بسم الله الرحمن الرحيم
حين ينتفض الأسود

بقلم : د. إبراهيم الشمري


الحمد لله الذي من علينا بالإسلام، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد مسكة الختام ولبنة التمام، وعلى آله وأصحابه وأوليائه جمال الأيام وسادة الأنام.
أما بعد:
فإن لطبيعة البشر حداً في الاحتمال، وإن الظلم حين يشتد، وتغلق أبواب العدل، يندفع المضطهد المظلوم إلى اقتحام الاسوار متوكلا على من بيده مفاتيح الفرج الذي لا يخفى عليه شيء من الإعلان والإسرار، وهذه الايام القلائل تشهد بتوفيق الله انتعاشاً لربيع العراق، البلد الذي ابتدأ به عصر الشعوب اثناء وقفة المجاهدين الرائعة لعدوة الله والإنسان والاوطان –امريكا- حتى أذاقها الله من ألوان الذل على أيديهم ما أذاقها، فاندحرت تجر أذيال الخيبة ، ومضت فيها سنة الله في المجرمين المعتدين، كما مضت سنته في عباده المؤمنين، تثبيتا لهم ونصرا على عدهم فعمهم برحمته الواسعة، قال سبحانه: (فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) .
لقد تعسفت حكومة المالكي وميليشياته الصفوية وارتكبت من الوان الجرائم ضد أهل السنة ما عز وجدانه في كل ذاكرة التاريخ الاجرامي ، فلم تبق سبيلا من الشر الا فعلته ، واخترعت من الوان التعذيب الوحشي ما سجل باسمها كاختراع حصري لم تشهد له البشرية مثيلا، من القتل والتشريد والاعتقال والتعذيب الوحشي وترويع الاطفال والنساء والشيوخ وتوجت ذلك كله بانتهاك اعراض العفيفات والأحرار علناً في استفزاز لغيرة الرجال ، فالأصيل لا يسكت على انتهاك محارم الدين وتدنيس الأعراض، فماذا بقي بعد؟

يا أبطال أهل السنة:
استمروا ولا تترددوا "فإنما النصر صبر ساعة"، ولا تلهكم لعاعة من الدنيا يلقي بها لكم عدو الله وعدوكم كي يشتت بها صفكم ويفل عزائمكم واصبروا واحتسبوا دماءكم وجراحكم عند الله تعالى، وإن ما تكرهونه من العمل في صف واحد هو خير مما تحبونه بفرقتكم، "فإن يد الله على الجماعة وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية"، قال تعالى: (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين)، واحذروا كل الحذر من حظوظ أنفسكم ومحاولة تجيير العمل لجهة أو فئة أو شخص فهو جهدكم جميعا فاستثمروه، والأمانة في رقابكم جميعا فلا تتوانوا في أدائها، والمسؤولية عليكم "وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"، وركزوا على الهدف بإسقاط الحكومة ولا تشتتوا مطالبكم فالظالم واحد والمظلوم واحد وإن تعددت أنواع الظلم والعدوان.

أيتها العشائر الأصيلة:
اعلموا ان لكم اخوانا في الدين من أهل البلد يتربص بهم المالكي وميليشياته حسدا لهم وحنقا على سنيتهم محاولا ضربهم بكم فتنبهوا يا عرب كركوك والموصل والمناطق المجاورة فالكرد اخوانكم في الدين فلا تخدعوا بزيف الدعايات وابصروا الحقائق الواضحات.

يا أهلنا الكرام:
إن أبناءكم الذين تصدوا للاحتلالين الأمريكي والإيراني ما زالوا اوفياء على العهد حتى تكتحل اعينكم برؤية الفجر الصادق وتسطع في ديارنا شمس الحرية ولن نسكت على ضيم ولن نخضع لعدو يريد استذلالكم واستذلالنا مهما كان لونه او جنسه، فنحن لم نقاتل امريكا لتسيد علينا ايران وخدامها، ليحاربوا الدين وينتهكوا الأعراض ويزوروا ويسرقوا من شاءوا وما شاءوا، وما زال لأبنائكم قولاً سيقولونه وفعلاً سيفعلونه في الوقت المناسب، وان هذه معركة اشعلتها ايران واولياؤها وميليشياتها وهي ابتدأتها فليشهد التاريخ ولتحفظ ذلك ذاكرة الناس ، ونحن لم نبدأهم بقتال ولم نجن عليهم جناية، ولكن نهاية المعركة ليست كما يشتهون بإذن الله والعاقبة لأوليائه المتقين.
اننا نبارك لكم هذا الحراك السني الشعبي السلمي وندعمه ونؤازره فللمعركة اوجه يجب ان يكمل بعضها بعضا، وما يصلح في حال قد لا يصلح في اخر ، وانما هي مراحل يسلم بعضها للبعض الاخر حتى تشرق شمس النصر ويظهر الحق ويزهق الباطل.
اللهم ابرم لهذه الامة أمر رشد يعز به أهل طاعتك ويذل به أهل معصيتك ، اللهم فك بقوتك أسر المظلومين، وانصر عبادك الموحدين على القوم الظالمين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً.



د. ابراهيم الشمري
الناطق الرسمي باسم الجيش الإسلامي في العراق
13 صفر 1434 هـ الموافق: 27-12-2012 م

-------------------


منقووووووووول