الكشف عن حديث موضوع :
قصة [ عائشة رضي الله عنها يوم سقطت منها الإبرة ]
24 / 12 / 2016
أبو ياسر السوري
================
في الشهر الذي ولد فيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، كثرت فيه رواية الأحاديث والحكايات المختلقة المكذوبة حول سيرته العطرة وأخلاقه العظيمة .. ورسول الله صلى الله عليه وسلم في غنى عن اختلاق الأكاذيب لمدحه والثناء على خَلْقِه وخُلُقِه .. من ذلك القصة التالية :
[ قالت السيدة عائشة رضي الله عنها : استعرت من حفصة بنت رواحة إبرة ، كنت أخيط بها ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسقطت عني الإبرة ، فطلبتها فلم أقدر عليها ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتبينت الإبرة لشعاع نور وجهه فضحكت ، فقال : يا حميراء بم ضحكت ؟ قلت : كان كيت وكيت فنادى بأعلى صوته : يا عائشة الويل ثم الويل ثلاثا لمن حُرم النظر إلى هذا الوجه ] .
التعليق على هذه القصة :
قال علماء الجرح والتعديل : قصة [ عائشة رضي الله عنها يوم سقطت منها الإبرة ] هي قصة مختلقة لا أصل لها .. وضعها شخص متهم بالكذب اسمه (مسعدة بن بكر الفرغاني ) وقد كذبه فيها كبار حفاظ الحديث النبوي وجهابذته .. وعلى رأسهم :
الحافظ الذهبي في كتابه ميزان الاعتدال .
والحافظ المزي وقال هذا حديث موضوع . أي مكذوب مختلق .
والحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري، أنكر ثبوتها .
والحافظ ابن القيم في كتابه المنار المنيف في الصحيح والضعيف . والعلامة عبد الحي اللكنوي في كتابه الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة ، وقال " وهذه القصة وإن كانت مذكورة في معارج النبوة ، وغيرها من كتب السير الجامعة للرطب واليابس ، فلا يستند بكل ما فيها إلا النائم والناعس "
ومعلوم ، أن راوي الحديث المكذوب شريك لواضعه في الإثم لأنه أحد الكذابين .. وليس الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم كالكذب على أحد من الناس .. فمن كذب عليه صلى الله عليه وسلم فليتبوأ مقعده من النار .. أي لينزل منزله الذي أعد له في النار .
فالرجاء يا إخوتنا أن لا نزجَّ أنفسنا في هذا المنزلق الخطير ، الذي لن يجني منه صاحبه سوى دخول النار ، وغضب الجبار ..