( سيدي شاهين ) و ( ليلة النصف من شعبان)
أقول مستعينا بالله تعالى ومصليا على سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم  

منقول -
====================
( سيدي شاهين ) و ( ليلة النصف من شعبان) Imagef-149446782606351-png
 السيد شاهين أفندي ضابط تركي من عسكر فخري باشا حسيني من أشراف تركيا كان يسكن في ماكان يسمى بالرومية وأخته سعادة سكنت في العنبرية وزوجها يسمى بالخواجة سعيد هكذا سمعت عندما سألت الكبار قديما .
وقول آخر بأن السيد شاهين هو الذي كان يسمى بالخواجة وأن السيد سعادة هانم كانت تسكن
في الرستمية المنطقة المعروفة في حارة اﻷغوات .
وقول ثالث بأنها كانت تسكن في باب المجيدي وأن سعيد زوج ابنتها وأنه ظل حيا حتى عام  1360 تقريبا ولم يعقب .
وأن زوجها كان هو داوود باشا شيخ الحرم الذي تنسب إليه أرض الداودية المعروفة .
وهم عائلة ثرية ولهم عدة أعمال خيرية .
 
واﻷخت الكبرى للسيدة سعادة هذه اسمها سلطانه حفرت بئرا على بعض طريق الحاج عند أول وصوله لضواحي المدينة وطريقها عرف فيما بعد بطريق بئر سلطانة وهو اليوم طريق سلطانة المعروف .
 
والسبب في هذا الفلكلور أن أهل المدينة قديما كانوا يحتفون بليلة النصف من شعبان لما ورد فيها من الفضل وكانوا يختمون فيها القرآن ويجتمعون للدعاء وربما قرأوا المولد والمدائح النبوية .
 
ولما هاجرت السيدة التركية سعادة لاحقة بأخيها شاهين أفندي وسكنت في المدينة ورأت مايصنعه جيرانها في ليلة النصف من شعبان صارت تصنع
 
نوعا من الحلوى لايعرفه أهل المدينة وتبعث به لمجالس الذكر والدعاء لتقدم بعد الطعام وتقوم هي بتوزيع هذه الحلوى على أطفال الحارة وكانت تقف على باب بيتها وتعطيه الصغار وربما صرت ذلك في خرق
صغيرة معقودة .
فصار الصغار كل عام يترقبون ذلك .
وقيل إن هذه الحلوى هي مايسمى
اليوم عند أهل المدينة بالحلاوة التركية .
وفي سنة من السنوات جاءت المناسبة
 
والشريفة سعادة مريضة وقد عرف أخوها شاهين أفندي رحمه الله عادتها فاشترى كمية من الحلوى المدنية من السوق وبعث بها إلى دارها ووقف زوجها سعيد خواجة
على باب البيت يوزعها .
 
ومع مرور الزمن صار يحاكيها جيرانها ويصنعون حلويات مخصوصة لتوزيعها على الصغار في يوم النصف من شعبان .
ثم صارت عادة وفلكلورا .
 
إخترع الأطفال له هذه اﻷهازيج التي كانت تغنى أولا أمام بيت الشريفة سعادة ثم انتشرت في الحارات وصارت وسيلة
 
للضحك والمتعة والطرافة يطوفون على البيوت ويغنون ويطرقون اﻷبواب بالعصي كما هو معروف ويغنون الكلمات المعروفة فيكون لكل مجموعة من اﻷطفال قائدا يسيرون خلفه ويطوفون على بيوت الحارة
بيتا بيتا ويطرقون الباب برؤوس العصي
قائلين هكذا :
القائد : سيدي شاهين
المجموعة : يا شربيت
القائد : خرقة مرقة
المجموعة : يا اهل البيت
القائد : يا اما مشبك
المجموعة : ولا فشار
القائد : ولا عروسة
المجموعة : من الدرجان
القائد : ولاعريس
المجموعة : من الدهليز
القائد : يا اما جواب
المجموعة : ولا تواب
القائد : ولا نكسر
المجموعة : هادا الباب 
ثم يرفعون أصواتهم زيادة ويقولون :
القائد : العادة
المجموعة : يا السادة
القائد : ستي سعادة
المجموعة : هاتي العادة
القائد : سيدي سعيد
المجموعة : هات العيد
القائد : لولا خواجة
المجموعة : ماجينا
القائد : ولا انطاحت
المجموعة : كوافينا
القائد : ويحل الكيس
المجموعة : ويعطينا
القائد : يا اما مشبك
المجموعة : ولا فشار
القائد : ولا عروسة
المجموعة : من الدرجان 
فتقف عادة الوالدة في كل بيت
 
خلف الباب وخلفها اﻹبنة الكبرى التي على وجه زواج حاملة صينية فيها الحلوى والفشار والمشبك وربما بعض القطع النقدية
فتعطي الوالدة بيدها كل واحد من الصغار قسمته وبعضهم يرمون لهم من اﻷعلى ليقتتلوا
على الحلوى التي ترمى .
فلما ينتهي أخذهم يغنون شاكرين العطاء لهذا البيت قائلين :
قارورة يا قارورة ست البيت غندورة .
وإذا لم يعطوا أو صبوا عليهم الماء من فوق ﻹيقاف ضربهم الشديد للباب يغنون :
كراته يا كراته ست البيت ظراطه .
أو:
كبريته يا كبريته ست البيت عفريته
كل ذلك للضحك والطرافة لا للعبادة ولا لتقديس أحد كما يزعم البعض..
 
فالكلمات طفولية محضة وكون ليلة النصف من شعبان توافق تاريخا مقدسا عند بعض الطرق فعمل الفلكلور من قبل اطفال المدينة ليس تقديسا وعبادة
مخصوصة في هذا اليوم ...


::::
كل عام وانتم بخير