"فورن بوليسي": العراق.. حليف لأمريكا أم عميل لإيران؟
2012-10-12 --- 26/11/1433

المختصر/ تساءلت مجلة "فورن بوليسي" الأمريكية اليوم عن ما إذا كان "العراق الجديد" حليفا حقيقا للولايات المتحدة كما تزعم إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أم أنه عميل لإيران كما يخشى الكثيرون من جيرانها.



وقالت المجلة - في سياق تحليل إخباري أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة - "إن العراق يتأرجح الآن على خيط رفيع بين الولايات المتحدة من جهة وإيران من جهة أخرى، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن الحكومة العراقية تجري حساباتها على أن واشنطن تحتاجها كحليف أساسي من أجل الحفاظ على الثورة النفطية وبيع أسلحتها، إلا أنه كلما انكمش حجم النفوذ الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط مثلما بدأ يتجلى الآن، كلما تمكنت تركيا وإيران من إعادة مليء الفراغ الإقليمي".



وأكدت أن محاولة استكشاف وفك طلامس التحالفات السياسية لبغداد أمر ليس بالهين، معتبرة أنه كي يتم فهم معطيات السياسة الخارجية العراقية يجدر التعرف جيدا كيف تشكل البيئتين الداخلية والاقليمية سلوك الحكومة.



ورأت المجلة أن الغزو الأمريكي للعراق قد تمخض عنه ثلاثة نتائج محورية في المنطقة يتمثل أولها: في تحول جذري في موازين القوى الاقليمية لصالح إيران نتيجة الإطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي كان يكن عداء شديدا للنظام الإيراني، إضافة إلى تدمير الجيش العراقي.



وأضافت أن النتيجة الثانية كانت بزوغ وتنامي دور الجماعات الجهادية، حيث كرس متشددون من المذهب السني أنشطتهم للكفاح ضد الاحتلال الأمريكي في العراق والحكومة العراقية ذات الاغلبية الشيعية، وأن تلك الجماعات رأت في أحداث الربيع العربي فرصة جديدة لتوسيع نطاق نفوذها داخل المنطقة.



وأشارت المجلة إلى أن النتيجة الثالثة تبلورت في الصراع الطائفي في البلاد حيث تتنازع الجماعات المسلحة فيما بينها لمليء الفراغ في السلطة الناجم عن الإطاحة بنظام صدام حسين البعثي.



ولفتت مجلة "فورن بوليسي" الأمريكية إلى أن حالة الضعف والركود التي أصابت الدولة العراقية قد قوضت قدرتها على تبني سياسة خارجية متجانسة، مشيرة إلى أن الساسة العراقيين تدفعهم بالدرجة الأولى رغبتهم في حماية وتوسيع نطاق نفوذهم ومواردهم داخل البلاد، لذا فهم في أغلب الأوقات يفتشون عن دولة أجنبية ترعى مصالحهم.



وقالت المجلة "إنه لم يعد يخفى على أحد أن العديد من الساسة العراقيين يحصولون بالفعل على تمويلات من دول مجاورة لبلدهم، إضافة إلى أموال خزانة الدولة".



وأضافت "أنه على الرغم من مساع بعض المراقبين لتصوير العراق على أنه دولة "مصطنعة" تتكون من ثلاثة مجتمعات مختلفة (السنة، والشيعة، والأكراد)، وأن ما أبقى



على تماسكها قبل الاحتلال الأمريكي كان نظام صدام الاستبدادي، وأن سقوطه أدى لإندلاع قتال مستدام نتيجة أحقاد قديمة بين المجمتعات الثلاثة المذكورة، إلا أن تلك المجتمعات المتباينة تضم عراقيين وطنيين وقوميين حتى وإن كانت لديهم تفسيراتهم المختلفة لمفهوم الوطنية أو تحالفات العراق الخارجية".



ولفتت المجلة إلى أن السنة العراقيين يعتقدون بأنه من الأفضل لوطنهم التحالف مع العالم العربي ضد إيران، بينما يستشعر الشيعة في بعض الدول العربية ذات الأغلبية السنية خطرا يحدق بدولتهم، فيما قد يدعم الأكراد التحالف مع الولايات المتحدة.



وأوضحت أن كثيرا من الساسة العراقيين بشكل عام يعتقدون بأن حربا إقليميا ناجمة عن النزاع الدامي في سوريا تقف فيها الولايات المتحدة إلى جانب الدول السنية ضد



الشيعة باتت على الأبواب، حيث يخشون من أن واشنطن قد تتخلى عن الشيعة في العراق بمجابهة إيران وخيانتهم تماما كما حدث عام 1991 حينما دعا الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب العراقيين للانتفاضة ضد نظام صدام وعندما استجابوا لدعواته تم ذبحهم وإراقة دمائهم.



وخلصت المجلة إلى أن مدى التوافق بين النخبة العراقية الحاكمة على النهج الأمثل لسياسات بلادهم والنتائج التي ستتمخض عن الانتخابات العراقية المقبلة، عاملين رئيسيين سيحددان أي طريق سيسلكه العراق خلال الأعوام المقبلة.
المصدر: اليوم السابع