إلى علماء المسلمين في الخليج وبقية العالم
حسام الثورة
أخواني المسلمين في عالمنا الإسلامي قد يخال البعض أنني عندما أقول علماء الشياطين بدل السلاطين أنني أحمل على العلماء , معاذ الله , أو عندما أهاجم حكام بلداً من بلاد المسلمين أنني أكره هذا البلد , معاذ الله .
ترى ألا نؤمن بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم  : (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم . وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه، فقتله). رواه الحاكم
أقول ربما اكتفى علماؤنا بأضعف الإيمان خوفاً على بيوتهم وقصورهم ونعيمهم  وربما يرغب علماؤنا الأفاضل بالشهادة فعندهم من الأعمال الصالحات ما يغنيهم عن أجر الشهادة ومراتب الشهاداء  وأنا حيث لا أملك إلا ما أكتب فلن أتردد عن قول الحق , ولكن هل يتفضل علماؤنا بإفامهنا معنى الحديثين التالين وأنا لا أريد هنا أن أكتب خطبة جمعة وإنما أترك لشباب الأمة ومثقفيهاالحكم :
جاء في الصحاح من كتب الحديث الحديثين التاليين وأنا لا أريد تخريج الأحاديث :
الحديث الأول :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ: ( بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش ، فوجد بئراً ، فنزل فيها فشرب ، ثم خرج فإذا كلب يلهث ، يأكل الثرى من العطش ، فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان قد بلغ مني ، فنزل البئر فملأ خفه ماء ، ثم أمسكه بفيه ، حتى رقى فسقى الكلب ، فشكر له ، فغفر له قالوا : يا رسول الله إن لنا في البهائم أجراً فقال في كل كبدٍ رطبةٍ أجر  وفي رواية  ( بينما كلب يطيف بركية قد كاد يقتله العطش ، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل ، فنزعت موقها فاسقت له به ، فسقته فغفر لها به )
والحديث الثاني : عن أبي هريرة :دخَلَت امرأةٌ النَّارَ في هرَّةٍ ربطتَها فلا هِيَ أطعمَتها ولا هي أرسلَتْها تأكلُ من خَشاشِ الأرضِ حتَّى ماتَت
ترى إذا كان الافاضل ممن يسمون بالعلماء اكتفوا بأضعف الأيمان ولا يعنيهم مرتبة الشهداء فهل لهم أن يفسروا لنا هذين الحديثين الشريفين ويسقطوهما على ما يفتون به من مقاطعة حماس وقطر وأرجوا ألا يفهم أنني أدافع أو في موقع الدفاع عن سياسة حماس وقطر أو اندفاع دول الحصار كما هوا واضح للتطبيع مع إسرائيل وأنا لا أتحدث عن مصر والعمارات العبرية فموقفهم معروف في محاربة الاسلام قيبل التطبيع مع أعداء الله ورسوله .
أيها الأفاضل هل أن أنتم تحاصرون العائلة الحاكمة في قطر وقيادة حماس في القطاع أم تحاصرون المسلمين في هذين الموقعين ترى إذا كان  الله قد فضل االأنسان على هذ الحيوانات وأدخل الجنة رجلاً سقى كلبا أو بغيا امتهنت البغاء أدخلها الجنة برحمتهم لهذا الكلب الذي هو خلق من خلق الله فما رأيكم بما تفعلون أنتم , لكن سامحوني لقد نسيت أنكم اكتفيتم بأضعف الأيمان ورغبتم عن منازل الشهداء وأنتم لا تبحثون عن دخول الجنة ففي طاعة ولي الأمر ما يكفي لدخولها وعندكم من الحجج والبراهين ما يكفي  ولكن ما رأيكم يحديث المرأة التي دخلت النار في هرة حبستها  , أنتم هنا لا تحبسون هرة بل تحبسون المسلمين الموحدين وتقطعون الأرحام وتعيدون أيام ملوك الطوائف وتقطعون أوصال الأمة خدمة لترامب ونتينياهو وأعداء الأمة  , أياها المسمون بعلماء المسلمين كيف تشرحون هذه الأحاديث التي ربما تشدقتم بها كثيرا على المنابر والندوات فعندكم لكل مقام مقال , هل تقولون أن سيوف الحكام مصلتة على رقابكم وأنتم تصدرون الفتاوى والأحكام والله إنه عين الكذب فلولا جرأتكم على الله ورسوله لما تجرأ الحكام وفي التاريخ قصص وعبر كثيرة  ألم تسمعوا بقصة الطاهر بن عاشور وهو يقول صدق الله وكذب أبو رقيبة وهو تحت حكم أبو رقيبة ,
أيها المتمشيخون إذا كنتم تعلقون على تعامل قطر وحماس مع إيران وأنا لا أسلكم الأدلة ولكن أقول أليس العمارات العبرية وعمان تتعلمل مع إيران من فوق الطاولة وليس من تحتها  إذا كنتم قطعتم العلاقات وأغلقتم السفارات مع قطر بسبب تعاملها مع إيران فماذا عن السفارات السورية والاحتلال الأيراني لأربعة دول عربية  ألا تمدون روسيا وأمريكا بمليارات الدولارا وهما الراعيان الحقيقيان لأيران هل ضربت طائراتكم مليشيات إيران في سوريا ؟ ألا تضيقون على السورين الموجودين في الشتات وأزلام بشار يمرحون ويسرحون في إماراتكم العبرية , ليسامحني الشباب الأمارتي الطيب المخلص ولكنها حقيقة صبيان زايد .
ألا ترون أنكم تدفعون قطر وحماس للتعامل مع إيران وإسرائيل ليتنفسوا الصعداء من حصاركم أم هذا ما  تريدون التوصل إليه لتبرير خيانكم التي فضحت؟
أيها المتمشيخون وليس العلماء لإن العلم الصحيح يمنع أهله مما تقومون به  إذا كنم تبحثون عن عذر فلن نطالبكم بهذا ولكن نذكركم بقصة الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه أنه : لَمَّا حُبِسَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ بن حنبل رَحِمَهُ اللَّهُ .قَالَ لَهُ السَّجَّانُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحَدِيثَ الَّذِي يُرْوَى فِي الظَّلَمَةِ وَأَعْوَانِهِمْ صَحِيحٌ ؟ قَالَ: نَعَمْ . فَقَالَ السجان : فأنا منهم؟ قال أحمد: أعوانهم من يَأْخُذُ شَعْرَك وَيَغْسِلُ ثَوْبَك وَيُصْلِحُ طَعَامَك وَيَبِيعُ وَيَشْتَرِي مِنْك .فَأَمَّا أَنْتَ فَمِنْ أَنْفُسِهِمْ.
أيها المشايخ أين أنتم من هذا الكلام , إذا كان هذا السجان المسكين الذي ليس بيده حل أو ربط هو من الظلمة فأين أنتم من هذا وأنتم تصدرون الفتاوى وتبررون أن في طاعة الظلمة طاعة لله ورسوله تفترون بذلك على الله .
ولكن ربما لم تسمعوا بقصة الإمام أحمد فهل سمعتم بحديث رسول الله : عن كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ دَخَلَ، وَنَحْنُ تِسْعَةٌ وَبَيْنَنَا وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ: «إِنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ يَكْذِبُونَ وَيَظْلِمُونَ، فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ، فَصَدَّقَهُمْ بِكِذْبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَلَيْسَ مِنِّي، وَلَسْتُ مِنْهُ وَلَيْسَ بِوَارِدٍ عَلَيَّ الْحَوْضَ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَيُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ وَارِدٌ عَلَيَّ الْحَوْضَ» رواه أحمد  والترمذي وصححه الألباني.
أيها المشايخ وأخاطب كل من يرى أنه من المسلمين ويقع عليه واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح لعامة المسلمين وقياداتهم وواجب الإصلاح بين المسلمين ولايفعل بكل ما يستطيع أقول لهم تخيروا بين ثلاثة حالات لا مهرب لكم من واحدة منها :
-         إما أنكم من المنفقين فانتظروا مقعدكم في الدرك الأسفل من النار

-         وإما أول من تسعر بهم النار يوم القيامة فقد اكتفيتم أن يقال عنكم علماء

-         وإما أنه ينطيق عليكم حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه فلستم من أمة محمد

وأسأل الله أن يعافيني ويعافيكم من هذه الثلاثة فإن كان لازال في عمر أحد بقية فليتقي الله في نفسه أولا وفي عباد الله وأمة محمد صلى الله عليه وسلم ثانية  واعلموا أن شمس الحق ستسطع وظلمة الباطل ستنقشع مهما ترآى لكم ذلك بعيداً  ولا حول ولا قوة إلا بالله .

1-7-2007