حكايات من تاريخنا المُشرق الزاهر :
أبو ياسر السوري
14 / 2 / 2017
===============
ذكر ابن الأثير في كتابه الماتع " أسد الغابة " الحكاية التالية .. قال رحمه الله :
[ قال الأحنف بن قيس : كنت مع عمر بن الخطاب ، فلقيه رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، انطلق معي فأعدِنـي على فلان " أي أنصفني منه " ، فإنه قد ظلمني .
قال : فرفع "عمر" الدرة فخفق بها رأسه ، فقال : تَدَعُونَ أمير المؤمنين وهو مُعرِضٌ لكم " أي تتركونه وهو مقبل عليكم " ، حتى إذا شُغل في أمر من أمور المسلمين أتيتموه : أعدِني أعدِني .!
قال: فانصرف الرجل وهو يتذمر –
قال " عمر ": عليَّ بالرجل . فألقى إليه الدرَّة وقال: امتثل " أي اضربني مثلما ضربتك ".
فقال الرجل : لا والله ، ولكن أدعها لله ولك .
قال " عمر ": ليس هكذا ، إما أن تدعها لله إرادةَ ما عنده ، أو تدعها لي ، فأعلم ذلك .
قال " الرجل " : بل أدعها لله.
قال : فانصرف الرجل .
ثم جاء " عمر" يمشي حتى دخل منزله ونحن معه ، فصلى ركعتين وجلس فقال : يا ابن الخطاب ، كنت وضيعاً فرفعك الله، وكنت ضالاً فهداك الله، وكنت ذليلاً فأعزك الله، ثم حملك على رقاب الناس فجاءك رجل يستعديك فضربته، ما تقول لربك غداً إذا أتيته؟
قال الأحنف : فجعل يعاتب نفسه في ذلك معاتبة حتى ظننا أنه خير أهل الأرض .

رضي الله عنك يا أمير المؤمنين .. ورضي الله عن أبي بكر الصديق الذي استخلفك من بعده ، فلامه الناس فيك لما يعلمون من شدتك ، وقالوا له : يا أبا بكر ما أنت قائل لربك غدا حين يسألك لم استخلفت عليهم عمر .؟ قال : أتخوفونني .؟ أقول لربي غدا : استخلفت عليهم القوي الأمين ..