زعلت حلبون على الشام
بقلم حسام الثورة
حلبون كما يعلم السوريون بلدة من بلدات ريف دمشق  وهذا مثل معروف للكثيرين < زعلت حلبون ع الشام > وربما الكثير لا يعرف معناه ومناسبته .
قديما كان يعمل أهالي حلبون بنسج الحصر القديمة وهي صناعة انقرضت اليم تعتمد على تصنيع الحصر من القش  ويبيعون هذه الحصر إلى الشام أي إلى دمشق وفي يوم من الأيام وربما لخلاف مع أهل دمشق قرر أهالي حلبون مقاطعة أهل الشام والتوقف عن بيع الحصر لهم وربما كانت الحصر هي مصدر عيش اساسي بالنسبة لأهالي حلبون ولكن السياسات الحكيمة لأهلي حلبون اقتضت ذلك وتوقفوا عن بيع الحصر .
بعد فترة من الزمن قرر حكماء حلبون أن يرسلوا من يستطلع لهم خبر الوضع في الشام فربما أصبحت حالهم مزرية بدون حصر حلبون إلا أن الاستطلاع عاد بأخبار سيئة فأسواق الشام تعج بأنواع أخرى من المفروشات التي تفوق حصر حلبون جودة  فما كان من أهل حلبون إلا أن يوقفوا المقاطعة ويرسلون حصرهم إلى سوق الشام ولكنهم لم يجدوا مشتري لسلعتهم التي عفى عليها الزمن  وأخذ أهل حلبون النتيجة من زعلتهم .
اليوم قصة حلبون تتكرر مع حكماء الخليج فبعض الشركات ولا أدري ربما كلها توقفت عن بيع حبيبات البلاستك لتركيا ومنها شركة سابك التي لاشك أنها من كبرى شركات العالم في هذا المجال ولكنها ليست الأولى أو الوحيدة فهي واحدة من أصل حوالي 500 شركة في العالم تعمل بهذا المجال فهل ستتوقف الصناعة في تركيا ؟, ما هذا الغباء ؟ في الوقت الذي تضع فيه السعودية ضرائب على العمرة توجه بمقاطعة مصادر دخل مهمة وكبيرة إذا كان جميع الدول المنتجة للبترول  تنتج هذه المواد فهل يقولون لتركيا من فضلكم نحن نريد أن تقاطعونا بقرار منا واذهبوا حيث شئتم فأمريكا والصين والهند وأيران .... تنتج هذه المواد أم يريدون من تركيا شراء المنتجات الإيرانية  وهي الأقرب طبعا لتركيا فربما الإقتصاد الإيران بحاجة للدعم اليوم  وربما يمكن لتركيا شراء هذه المواد من إسرائيل فمواد سابك تباع في إسرائيل .
هل هي زعل حلبون على الشام ؟ أم هي فتح أسواق جديدة لإيران ؟ أم هي الضغط على المواطن الخليجي للقبول بالحلول التي تقترحها عليه أمريكا وإسرائيل على لسان حكامه لإن هذا الإجراء يضر بمصالح الخليج بالدرجة الأولى وليس بمصالح تركيا .
أرجوا ممن يفهم ماذا يعني هذا الإجراء أن يفهمنا !!!!
يبدو أنه زمن القبول بحلول لم تكن مقبولة قبل اليوم .
10-7-2017