قصة هلاك غلام ميرزا احمد القادياني ,زعيم القاديانية
بقلم: فضل الله أمين محمد
(طالب ماجستير شريعة إسلامية/أفغانستان)
نعيش اليوم في زمن قد كثر فيه المنحرفون والمضللون، ولكن بحمد الله هيأ الله من يتصدى لهم من العلماء الأفذاذ والغيورين على هذه الأمة، ولقد كثر الأدِّعياء والمنحرفون، ومن هؤلاء من يُعمل فأسه تخريباً لجهل فيه وقلة علم، وهناك من يعبث فساداً لهثاً وراء الدرهم والدينار ومتاع الدنيا التي هي ...يقينا إلى زوال.
وهناك من يعبث في الأرض بالفساد والتخريب بتشجيع وتحريض من الأعداء المتربصين بأمة الإسلامية سوءاً.
من هذا الصنف الأخير أذكر لكم قصة من عجائب القصص وهي من واقع مشهود معروف سمع الكثيرون به لكن أقدم لكم ربما بعض التفاصيل التي ربما لم تسمعوا بها من قبل، قصة صاحب الضلالة والعمالة (ميرزا غلام أحمد القادياني) مؤسس الطائفة القاديانيةوالذي أدعى النبوة وأنه مسيح آخر الزمان وأسس لنفسه طائفة منحرفة تسمي نفسها الأحمدية. ولما ظهر هذا المدعي الكذاب تصدى الكثير من العلماء لكذبه، ومنهم بطل هذه القصة وهو ( الشيخ المولوي ثناء الله الأمرتسري) والذي واجه ذالك العميل بمناظراته البطولية والتي شهد لها التاريخ، وأقدم لكم تلك القصة في أسطر قليلة:
في يوم من الأيام استدعي الشيخ ثناء الله الأمرتسري الهندي بطلب من مشايخ ( جامعة ديوبند) في الهند التي تمثل أزهر الشرق آنذاك وقد كان شاباً في مقتبل عمره وقد تخرج من هذه الجامعة، وحرم من الحصول على الشهادة لجرأته في مناقشاته مع أساتذته، وبعد أن هزم علماء ديوبند في المناظرة أمام غلام أحمد، تم الاستنجاد بثناء الله، وهزم غلام أحمد القادياني، وتبع ذلك مناقشات ومناظرات لذلك الشاب العالم مع غلام أحمد انتهت بمباهلته له قائلاً" غلام أحمد" من كان على الباطل أماته الله قبل الصادق منهما، وذلك بعد أن أفلس وهزم في المناظرات التي جرت.
وتمت المباهلة بدعوة من غلام أحمد داعياً خصمه للمباهلة. وكانت نتيجة تلك المباهلة أن الكاذب منهما مات في الخلاء جراء مرض الكوليرا أصيب به ونفر عنه الناس لبشاعته، وعاش خصمه العالم الفاضل ثناء الله بعده بأربعين سنة .
وقد علمت ذلك عندما خرجت من بلدي سنة 1995م قاصداً باكستان ـ مدينة لاهور، وهناك سجلت في معهد القدس في وسط لاهور، وأثناء دراستي فيها كنت أقلب أرشيفها فوجدت فيه مجلة أسبوعية وهي مجلة أهل الحديث، وقد أسسها الشيخ ثناء الله الأمرتسري وقبل اطلاعي على تلك المجلة ما كنت أعرف شيئا عن ذلك العالم. وهي تصدر باللغة الأردية التي هي اللغة السائدة في الهند والباكستان.فوجدت فيها قصة ملفتة للنظر وهي قصة مناظرة وقعت بين ثناء الله الأمرتسري وغلام أحمد القادياني.
قرأتها لكن لم أدرك أبعادها لأني لم أكن أعرف شيئاً عن القاديانية بعد.
وبعد سنة ونصف التحقت بالجامعة المحمدية في كوجرانواله وهي قريبة من مدينة لاهور، وأثناء الدراسة هناك، سمعت مراراً بتلك المناظرة التي جرت بين الشيخ ثناء الله وغلام أحمد، وقد شاء الله أني تعرفت على حفيداه لأبنته وهما الشيخ أبو بكر وعثمان وهما نابغان نبيهان، حافظان لكتاب الله، وقد قصا علي، قصة المناظرة تلك، ولكن قد ولد ذلك عندي فضولاً لأعرف كل شيء حول تلك المناظرة وبطلها..!
إلى أن تخرجت من معهد تلك الجامعة، عدت إلى لاهور لأكمل دراستي وتحصيلي العلمي وأثناء ذلك التحقت بمدرسة ابتدائية أُدرس فيها بمدينة لاهور قريبة جداً من الحدود الهندية، تقابل مدينة الأمرتسار مدينة بطل هذه القصة، وبعد مضي أكثر من ثلاث سنوات، وفي أيام الجمعة كنا نخرج مع أصدقاء لي من هذه الأسرة (الأمرتساري) كنا نخرج لنزهة نتفسح فيها، وذات مرة عرض علي صديقي أبو بكر أن نزور رجلاً عالماً لم أكن أعرفه، لكن كنت أسمع عنه وأرى اسمه في مقدمة بعض كتب الحديث ومنها بلوغ المرام حيث كتب عليه تعليقاً، فزرناه في بيته حيث يضم مكتبة كبيرة غنية، فيها رجل عجوز كبير السن، قليل الحركة غزير العلم قليل الكلام، يسمع لمحدثه ويصغي لجليسه.
هو الشيخ الزبيدي، ففي أثناء اللقاء ذكر لنا بعض الوقائع من أيام الشيخ ثناء الله، فعندما سمعت اسم ثناء الله، بادرت بالسؤال عنه وعن حياته العلمية، فقال لي: كان رجلاً فاضلاً مناظراً قوي الحجة، قلت له هل أنت تعرفه جيداً ؟ قال لي: نعم أعرفه والتقيت به وكنت أسأله عن بعض المسائل في العقيدة والفلسفة، قلت له ياشيخنا هل تسامحني أن أسألك سؤالاً عنه! فنظر إليّ وقال تفضل: فقلت له هل أنت سمعت شيئاً عن المناظرة التي جرت بين مولوي ثناء الله وغلام أحمد قادياني ؟! فأجاب نعم: لقد سألت شيخنا عندما كنت في جامعة علي كره بالهند قبل انفصال الباكستان. قلت كيف ؟! فأجاب الشيخ إن غلام أحمد قادياني تحدى مشايخ ديوبند ( الجامعة الديوبند) وعلى رأسهم المفتي محمود الحسن رحمه الله فوقع بينهم وبين غلام أحمد مناظرات بعنوان: ختم النبوة يعني: أن النبوة قد انتهت بوفاة محمد صلى الله عليه وسلم، وهو خاتم الأنبياء والمرسلين.
أما غلام أحمد المدَّعي للنبوة فيقول: أن الخاتم هنا ليس معناه آخر بل معناه أفضل، وبذلك يكون مدلول الآية أن محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء، وهذا لا يفيد انقطاع النبوة بعده.
وقد ناقشه وحاوره مشايخ الهند ومنهم رئيس جامعة الديوبند الشيخ المفتي محمود الحسن رحمه الله، وأعلن من قبل الطرفين على أن يكون المناظرة أمام الملأ، وبحضور المحكمة وأتباع كل منّا، فجمعوا كل منهم أتباعه وحددت يوم المناظرة.
بداية المناظرة:
فعندما اجتمعوا في مكان المناظرة بدأ الكلام بهتافات وأصوات التكبير كأنه مباراة بين فريقين، وقدم كل منهم أدلته، ومن بين الأدلة التي جاء بها الشيخ محمود الحسن هي حديث السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وكلما استشهدوا بحديث وفي سنده أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، (الحديث يدل على أن محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين،) ولا نبيّ بعده ، فأجاب غلام أحمد أنه حديث ترويه امرأة وشهادة المرأة الواحدة غير مقبولة شرعاً ، وقد أوقف المناظرة بدعوى أن هؤلاء لا يوجد عندهم حجة صحيحة، فاحتار مشايخ الديوبند، وانسحبوا ليبحثوا عن من يجيب ذلك المدعي في يوم غدٍ.
فعقد مشايخ الجامعة جلسة في الليل ليختاروا من يناظر المدعي صباحاً، فأجاب أحدهم أنه ليس له إلا ذلك الطالب الجريء الذي طرد من الجامعة وحرم الشهادة أثناء تخرجه.
قال الزبيدي فقال الشيخ ثناء الله: "طلبني رئيس الجامعة، وعرض عليّ هذه القضية، فقلت لهم : أجيب إن شاء الله شريطة حصولي على الشهادة التي حرمت منها. فلبي طلبي، وفي يوم الغد جيء بالفيل حتى يتم الركوب عليه حيث كان العرف يحكم تقديراً لشأن الرجل العالم، فقيل: المفتي محمود يركب الفيل؛ لأنه رئيس الجامعة، فأجبتهم: لا، الذي يجيب هو يركب الفيل ! فركبت الفيل، والشيوخ والأساتذة يمشون بجانبي ويهتفون تشجيعا لي.
فانعقدت المناظرة وكل قدموا أدلتهم من جديد، وكان دليلي نفس الحديث الذي قدمه المفتي محمود في يوم أمس، وفي سنده تذكر اسم السيدة عائشة رضي الله عنها، لكن غلام ردّ عليّ بنفس الجواب، على أن في سند الحديث الذي ذكرت امرأة واحدة ، فشهادة المرأة الواحدة لا تقبل شرعاً.
قال ثناء الله: "فأجبته هل من الممكن أن أسألك سؤالاً !؟ فقال: اسأل ما شئت، فقلت: أنت لست من أبيك فلان ، فغضب وقال: كيف تتهمني في نسبي وتتهم أمي؟! فقلت أنا لا أتهمك: ولكن ائتيني بدليل أنك من أبيك الذي تنسب إليه! فقال أمي تقول ذلك، فقلت أمك امرأة واحدة وشهادة المرأة الواحدة لا تقبل شرعاً ، وقلت مباشرة، أمك صادقة، وأم المؤمنين غير ذلك، إما تقبل بأن أمك ليست صادقة! أو تقبل برواية السيدة عائشة التي روت الحديث، وسكت غلام أحمد ولم يزيد بكلمة أخرى، وبدأ الناس يعلون أصواتهم بالتكبير، ويهتفون بأعلى الصوت لقد انتصر الحق على الباطل.
ورحت ألاحقه وأطلب منه أن لا تفر من المناظرة،."
ومجلتي التي تصدر أسبوعياً لا تدع فرصة إلا وتفضح فيها أكاذيب وهرطقات القاديانية.
ولما ضاق غلام أحمد بذلك ذرعاً، ولم يستطع أن يرد أو يجيبني دعاني إلى المباهلة، ووجه إليّ رسالة (15/ 4/ 1908 يدعو فيها أن اباهله، فأجبته قائلاً، أفعل ."
وفيما يلي النص الحرفي للرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ} [يونس : 53]
"حضرة المولوي ثناء الله.
السلام على من اتبع الهدى.
إن سلسة تكذيبي جارية في جريدتكم أهل الحديث من مدة طويلة، أنتم تشهدون فيها أني كاذب دجال مفسد مفترٍ، ودعواي للمسيحية الموعودة كذب وافتراء على الله.
إنّي أوذيت فيكم إيذاءً، وصبرت عليكم صبراً جميلاً، لكن لمّا كنت مأموراً بتبليغ الحق من الله وأنتم تصدّون الناس عنّي فأنا أدعو الله قائلاً: "يا مالكي البصير القدير العليم الخبير، تعلم ما في نفسي إن كان دعواي للمسيحية الموعودة افتراء منّي وأنا قي نظرك مفسد كذّاب، والافتراء في الليل والنهار شغلي، فيا مالكي أنا أدعوك بالتضرع والإلحاح أن تميتي قبل المولوي ثناء الله، واجعله وأتباعه مسرورين بموتي، يا مرسلي أدعوك آخذاً بحظيرة القدس لك أن تفصل بيني وبين المولوي ثناء الله، إنه من كان مفسداً في نظرك كاذباً عندك فتميته قبل الصادق منّا. ربّنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفتحين."
ربيع الأول 1325هـ
الراقم عبد الله الصمد
ميرزا غلام أحمد المسيح الموعود
عافاه الله وأيّد عزّه
وقال الشيخ زبيدي الذي روى القصة وهو سمع من الشيخ ثناء الله شفهياً:" فباهل كل واحد خصمه على أن يميت الله المبطل منهما قبل الصادق، فمات غلام أحمد بعد فترة وجيزة سنة : 25/5/1908م أثناء تعرضه بإصابة الكوليرا المتقزز المنفر الذي عصم أنبياء الله عن مثله. ومعروف لكل العالم أنه مات في بيت الخلاء."
وعاش الشيخ ثناء الله الأمرتسري بعده أربعين سنة يعَّلم فيها كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم -
"انتهى كلام الطالب"
بقلم: فضل الله أمين محمد
(طالب ماجستير شريعة إسلامية/أفغانستان)
نعيش اليوم في زمن قد كثر فيه المنحرفون والمضللون، ولكن بحمد الله هيأ الله من يتصدى لهم من العلماء الأفذاذ والغيورين على هذه الأمة، ولقد كثر الأدِّعياء والمنحرفون، ومن هؤلاء من يُعمل فأسه تخريباً لجهل فيه وقلة علم، وهناك من يعبث فساداً لهثاً وراء الدرهم والدينار ومتاع الدنيا التي هي ...يقينا إلى زوال.
وهناك من يعبث في الأرض بالفساد والتخريب بتشجيع وتحريض من الأعداء المتربصين بأمة الإسلامية سوءاً.
من هذا الصنف الأخير أذكر لكم قصة من عجائب القصص وهي من واقع مشهود معروف سمع الكثيرون به لكن أقدم لكم ربما بعض التفاصيل التي ربما لم تسمعوا بها من قبل، قصة صاحب الضلالة والعمالة (ميرزا غلام أحمد القادياني) مؤسس الطائفة القاديانيةوالذي أدعى النبوة وأنه مسيح آخر الزمان وأسس لنفسه طائفة منحرفة تسمي نفسها الأحمدية. ولما ظهر هذا المدعي الكذاب تصدى الكثير من العلماء لكذبه، ومنهم بطل هذه القصة وهو ( الشيخ المولوي ثناء الله الأمرتسري) والذي واجه ذالك العميل بمناظراته البطولية والتي شهد لها التاريخ، وأقدم لكم تلك القصة في أسطر قليلة:
في يوم من الأيام استدعي الشيخ ثناء الله الأمرتسري الهندي بطلب من مشايخ ( جامعة ديوبند) في الهند التي تمثل أزهر الشرق آنذاك وقد كان شاباً في مقتبل عمره وقد تخرج من هذه الجامعة، وحرم من الحصول على الشهادة لجرأته في مناقشاته مع أساتذته، وبعد أن هزم علماء ديوبند في المناظرة أمام غلام أحمد، تم الاستنجاد بثناء الله، وهزم غلام أحمد القادياني، وتبع ذلك مناقشات ومناظرات لذلك الشاب العالم مع غلام أحمد انتهت بمباهلته له قائلاً" غلام أحمد" من كان على الباطل أماته الله قبل الصادق منهما، وذلك بعد أن أفلس وهزم في المناظرات التي جرت.
وتمت المباهلة بدعوة من غلام أحمد داعياً خصمه للمباهلة. وكانت نتيجة تلك المباهلة أن الكاذب منهما مات في الخلاء جراء مرض الكوليرا أصيب به ونفر عنه الناس لبشاعته، وعاش خصمه العالم الفاضل ثناء الله بعده بأربعين سنة .
وقد علمت ذلك عندما خرجت من بلدي سنة 1995م قاصداً باكستان ـ مدينة لاهور، وهناك سجلت في معهد القدس في وسط لاهور، وأثناء دراستي فيها كنت أقلب أرشيفها فوجدت فيه مجلة أسبوعية وهي مجلة أهل الحديث، وقد أسسها الشيخ ثناء الله الأمرتسري وقبل اطلاعي على تلك المجلة ما كنت أعرف شيئا عن ذلك العالم. وهي تصدر باللغة الأردية التي هي اللغة السائدة في الهند والباكستان.فوجدت فيها قصة ملفتة للنظر وهي قصة مناظرة وقعت بين ثناء الله الأمرتسري وغلام أحمد القادياني.
قرأتها لكن لم أدرك أبعادها لأني لم أكن أعرف شيئاً عن القاديانية بعد.
وبعد سنة ونصف التحقت بالجامعة المحمدية في كوجرانواله وهي قريبة من مدينة لاهور، وأثناء الدراسة هناك، سمعت مراراً بتلك المناظرة التي جرت بين الشيخ ثناء الله وغلام أحمد، وقد شاء الله أني تعرفت على حفيداه لأبنته وهما الشيخ أبو بكر وعثمان وهما نابغان نبيهان، حافظان لكتاب الله، وقد قصا علي، قصة المناظرة تلك، ولكن قد ولد ذلك عندي فضولاً لأعرف كل شيء حول تلك المناظرة وبطلها..!
إلى أن تخرجت من معهد تلك الجامعة، عدت إلى لاهور لأكمل دراستي وتحصيلي العلمي وأثناء ذلك التحقت بمدرسة ابتدائية أُدرس فيها بمدينة لاهور قريبة جداً من الحدود الهندية، تقابل مدينة الأمرتسار مدينة بطل هذه القصة، وبعد مضي أكثر من ثلاث سنوات، وفي أيام الجمعة كنا نخرج مع أصدقاء لي من هذه الأسرة (الأمرتساري) كنا نخرج لنزهة نتفسح فيها، وذات مرة عرض علي صديقي أبو بكر أن نزور رجلاً عالماً لم أكن أعرفه، لكن كنت أسمع عنه وأرى اسمه في مقدمة بعض كتب الحديث ومنها بلوغ المرام حيث كتب عليه تعليقاً، فزرناه في بيته حيث يضم مكتبة كبيرة غنية، فيها رجل عجوز كبير السن، قليل الحركة غزير العلم قليل الكلام، يسمع لمحدثه ويصغي لجليسه.
هو الشيخ الزبيدي، ففي أثناء اللقاء ذكر لنا بعض الوقائع من أيام الشيخ ثناء الله، فعندما سمعت اسم ثناء الله، بادرت بالسؤال عنه وعن حياته العلمية، فقال لي: كان رجلاً فاضلاً مناظراً قوي الحجة، قلت له هل أنت تعرفه جيداً ؟ قال لي: نعم أعرفه والتقيت به وكنت أسأله عن بعض المسائل في العقيدة والفلسفة، قلت له ياشيخنا هل تسامحني أن أسألك سؤالاً عنه! فنظر إليّ وقال تفضل: فقلت له هل أنت سمعت شيئاً عن المناظرة التي جرت بين مولوي ثناء الله وغلام أحمد قادياني ؟! فأجاب نعم: لقد سألت شيخنا عندما كنت في جامعة علي كره بالهند قبل انفصال الباكستان. قلت كيف ؟! فأجاب الشيخ إن غلام أحمد قادياني تحدى مشايخ ديوبند ( الجامعة الديوبند) وعلى رأسهم المفتي محمود الحسن رحمه الله فوقع بينهم وبين غلام أحمد مناظرات بعنوان: ختم النبوة يعني: أن النبوة قد انتهت بوفاة محمد صلى الله عليه وسلم، وهو خاتم الأنبياء والمرسلين.
أما غلام أحمد المدَّعي للنبوة فيقول: أن الخاتم هنا ليس معناه آخر بل معناه أفضل، وبذلك يكون مدلول الآية أن محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء، وهذا لا يفيد انقطاع النبوة بعده.
وقد ناقشه وحاوره مشايخ الهند ومنهم رئيس جامعة الديوبند الشيخ المفتي محمود الحسن رحمه الله، وأعلن من قبل الطرفين على أن يكون المناظرة أمام الملأ، وبحضور المحكمة وأتباع كل منّا، فجمعوا كل منهم أتباعه وحددت يوم المناظرة.
بداية المناظرة:
فعندما اجتمعوا في مكان المناظرة بدأ الكلام بهتافات وأصوات التكبير كأنه مباراة بين فريقين، وقدم كل منهم أدلته، ومن بين الأدلة التي جاء بها الشيخ محمود الحسن هي حديث السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وكلما استشهدوا بحديث وفي سنده أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، (الحديث يدل على أن محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين،) ولا نبيّ بعده ، فأجاب غلام أحمد أنه حديث ترويه امرأة وشهادة المرأة الواحدة غير مقبولة شرعاً ، وقد أوقف المناظرة بدعوى أن هؤلاء لا يوجد عندهم حجة صحيحة، فاحتار مشايخ الديوبند، وانسحبوا ليبحثوا عن من يجيب ذلك المدعي في يوم غدٍ.
فعقد مشايخ الجامعة جلسة في الليل ليختاروا من يناظر المدعي صباحاً، فأجاب أحدهم أنه ليس له إلا ذلك الطالب الجريء الذي طرد من الجامعة وحرم الشهادة أثناء تخرجه.
قال الزبيدي فقال الشيخ ثناء الله: "طلبني رئيس الجامعة، وعرض عليّ هذه القضية، فقلت لهم : أجيب إن شاء الله شريطة حصولي على الشهادة التي حرمت منها. فلبي طلبي، وفي يوم الغد جيء بالفيل حتى يتم الركوب عليه حيث كان العرف يحكم تقديراً لشأن الرجل العالم، فقيل: المفتي محمود يركب الفيل؛ لأنه رئيس الجامعة، فأجبتهم: لا، الذي يجيب هو يركب الفيل ! فركبت الفيل، والشيوخ والأساتذة يمشون بجانبي ويهتفون تشجيعا لي.
فانعقدت المناظرة وكل قدموا أدلتهم من جديد، وكان دليلي نفس الحديث الذي قدمه المفتي محمود في يوم أمس، وفي سنده تذكر اسم السيدة عائشة رضي الله عنها، لكن غلام ردّ عليّ بنفس الجواب، على أن في سند الحديث الذي ذكرت امرأة واحدة ، فشهادة المرأة الواحدة لا تقبل شرعاً.
قال ثناء الله: "فأجبته هل من الممكن أن أسألك سؤالاً !؟ فقال: اسأل ما شئت، فقلت: أنت لست من أبيك فلان ، فغضب وقال: كيف تتهمني في نسبي وتتهم أمي؟! فقلت أنا لا أتهمك: ولكن ائتيني بدليل أنك من أبيك الذي تنسب إليه! فقال أمي تقول ذلك، فقلت أمك امرأة واحدة وشهادة المرأة الواحدة لا تقبل شرعاً ، وقلت مباشرة، أمك صادقة، وأم المؤمنين غير ذلك، إما تقبل بأن أمك ليست صادقة! أو تقبل برواية السيدة عائشة التي روت الحديث، وسكت غلام أحمد ولم يزيد بكلمة أخرى، وبدأ الناس يعلون أصواتهم بالتكبير، ويهتفون بأعلى الصوت لقد انتصر الحق على الباطل.
ورحت ألاحقه وأطلب منه أن لا تفر من المناظرة،."
ومجلتي التي تصدر أسبوعياً لا تدع فرصة إلا وتفضح فيها أكاذيب وهرطقات القاديانية.
ولما ضاق غلام أحمد بذلك ذرعاً، ولم يستطع أن يرد أو يجيبني دعاني إلى المباهلة، ووجه إليّ رسالة (15/ 4/ 1908 يدعو فيها أن اباهله، فأجبته قائلاً، أفعل ."
وفيما يلي النص الحرفي للرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ} [يونس : 53]
"حضرة المولوي ثناء الله.
السلام على من اتبع الهدى.
إن سلسة تكذيبي جارية في جريدتكم أهل الحديث من مدة طويلة، أنتم تشهدون فيها أني كاذب دجال مفسد مفترٍ، ودعواي للمسيحية الموعودة كذب وافتراء على الله.
إنّي أوذيت فيكم إيذاءً، وصبرت عليكم صبراً جميلاً، لكن لمّا كنت مأموراً بتبليغ الحق من الله وأنتم تصدّون الناس عنّي فأنا أدعو الله قائلاً: "يا مالكي البصير القدير العليم الخبير، تعلم ما في نفسي إن كان دعواي للمسيحية الموعودة افتراء منّي وأنا قي نظرك مفسد كذّاب، والافتراء في الليل والنهار شغلي، فيا مالكي أنا أدعوك بالتضرع والإلحاح أن تميتي قبل المولوي ثناء الله، واجعله وأتباعه مسرورين بموتي، يا مرسلي أدعوك آخذاً بحظيرة القدس لك أن تفصل بيني وبين المولوي ثناء الله، إنه من كان مفسداً في نظرك كاذباً عندك فتميته قبل الصادق منّا. ربّنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفتحين."
ربيع الأول 1325هـ
الراقم عبد الله الصمد
ميرزا غلام أحمد المسيح الموعود
عافاه الله وأيّد عزّه
وقال الشيخ زبيدي الذي روى القصة وهو سمع من الشيخ ثناء الله شفهياً:" فباهل كل واحد خصمه على أن يميت الله المبطل منهما قبل الصادق، فمات غلام أحمد بعد فترة وجيزة سنة : 25/5/1908م أثناء تعرضه بإصابة الكوليرا المتقزز المنفر الذي عصم أنبياء الله عن مثله. ومعروف لكل العالم أنه مات في بيت الخلاء."
وعاش الشيخ ثناء الله الأمرتسري بعده أربعين سنة يعَّلم فيها كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم -
"انتهى كلام الطالب"
القاديانية دعمها الإنكليز واغدقوا على متبعيها الاموال