الإمام البخاري ؟ أحد عباقرة الإسلام ( 194 – 256هـ ) 888299x
الإمام البخاري ؟ أحد عباقرة الإسلام
( 194 – 256هـ ) :
22 / 8 / 2017
بقلم : ابو ياسر السوري
================
هو : أبو عبد الله ، محمد ، بن إسماعيل ، بن إبراهيم ، بن المغيرة ، بن بَرْدِزْبَة ، الجعفي مولاهم ، البخاري
أبوه إسماعيل وجده إبراهيم وأبو جده المغيرة كلهم مسلمون ، أما جده الثالث " بردزبة " فقد مات على المجوسية ؛ قبل دخول الإسلام إلى بخارى التي كان أهلها يدينون بها .. 
وُلِدَ الإمام البخاري رحمه الله سنة (194هـ) في بخارى ، وهي إحدى مدن دولة أوزبكستان الحالية ..
ولكنه وُلِـدَ أعمى ، أو إنه أُصيب بالعمى بعد ولادته بقليل ؛ فرأتْ أمه في المنام أن إبراهيم الخليل - عليه السلام - عَلَّمَها دعاءً إذا دَعَتْ به شفي ولدها . فاستيقظت ودعت به فشُفِيَ ولدها وأبصر .. 
ولعل هذه الحادثة كانت إرهاصا بما سيكون لهذا الطفل من مكانة علمية ، سيحتلها بين علماء المسلمين وأئمة الدين فيما بعد .!!
ذكر البخاري في كتابه التاريخ : أنه كان لوالده إسماعيل عناية بالرواية ، فاعتنى به فوَجَّهَهُ إلى علم الحديث ، فأولاه اهتمامه ، وفُتح عليه فيه .
يحكى عنه أنه كان يوما يحضر درسا في الحديث عند شيخ من شيوخه اسمه الداخلي ، وكان البخاري يومها ابن إحدى عشرة سنة فقط .. 
فروى الشيخ حديثًا : عن إبراهيم عن أبي سُبَيْعٍ .. 
فقال له البخاري : هذا خطأ ..
فنهره الشيخ ، ونهره الناس الذين كانوا في حلقة الشيخ ..
فقال لهم : لم تنهرونني .؟؟ إن ما يقوله الشيخ خطأ .
وهنا كأنَّ الشيخ تردد .. فقام فدخل إلى غرفة له لينظر في كتابه الذي نسخه بخط يده ، فخرج وهو يضحك فقال: أصاب الغلام . وأخطأنا .!!
ثم قال : كيف تقول يا غلام .؟
قال البخاري : الصواب إبراهيم عن الزبير بن علي ..
وليس : إبراهيم عن أبي سبيع ..
قال الشيخ : وكيف عرفتَ أن هذا هو الصواب ؟
قال البخاري : لأن إبراهيم لا يروي عن أبي سبيع ، وإنما يروي عن الزبير بن علي ..
ومثل هذه القصة تدل على العبقرية المبكرة التي أوتيها محمد بن إسماعيل البخاري منذ طفولته ونعومة أظفاره ..
مات أبوه وهو صغير .. فأخذته أمه وأخاً له معها إلى الحج .. وبعد انتهاء الحج استأذن أمه في البقاء في الحرم المكي ليأخذ الحديث عن علماء مكة ، فأذنت له .. وكأن الله ربط على قلبها ، وجعلها تطمئن إلى بقائه وهو في سن الطفولة بعد . فرحلت عائدة إلى بلدها ، وخلفته في مكة .
فأخذ البخاري عن ألف شيخ ثقة ، وعن مثلهم متكلم فيهم ، أي أقل ثقة من الطبقة الأولى ..
وكان من ابرز شيوخه – كما يحدث هو عن نفسه – شيخه علي بن المديني رحمه الله .. يقول البخاري : " ما استصغرتُ نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني ، أعرف مقدار جهلي عند علمه " . وكان المديني إمام الأئمة في علم علل الحديث متنا وسندا .. فذكر له قول البخاري فيه . فقال : دعوا البخاري يقل ما شاء ، فإنه لم يَرَ مثل نفسه ، وإنما يقول هذا تواضعًا ، وإلا فهو أعلم مني ، بل هو أعلم من جميع شيوخه .
البخاري ألف [ كتابه الصحيح ] وهو أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى على الإطلاق باتفاق أئمة الحديث .. وقد عرضه على ثلاثة من شيوخه الكبار ، علي ابن المديني ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، فارتضوه وشهدوا بصحة كل ما فيه ، ولم يعترضوا إلا على (أربعة) أحاديث ، ثبت لدى المحدثين أخيرا أن الحق فيها مع البخاري وليس مع المعترضين عليه ..
وقد ذكر في سبب تأليفه لكتابه الصحيح ، أن شيخه إسحاق بن راهوية قال في مجلسه يوما " لو أن أحدكم يجمع مختصرا في صحيح أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام " فوقع هذا الاقتراح موقعا من نفس البخاري ، فبدأ في جمع الصحيح ، وأنهاه في16عاما. وكان عمره يوم ابتدأ في تأليفه 22 سنة . رحم الله البخاري ، وجزاه عن الأمة خير ما يجزي عالما بعلمه .