الطائرة "للخطر", استدعت تركيا السفير الروسي لديها.
بدورها, نفت دمشق وجود أسلحة أو معدات عسكرية على متن الطائرة, مطالبة تركيا بإعادة المحتويات التي صادرتها.
ووصفت وزارة الخارجية السورية, في بيان, اعتراض الطائرة واجبارها على
الهبوط في أنقرة بأنه "تصرف معاد ومستهجن", معتبرة أنه "مؤشر اضافي على
السياسة العدائية التي تنتهجها حكومة أردوغان".
وبحسب الوزارة, فإن "كامل محتويات الطائرة المدنية السورية مدرجة اصولا على
بوليصة الشحن النظامية ومدرجة بكامل تفاصيلها على بيان حمولة الطائرة".
وتحسباً لرد فعل انتقامي من دمشق, توقفت الخطوط الجوية التركية عن استخدام
المجال الجوي السوري في رحلاتها, موضحة أن طائراتها "ستستمر في تجنب
الاجواء السورية وستعتمد طرقا بديلة حتى العثور على خط ثان آمن".
في غضون ذلك, نفت دمشق معلومات تناقلتها بعض وسائل الإعلام عن قيام سلاح
الجو السوري باعتراض طائرة تجارية تركية أقلعت من بيروت وعبرت الأجواء
السورية.
وفي سياق لاعلاقة له بالحادث ولاخلفية سياسية له بحسب أنقرة, أوقفت سورية
وارداتها من الطاقة الكهربائية من تركيا بسبب أضرار لحقت بشبكة التوزيع,
جراء المعارك وأعمال العنف.
وبعد لغط تزامن مع الحادث حيال إرجاء زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
إلى تركيا التي كانت مقررة في 15 الجاري, أكد مصدر في مكتب أردوغان أن
الرئيس الروسي سيزور تركيا في الثالث من ديسمبر المقبل.