الإسلامُ دِين الله السَماوي المُقَدَس الذي جاء  ليدعوا الخَلِيقة لِعبادة الله لا شَريك له وليُحَذرَها من الشيطان من أن يَصرِفها عن عبادة الله وحده 
وهو دينُ رحمةِ مالِكَهُ الله وَحْدَه ، اختَارَ لَهُ محمداً نبياً ورسولا ليُبلِغَهُ للنَّاسِ كَافَة لِيَعْبُدوا الله على هُدى الإسلَامِ وشَرعه ولا يَقبل الله عِبادة خَلقِه له إلا بالإيمان بواحدَانِيَته سبحانه وتعالى لا شريك له وبِنُبُوة رسولهِ محمد صلى الله عليه وسلم لا نبي بعده
والاسلام يَجعل من عبادة الخَلْق الخالصة لله سبحانه وتعالى حِصناً لهم في الدنيا من شُرور الشيطان وفوزا في الآخرة 
ويَجعل من التفكر في وحدانية الله و مخلوقاته ومن تطهير النفس من الشرور والأثام ومن التكافل والتعاطف والعدالة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية عبادة لله سبحانه وتعالى يُكتب لفاعلها الثواب وهو مع هذا لا يُكَلِفُنا من العبادات إلا ما نُطِيقه ونَسْتطِيعه 
وهو منهج رباني شامل وصالح لكل زمان ومكان ولا يَنحَصِر مُمارستهُ في الأماكن المقدسة بل في كل مناحي الحياة وفي كل مراحلها الزمنية ولا يَتعارض معها بل جاء لِيُعمِيرَنَا فيها و ليَخْتَبِرُنا فيها أيُونَا أَحْسَنُ عملا وقد جعل الله الأجر والرحمة والحُب لِمن عَمٌرَها بالأعمال الحَسنة وأخبرنا أن من أعَمَر أرضا مَيِتةً ليست لملك لأحد و أحياها بالزرع وأكل منها الإنسان والبَهائم والطير كان له صدقة وصارت الأرض مِلك له وأخبرنا الإسلام أن الحياة اذا أوشكت على النهاية وبيدِنا نبتة صغيرة فاذا استطعنا أن نَغرِسها قبل قيام القيامة فَلنَعمل لأجل نَنَال الثواب في الآخرة 
وهذه الأدلة أكبر شاهدةٌ على أن الاسلام لا يَتعارض مع أمور الدنيا بل جاء لِتَعمِيِرها وحفظها بعد إصلاحها من الإفساد في بَرِها وبَحرِها وسَمائِها وأن إعمَارها بالعِلْمِ والعَمَلِ الصَالِح والعَدْل والسِلم جزء من عبادة الله سبحانه وتعالى

والإسلام دين متين يَدعُوا الى الوَسَطِية وينبذُ الغلو والجفاء فيه ويرشدنا الى التَوغُل فيه بالتدريج في تنفيذ التشريع فهو في بداية دعوته يدعو إلى الركن القَولِي الأول من أركان الإسلام الخَمسَة وهو {شِهادة أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك له وإن محمد رسول الله} وتأتي بعد ذلك الأركان الَعَملِية الأربَعة الباقية للإسلام " الصَلاة والصِيَام والزَكَاة وحَجِ البَيت لِمَن استَطَاع إليهِ سبيلا " تطبيقا للركن القولي الأول للأسلام فمن استجاب للركن الاول للإسلام فإنا الله يَفتَرِض عليه بعد ذلك إقامة خَمس صلوات لله في اليوم والليلة وهي الركن الثاني من أركان الإسلام الخَمسة وصوم رَمَضَان مرة في السَنة وهو الركن الثالث وزِيارة بيت الله الحَرام للحَجِ في مكة مَرة في العمر لمن استطاع إلية سبيلا وهو الركن الرابع و إيِتَاء الزَكَاة تُأخذ من الأغنياء للفقراء وهو الركن الخَامس والأخير للإسلام فَرضَهُ الله ليَكون المال مُتادَاول بين الفقراء والأغنياء ولا يكون حِكراً بين الأغنياء حيث تُأخد صَدقة يَسيرة من أموال الأغنياء اذا استوفت شروط الزكاة لتُعطَى مَرة في السَنة لمن كان مُحتاجاً  

و كما يَدعونا الأسلام  إلى العِبادات يدعونا ألا نَنسى نَصِيبنا من الدنيا من التَرفِيه عن النَفسِ والجِسمِ في أكل المَلاذات المُباحة ورُكوب المَراكِب الهَنيئة والتَوَسُع في المساكن الطيبة والتَمَشي والسَفَر والسِباحة والإستحمام والتطيب والتَجَمُل والتَزيُن والمُدَاعبة للأهل والعشيرة والتفَسُح في العِيدين بٱللَهو واللعب ولِبَاس الثياب الجديدة و مع فِعلِنا لهذه الاشياء الجميلة التي يحبها الله يُعطي لنا الإسلام الأجر والثواب في الآخرة في فعلها وقد جعل الإسلام إظهار نعمة الله علينا لناس سنة نؤجر عليها في الاخرة وجعل كذلك ايضا إظهار البَسمَه في الوجوه لناس صَدقة نُؤجر عليها في الآخرة

والإسلام دِين السَّلام يدعو الناس كافة الى السَّلام والدخول في السِلم فالمُسلم في الإسلام هو من سَلِمَ مِنهُ الناس من أَذَاه وقد حثنا الإسلام على السَّلام على مَن نَعرف وعلى مَن لا نَعرفهُ وتأكيدا لدعوة الإسلام للسَّلام حثنا على التعاون على الخير مع كُل الأنام و على حُسْنُ المُعَامَلة مع أهل الأسلام وغَيْر أهل الأسلام وأمُرنا بالبِر والعَدل والإحسَان للذين لم يُحاربونا في ديننا الإسلام وأمرنا أن نترك وندع الحرب عن قِتال مَن لم يُقَاتلنا في ديننا الأسلام وجعل دمائهم و أموالهم معصومة وتبرء ممن قَاتلهم 
والإسلام قد قدس الإنسان أعظم من الأماكن الدينية المقدسة وجعل مَن قَتَل إنساناً فكأنما قَتل الناس جميعا ومن انقذ حياة إنسان من الموت فكأنما انقذ الناس جميعا 
وقد كَرمَ الله الإنسان المسلم وغير المسلم في حُقُوق الإسلام أحسن تكريم ، وبدأ بِحقُوقِهم قَبل حُقُوقِه سبحانه وتعالى وأعطِي كُل ذي حَقٍ حَقه فكما لله حَق في أن نعبدهُ لا نُشرك به شيئا فلِانفُسِنا حق ولجِسمنا حَق وللأهل حَق وللمُجتَمع حق وللحيوان حق وللبِيئة حولنا حق فحَثنا الإسلام على إعطى كل ذي حَقٍ حَقه بحَسب ما جَائت به الشريعة الإسلامية المَبنِية على أساس لا تَظلِمون ولا تُظلَمون  
والمسلمون عند الله في الإسلام سَواسِية فلا فَرق بين عربي وأعجمي ولا فضلَ بين أَبيَضِهم وأَسوَدِهم وأَغنَاهم وأفقَرهم وحَاكِمهُم ومَحكُومِهِم إلا بِازِيَادة الايمان والعمل الصالح

وخُلاصَةً لما سبق الإسلام هو صِراط الله المُستقيم المُتمَثِل بكتاب الله سبحانه وتعالى وسُنَة رسولهِ صلى الله علية وسلم الصحيحة والذي تَرجَمهُ رسول الله صلى الله علية وسلم و أصحابه في حياتهم الماضية ليجَعَلَهَم الله سبحانه وتعالى قُدوة لنا في حياتنا الحَاضِرة والمُسْتَقَبَلة

والإسلام جَاء لِسَعَادة البَشَر ليملأ إحتياجاتهم  الرُوحِية والجسَدية بما يُصلِحُها وما يبعدها عن الشَرِ والضرَر ، فكل أمر نافع قد حَثَ على إتيانهِ حَسب الاستطاعة وكُلِ ضَررٍ قد حَذر منه وحَثَ على اجتِنَابه

والإسلام يحثنا أن نُبَشر به لناس وأن نَحرِص على هِدايتهم للإسلام أشد الحرص وأن نَصبِرَ على الدَعوه إليه فهو يحثنا على الإختلاط مع الناس والصبر على أذاهم لأجل دعواتهم للإسلام بالحِكمة والبَصِيرة والموعِظة الحَسنة و القدوة و المعاملة الحسنة 
والإسلام يحثنا على تبَلَيغه لناس كَافه بدون إكراه لِيَدخلوا فيه بالمَحَبة وليَنَالوا سَعادة الدنيا والآخرة  
وقد جعل الله سبحانه وتعالى  لمن يَهتَدِى على يديه للإسلام الخير الكثير والكبير الذي لا يعدله خير ما في الدنيا وما عليها فمن اهتدى على يديه إنسانا سواء كان رجُلا  او إمراءةً فقد كتب الله له أجر وثواب من اهتدى على يديه الى يوم القيامة لا ينقص من أجر  وثواب من اهتدى على يديه شيئا 

و الإسلام يحثنا أن نَستَغل كل الوسائل التعلمية سواء المرئية أو الصوتية أو المقروءه لِتَعرِيف النّاس بالإسلام وإزلات الشُبهات عنه و يحثنا أن نستشهد بالآيات التي تؤيدَها الإكتشافات الحديثه و تظهر حقيقتها العلمية كالآية التي أخبرت ببقاء جثة فرعون آية لمن خلفه فقد تحققت تلك الآية فجثة فرعون باقية الى يومنا هذا وقد كانت سبب في إسلام أحد علماء الأجِنة

وكل من يَشهدُ أنَّ لا إله إلا الله وحْدَه لا شريك له وآمن بكلِ مَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ كَافة فقد أسْلَم وَلَهُ مَا لَنَا و عليه ما عَلَيْنَا وَلَهُ أَجْرهُ ومَن أسلم من أهل الكتابين التوراة والإنجيل فلهم أَجْرَهُم مَرَّتَيْنِ تكريما لهم لِتَصْدِيقِهمْ بِكُتُبِ الله السَماوية السَابقة ولِتَصْدِيقِهم بدِينِ الإسلام ولَهمْ ما لنَا وعَلَيهمْ ما عَليْنا في الإسلام
وهو دِين سَمح ويُسر و الدخول فية سَهل فبِكلمة وَاحدة تَدخُل الإسلام وهي كَلمة التوحيد "شِهَادة أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك له وإن محمد رسول الله " 
فمن صَدَقَ بكلمة الإسلام وعبد الله على هدى الإسلام صار مسلما وكان حقا على الله أن يغفر له ما تقدم من ذنبه وأن يكرمه في الدنيا في الحياة الطَيِبَة وأن يدخلهُ الجنة في الآخرة مع النبيين و الصديقين والصالحين في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مُقتدر وحسن اؤلئك رفيقا
ومن لم يستجب لدعوة الاسلام فالإسلام دين الحرية لا يُكره الناس في الدخول فيه وإنما يكتفي بالبلاغ وعلى الله الحساب ومن اهتدى فأنما يهتدي لنفسه.
اسئل الله ان يجعلنا هداة مهديين غير ضالين ولا مُضلين ولا فاتِنين ولا مَفتُونِين ..آمين
كتبه احمد سلام الاصبحي asbhy12@gmail.com
21/5/2021