السيناريوهات المطروحة للحل في سوريا وسر فتح باب اللجوء :
بقلم : ابو ياسر السوري
6 / 9 / 2015
===========
اولا : إذا نحينا فكرة التقسيم جانباً ، فحتى الآن ليس لدى المجتمع الدولي فكرة واضحة للحل ، ولكن وقع في الوطن العربي خمس صور من التغيير ، يمكن أن يتم الحل في سوريا طبقا لإحداها .. وهي التالية :
1 - السيناريو العراقي . تدخل أمريكي وخراب العراق وتسليمه لإيران .
2 - السيناريو الليبي . تدخل فرنسي والناتو وخراب البلد واستدراج داعش إليها .
3 - السيناريو اليمني . تدخل إيراني لدعم الحوثي ، ومحاولة السعودية إعادة على صالح لليمن وانقلابه عليهم وانضمامه إلى الحوثي .
4 - السيناريو المصري . استلام الإخوان تحت مظلة العسكر ، وانقلاب العسكر عليهم واختطاف الثورة .
5 - السيناريو التونسي . إعادة تأهيل النظام القديم ،وعودة الفساد والاستبداد للبلد .

ثانيا : في حال التفكير بتقسيم سوريا . فهنالك من يجاهر بالتقسيم ، وهنالك من يهمس همسا به فقط . والداعون إلى التقسيم هم :
1 - النظام . ولديه خطتان :
خطة (أ ) وهي أن يتمكن من قمع الثورة ويعود إلى حكم سوريا من جديد.
خطة (ب) إذا فاته البقاء في حكم سوريا كاملة ، فيرغب في إقامة دويلة علوية على الساحل السوري يحدها من الشمال كسب ، ومن الجنوب لبنان . ومن الغرب البحر المتوسط . ومن الشرق نهر العاصي .
2 - الأكراد . يطالبون بدويلة على طول الحدود ما بين تركيا وسوريا بطول 900 كيلو متر. وعرض 40 كيلو مترا . أي من القامشلي والحسكة شرقا . إلى عفرين غربا .
3 - داعش . تريد ابتلاع أكبر جزء ممكن من سوريا . لتكون لها دولة مكونة من المنطقة الشرقية بسوريا . والمنطقة الغربية من العراق .. والغريب أن هنالك إرادة أمريكية لبقاء دولة داعش ، لتقوم بتصفية البقية الباقية من أبناء السنة في سوريا كما فعلت بالعراق ، ولتستقطب المجاهدين الذين يقتلهم التحالف الغربي والعربي بطيرانه على مدى عشرين عاما حسب التقديرات الأمريكية .
4 - أما بقية المكونات من دروز ومسيحيين وبقايا المسلمين .. فالصورة غائمة، ولا يدري أحد ماذا يخطط لهم ؟

ثالثا : الحل الذي يقوم الصراع عليه بين النظام والمعارضة ، وهو أن تكون سوريا للمنتصر منهما .. وفي حال انتصار النظام يُعاد السوريون إلى حظيرة الطاعة من جديد ، وكأنَّ شيئا لم يكن ، وتعود سوريا لتُحكم بقوة القبضة الأمنية من جديد ، وسوف تكون أشد قمعاً مما مضى بعشرات المرات .
رابعاً : أثبتت التجربة العملية أنه لم يتمكن أي من النظام ولا المعارضة المسلحة في سوريا من حسم الصراع لصالحه .. لا لأن ذلك مستحيل ، وإنما لأنه ليس هنالك إرادة دولية لفرض حل ما في سوريا، يحقق لشعبها الحرية والمساواة والاستقرار ، وإنما هنالك تصميم دولي قذر ، يقضي بإطالة أمد هذا الصراع ، ليباد أكبر قدر ممكن من أبناء السنة ، وليهجر أغلبهم إلى الخارج ، حتى يتحولوا داخل سوريا إلى أقلية ضعيفة ، لا حول لها ولا طول .
ومن هنا يجب أن نكون على يقين بأن فتح باب اللجوء إلى أوربا لم يكن بدافع إنساني ، وإنما هو أحد بنود المؤامرة الدولية العالمية على الضحايا السوريين . مؤامرة اشترك فيها العرب جميعا وعلى راسهم الجامعة العربية حين اقفل العرب ابوابهم في وجوه السوريين ، وحين أمعنوا في خذلانهم والوقوف مع قاتلهم في الخفاء . كما ساهم المجتمع الدولي في التآمر على السوريين حين أطلق يد بشار في قتلهم بكل وسيلة . فمارس عليهم القتل الجماعي ببراميل الموت ، والحصار والتجويع والموت تحت التعذيب ، والقتل بالكيمياوي ، واستدعى النظام المجرم لقمعهم داعش وحالش وعافش ..
ولما فشلت كل تلك الممارسات الإجرامية في تركيع السوريين ، ولم تزدهم هذه الممارساة الإجرامية إلا قوة ومضاء .. فكر الغرب بفتح باب اللجوء إلى فردوسه الأوربي الموعود .. ففتح باب الهجرة ، وانطلقت الملايين باتجاه أوربا مشيا على الأقدام ، مستسهلين كل الصعاب في سبيل النجاة من جحيم سوريا ، والوصول إلى أوربا للعيش بأمان بعدما فقدوا في بلدهم كل أمان ..
لقد ساهم المجتمع الدولي بإيجاد هذه الحالة النفسية لدى السوريين المساكين ، لإخراجهم من بلدهم ، وتشريدهم بين دول الشتات ، وإلقائهم بين أحضان الضياع إلى الأبد .. وبهذا يكون اللجوء أخبث ضربة وجهها المجتمع الدولي للسوريين . خدمة لبشار الأسد وعصابته . وسوف تعلمون .

السيناريوهات المطروحة للحل في سوريا وسر فتح باب اللجوء : 11990571_835520626545633_6851560468793518355_n