بشارة لمن حسنت سمعته عند جيرانه الأدنين :
1 / 3 / 2017
بقلم : أبو ياسر السوري
===============
عن أنس بن مالك رضي الله عنه،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة من أهل أبيات جيرانه الأدنين أنهم لا يعلمون منه إلا خيراً،إلا قال الله تبارك وتعالى: قد قبلت قولكم ، أو قال : شهادتكم ، وغفرت له ما لا تعلمون) رواه أحمد . وأخرجه ابن حبان في صحيحه .
قال الإمام الداودي رحمه الله تعالى : 
 المعتبر في ذلك شهادة أهل الفضل والصدق لا الفسقة ، لأنهم قد يثنون على من يكون مثلهم ، ولا من بينه وبين الميت عداوة ، لأن شهادة العدو لا تقبل .
تعليق  :
والذي اراه أن الإمام الداودي غفر الله  له ورحمه ، قد ضيق علينا واسعا ، فالحديث النبوي نصّ على ( شهادة أربعة من أهل جيران بيته الأدنين ) وأطلق في وصف حالهم ، ولم يقيدهم بصلاح ولا عدالة كما فعل حين اشترط عدالة الشهود في الأقضية والشهادات ، لأن المقام هنا مخالف لما هو عليه الحال في الشهادات ، التي يشترط فيها كون الشاهد عدلاً ، حفاظا على الحقوق من الضياع بشهادة غير العدول ..
 أما اشتراط عدالة الجيران الذين يشهدون لك أو عليك أمام الله في الموقف العظيم ، فغير مأخوذة بعين الاعتبار هناك ، لأن المقام يومئذ مقامُ مصيرٍ إلى جنة أو نار . والحال منظور فيها إلى معاملة المرء لجيرانه ، لا إلى صلاحه في ذات نفسه .. وقبول الله تعالى لشهادة بعضنا لبعض في تلك الحال ، فيه إيماء إلى فضيلة (حسن الجوار) ، وتنبيه إلى مكانته عند الله ، وإرشاد إلى أنه ينفع العبد في الآخرة ..
إذا كان الشأن كذلك ، فيحسن أن يتساوى في هذا البرُّ والفاسق . فقد أمر الإسلام ( بحسن الجوار) حتى مع المخالف في الدين .. 
فشهادة الجيران للمسلم أو عليه ، كائنا ما كانوا ، هي مما يعتد بها عند الله تعالى ..
 فأحسنوا جوار من جاوركم فالإحسان إلى الجيران طريق إلى الجنة ..