دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عند الشدة :
3 / 1 / 2016
أبو ياسر السوري
==========
لما ذهب النبي إلى الطائف ، ودعا ثقيفا إلى الإيمان بدعوته ، وطلب منهم النصرة ليبلغ رسالة ربه ، ما كان منهم إلا أن ردوا عليه أسوأ ردٍّ وأقساه ، وأغروا به صبيانهم وسفهاءهم ، فرشقوه صلى الله عليه وسلم بالحجارة حتى أدموه وأدموا صاحبه زيد بن حارثة الذي كان يحميه من حجارتهم بجسده .. وما زالوا به صلى الله عليه وسلم حتى ألجؤوه وصاحبه إلى بستان لعتبة وشيبة ابني ربيعة ، وهما فيه ، يريان ما لقي رسول الله من سفهاء ثقيف ولم يحركا ساكنا .. فجلس النبي تحت شجرة من ذلك البستان ، ثم توجه صلى الله عليه وسلم إلى الله بالدعاء فقال :
«اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ولكن عافيتك أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تُنزل بي غضبك، أو يحل علي سخطك لك العُــتْـبَى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بالله»
فلندعُ بهذا الدعاء ونحن في هذه الحال من الشدة ، لعل الله أن يبدل عسرنا يسرا ، وكربنا فرجا ، وضيقنا سعة . ويشفي صدورنا بنصر من عنده . وما ذلك على الله بعزيز .