خبر إسلام ثُمامة بن أُثال رضي الله عنه
ليتعلم الدعاة منه .. أن الدعوة بالتبشير .. لا بالتنفير ولا بالتكفير
3 / 12 / 2016
أبو ياسر السوري
===========
خبر إسلام ثمامة بن أثال رضي الله عنه Do
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خيلاً قِبَلَ نجد ، فجاءت برجلٍ من بني حنيفة يقال له: ثُمَامةُ بن أُثال سيد أهل اليمامة، فربطوه بساريةٍ من سواري المسجد، فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ماذا عندك يا ثمامة ؟ قال: عندي يا محمد خيرٌ، إن تقتُلْني تقتلْ ذا دم، وإن تُنْعمْ تُنعِم على شاكر، وإن كنتَ تريدُ المال فسَلْ تُعْطَ منه ما شئتَ، فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر بسقيه اللبن من ناقته صلى الله عليه وسلم، وكان عليلاً فأمر بمداواته ..
حتى إذا كان الغد، أتاه فقال: ما عندك يا ثمامة ؟ فقال: عندي ما قلتُ لك، إن تُنعِم تُنعمْ على شاكر، وإن تقتلْ تَقتُلْ ذا دم، وإن كنت تريد المال فسلْ تُعْطَ منه ما شئت، فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم...
حتى إذا كان الغد في الثالثة، فأتاه فقال: ما عندك يا ثمامة ؟ فقال: عندي ما قلتُ لك، إن تُنعِم تُنعمْ على شاكر، وإن تقتلْ تَقتُلْ ذا دم، وإن كنت تريد المال فسلْ تُعْطَ منه ما شئت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أطلقوا ثمامة .
فانطلق ثُمامةُ إلى حديقةِ نخل قريب من المسجد فاغتسل، ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
يا محمد، والله ما كان على وجه الأرض وجهٌ أبغضَ إليَّ من وجهك، وقد أصبح وجهُك أحبَ الوجوه كلِّها إليَّ، والله ما كان من دينٍ أبغضَ إلي من دينك، فأصبح دينُك أحبَّ الدينِ كلِّه إليَّ، والله ما كان من بلد أبغض إليَّ من بلدك، فأصبح بلدُك أحبَّ البلاد كلها إليَّ، وإنَّ خيْلك أخذتني وأنا أريد العمرة، فماذا ترى ؟
فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل: صبأتَ يا ثمامة؟ قال: لا، ولكني أسلمتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وَلا ، وَالله لا يَأتيكُمْ مِنَ اليَمَامَةِ حبَةُ حِنْطَة حَتَّى يَأذن فِيهَا رَسُولُ اله صلى الله عليه وسلم ) .
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا الرجل كان أسيرا ، والنبي مخير فيه بين القتل ، والمن بإطلاق ساحه دون مقابل ، أو إطلاق سراحه مقابل مال ... فاختار صلى الله عليه وسلم الثالثة ، ولعله نظر بعين النبوة فعلم أنه إن أطلقه يسلم ، وينجو به من النار ، فقال " أطلقوا ثمامة " .. فأطلقوه ..
ولعله صلى الله عليه وسلم اختار أن يحبسه في المسجد ، ليتمكن من رؤية صلاة المسلمين ، وسماع القرآن من رسول الله ، فيرق قلبه ، ويأنس بالإسلام ، فيدخل فيه .. وهذا ما كان .. ولا غرو أن سماع القرآن بصوت النبي صلى الله عليه وسلم كفيل بذلك .. يؤيد هذا قول جبير بن مطعم : حين قدم المدينة على عهد النبي ليكلمه في أسارى بدر ، يقول جبير : فانتهيت إلى النبي وهو يصلي في أصحابه صلاة المغرب فسمعته يقول (إن عذاب ربك لواقع ) الطور7 فأحسست كأنما صُدِع قلبي من الخشية.. وهذا وهو مشرك قبل يسلم رضي الله عنه ..
وانظروا كيف لم يرد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يمر به ليعنفه ، أو يقول له غضب الله عليك .. أو قد أمكن الله منك يا عدو الله ورسوله .. حاشاه صلى الله عليه وسلم ، وإنما ترفق به ، وأمر بأن تداوى جراحه ، وأن يسقى حليبا من ناقة رسول الله خاصة ، وكان رفيقا به ، لم يمر عليه ليعنفه ، وإنما يسأله " ما عندك .؟ أي أما جد لك جديد في الميل إلى الإسلام .؟؟
صلى الله تعالى عليك يا رسول الله ، ما أعظمك وما أحلمك وما أكرمك ..
وبماذا يمكن أن نثني على حسن خلقك بعد قوله تعالى فيك ( وإنك لعلى خلق عظيم ) .؟؟