العلم الحديث .. والتداوي بأسماء الله الحسنى :
29 / 10 / 2016
بقلم : أبو ياسر
===============

بسم الله . الحمد لله . والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد :
فقد أثار الدكتور إبراهيم كريم منذ عام 2005 موضوع الاستشفاء بأسماء الله الحسنى ، زاعما أنه اكتشف لها طاقة إشعاعية ، تحفز جهاز المناعة ، وتفيد في شفاء أمراض ذكرها ، وذكر الأسماء التي يستشفى بها لكل مرض منها.. وادعى الدكتور أنه جربها وثبت لديه نفعها .. إلى آخر ما قال في هذه القضية ..
 
وقد كثر التساؤل عن الحكم الشرعي حول ما قال .؟؟ هل ينبغي التسليم له بصحة قوله ، والعمل بموجب ما توصل إليه .. أم يجب رفض ذلك والضرب به عرض الحائط .؟؟
 
ونحن نتناول هذا الموضوع من وجهة نظر شرعية خالصة ، لنقف على الحكم الشرعي حيال هذه الواقعة .؟؟ فنقول :
 
أولا : الدعاء بأسماء الله الحسنى ، أمر مشروع ومأمور به وثابت بالنص القرآني ، قال تعالى ( ولله الأسماءُ الحسنى فادعوه بها ) ..

ثانيا : وإذا كان الدعاء بأسماء الله تعالى مأموراًً به . فالمأمورُ به عبادة يثاب فاعلها . ومن رفض ذلك أو أنكره أصابه نصيب من التهديد بقوله تعالى ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين * ) .
 
ثالثا : ولكن العبادة لا تكون بالرأي ، وإنما يجب تلقيها بالنص ، من كتاب ، أو سنة ، وليس بالاجتهاد ولا بالاختراع . لأن سر العبادات أمر مجهول لنا ، ولا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ، لذلك جرت العبارة المشهورة على ألسنة الفقهاء " هذا الأمر تعبدي لا يعلل بالرأي " .
وكلام الدكتور إبراهيم كريم ، يتضمن ادعاء أسرار تخص أسماء الله ، بدون دليل شرعي ، من المعصوم عن الخطأ ..
والدكتور إبراهيم بشرٌ يخطئ ويصيب ، ولا سبيل إلى التأكد مما يقول ، وقد يأتينا رجل آخر فيكذبه ، ويضعنا في حيص بيص .. ولو ثبت مثلا خطأ قوله في أسرار أسماء الله ، فإن ذلك سوف يدخل الريبة إلى نفوس المسلمين في قضية اعتقدوا صحتها ، فتبين أنها غلط .. وهذا مسلك خطر لا أرى تبنّيه .. ولا الدعوة إلى الأخذ به ، لأنه هجوم على غيب لا يعلم سره إلا الله .. والقضايا (البايوجيومترية ) لا يمكن قياسها بدقة ، لأنها تتعلق بالشعور الذاتي ، والإحساس النفسي ، وهما من الأمور الخفية التي تستعصي غالبا على القياس.. ولا يمكن الوثوق بها ، ولا إعطاء حكم شرعي بناء عليها .
 
رابعا : ولهذا أرى الالتزام بما ورد به النص ، وعلمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاستشفاء بالدعاء بأسماء الله الحسنى . من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : [ أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما. ] وقوله صلى الله عليه وسلم أيضا [ ما أصاب عبدا هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك أو أستأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي ، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحاً ] رواه أحمد .. وقوله صلى الله عليه وسلم لعثمان بن أبي العاص لما اشتكى وجعاً يجده في جسده : [ ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل: بسم الله ثلاثا، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ] رواه مسلم .
ويمكنك أن تقول في دعائك بهذه الأسماء الحسنى : يا شافي اشفني . يا رحيم ارحمني . يا قوي اجبرني ..يا رزاق ارزقني .. والله أعلم وأجل وأحكم ..