نهيب بالأخوة الثوار في المدن السورية كافة ودون استثناء من مغبة الوقوع في شرك النظام, المتمثل بمحاولة النظام ورأسه بشار الأسد بالاتصال مع اهالي المدن ووجهائها بشكل فردي, مدينة تلو اخرى. وهو الاجراء الذي يقوم به النظام باستدعاء وجهاء مدينة ما من المدن الثائرة, ومن ثم الحوار معهم , وتقديم تنازلات لهذه المدينة بشكل فردي ودون باقي المدن الاخرى, ومن ضمن تلك التنازلات الافراج عن موقوفين تلك المدينة, وفك الحصار عنها, مقابل وعود "كلمة رجال" لتهدئة الوضع والنفوس الثائرة في المدينة او البلدة. وان هذا التصرف لهو محاولة من النظام لتسخيف وتسفيه الثورة السورية , وتحويلها الى مطالب مدن لا اقل ولا اكثر . وانه ليعمد على الاستخفاف والاستهزاء بعقول ابناء الشعب السوري , ومحاولة سخيفة للعب على وتر "المخاجلة" مع ابناء الشعب السوري , المعروفين بنبل اخلاقهم و شهامتهم العالية . فإننا هنا نحذر من مغبة الوقوع في هذا الفخ, لأن الوقوع فيه يعني شرذمة صف الثورة, ويعني ترك المجال للنظام لزيادة الضغط على مدينة معينة في حال تجاوبت معه مدينة اخرى بالحوار و "تطيب الخواطر" . فاننا هنا لنذكر, واننا نعلم سلفا ان ابناء الشعب السوري على دراية بدناءة هذا النظام, انه يتوجب على جميع المدن السورية, عدم الاستجابة لأي دعوة للنقاش مع اي طرف حكومي كائنا ً من كان, ابتداء ً من المحافظ وانتهاء بالرئيس الحالي بشار الأسد. فان ثورتنا ثورة شعب, ثورة شعب سوريا الواحد, ولا يمكن تجزيء اي حوار الى مدن وبلدات , فان اي حوار مع النظام يجب ان يشمل كافة المدن السورية معا, وان اي "مكرمة رئاسية" بالافراج عن اي معتقلين, يجب ان تكون افراجا ً عن كل المعتقلين معا ً . فكيف لنا ان نقبل ان يفرج النظام عن ابناء مدينتنا لوحدهم دون ابناء المدن السورية الأخرى؟ لا , لن ندع لهم الفرصة ليشرذموا وليشقوا صف الشعب السوري الواحد. لقد خرجنا في ثورتنا معا ً , و خرجت المدن في اقصى الشمال لنصرة حوران في اقصى الجنوب, وخرجت حوران لنصرة بانياس في اقصى الغرب , وخرجت مدن ريف دمشق لنصرة اللاذقية , وخرجت اللاذقية لنصرة مدن ريف دمشق دوما ومعضمية وغيرها , وخرجنا كلنا لنصرة الشهيد السوري . فكيف لنا ان نحاور النظام منفردين عن باقي الأهل في المدن السورية الاخرى؟ كيف لنا ان نقبل عروض الصلح منفردين؟ كيف لنا ان نقبل "مكرمة ً " منفردين؟ ... لا والله لن نقبل بعد اليوم اي حوار الا ان يرضى الشعب السوري كله عنها او ان لا تكون اساسا ..... واننا نقترح في حالة محاولة النظام او الرئيس الحالي بشار لدعوة مدينة معينة للنقاش قول التالي : لن نجتمع مع احد إلا اذا دعي ممثلين عن كافة المدن السورية المنتفضة معنا الى نفس الاجتماع وبنفس الوقت, و اذا اردتم الافراج عن ابناءنا فليكونوا اخر من يخرجون من المعتقل بعد ان يخرج كل الأسرى من المدن الاخرى اولا ً

ان الثورة السورية ثورة شعب واحد, قام وانتفض كالجسد الواحد , فإما ان تتحقق مطالب كل الشعب السوري سوية ً او ان نستشهد دون ذلك جميعا ... والنصر لثورتنا