كان المسلمون ولا يزالون عرضة للتآمر :
7 / 10 / 2017
بقلم : أبو ياسر السوري
==============
حين نشرت أبيات نصر بن سيار أمير خراسان ، التي مطلعها :
أرى خلل الرماد وميض جـمر :  ويـوشـك أن يـكون لـه ضرامُ 
وكنت حذرت من الخطر الذي يتهدد الأمة من إقليم خراسان .. ففهم بعض الإخوة أن للشيعة يدا في سقوط الدولة الأموية . وسألوا عن ذلك .؟
والحقيقة التي يجب أن لا تغيب عنا هي أن التآمر للقضاء على الإسلام من المسلمات التي لا يماحك فيها إلا معاند للحقائق .
1 – لقد تآمر المشركون لقتل النبي صلى الله عليه وسلم قبيل الهجرة وأثناءها وعينوا جعلا ضخما مائة ناقة لمن يقتل محمدا ..
2 – حركة الردة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم واستخلاف أبي بكر الصديق رضي الله عنه . وامتناع الأعراب عن دفع الزكاة هي نوع من التآمر للقضاء على الإسلام في مهده .
3 – مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي اشترك في دمه ثلاثة أحدهم نصراني وهو جفينة ، والثاني والثالث مجوسيان وهما : أبو لؤلؤة والهرمزان ..
4 – الفتنة التي نشبت بين علي ومعاوية رضي الله عنهما ، وكان من جرائها حرب الجمل وحرب صفين .. هذه الفتنة كانت من صنيع عبد الله بن سبأ اليهودي .. الذي وضع اللبنة الأولى من لبنات التشيع لأهل البيت ، وجعل ذلك جسرا يعبر منه المتآمرون إلى إثارة كل الفتن التي أعقبت ذلك ..
5 – مقتل علي بن أبي طالب على يد أحد الخوارج ، والحركة الخارجية كانت وما زالت حركة من صناعة اليهود ، فأول من أوحى بها عبد الله بن سبأ وبعض المندسين من زنادقة ذلك العصر .
6 – مقتل الحسين رضي الله عنه كان بتآمر الشيعة المجوس من أهل العراق آنذاك ، فقد دعاه أولئك الشيعة المنافقون ليرحل إليهم في العراق ، ووعدوه بالنصرة والبيعة بالخلافة بعد وفاة معاوية وتولي يزيد .. ثم خذلوه ولم ينصروه ، وأسلموه للقتل رضي الله عنه ، وهم يعلمون أن الأمويين سيقتلونه ، وهذا ما كانوا يخططون له ، إنهم خذلوا الحسين ، فقتل رحمه الله شهيدا ، وعظمت النقمة على بني أمية ، وبدأ التفكير في الثورة ضدهم ، وكان بنو العباس هم المرشحين لاستلام الخلافة من بعدهم ..
7 – بعد تسبب الشيعة المجوس في مقتل الحسين رضي الله عنه ، تلفت هؤلاء المتآمرون فوجدوا أن بني العباس هم المؤهلين أكثر من غيرهم لانتزاع الحكم من بني أمية .. لذلك سارعوا للدعوة إليهم ، يدفعهم إلى ذلك اتباع سياسة " فرق تسد "
وأنا لا أشك في أن أبا مسلم الخراساني هو أحد أكبر هؤلاء المتآمرين على الإسلام وأهله ، فهو من أحفاد كسرى يزدجرد ، وما زالت تسري في عروقه سموم الحقد على المسلمين الذين قتلوا أجداده واستلوهم من عروشهم .. لذلك انضم أبو مسلم إلى بني العباس ، وجعل نفسه داعية سريا لأبي العباس السفاح ، واتخذ إقليم خراسان ميدانا لنشاطه وتآمره للقضاء على بني أمية ، وتسليم الخلافة لبني العباس ..
وبعد نصف قرن من الدعاية السرية ، نودي بأبي العباس السفاح خليفة بعد وفاة أخيه إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ، وقد تعقب أبو العباس السفاح بقايا الأمويين في الشام وقتلهم واحدا بعد الآخر ولهذ لقب بالسفاح  .
إن أبا مسلم الخراساني كان يعلن الدعوة لبني العباس ، ويبطن شيئا آخر ، لقد كان يريد الانقلاب على الإسلام والمسلمين ، ليثأر لجده المقبور كسرى يزدجرد المجوسي .. وقد أحس بذلك أبو جعفر المنصور فرتب لقتله ، وقتله شر قتله ، وأنقذ الله الإسلام من شره ..
وبعد نجاح ثورة العباسيين ، نقلوا عاصمتهم من دمشق إلى بغداد ، التي ازدهرت وأصبحت إحدى أكبر مدن العالم وأجملها ، وحاضرة للعلوم والفنون ، لكن نجمها أخذ بالأفول مع بداية غروب شمس الدولة العباسية .