أسباب تغير نعمة المطر وإنزاله
بسم الله الرحمن الرحيم القائل في كتابه الكريم "ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمين" وبعد:-
لا شك ان المطر نعمة من نعم الله الظاهرة التي لا يستغني عنها احد في هذه الحياة وإن الله عز وجل لا يغير هذه النعمة على قوم أنعمها عليهم الا اذا غيروا حالهم للمعاصي فإنه يغيرها عليهم عقابا لهم لعدم توبتهم منها ولعدم تَغيرها من غيرهم فعن عبد الله ابن مسعود يرفعه "عن رسول الله صلى الله علية وسلم " قال : ((ليس من سَنَةٍ بأمَرَّ "أي أسوأ "من أخرى ولكن الله قسّم هذه الأرزاق، فجعلها في السماء الدنيا في هذا القَطْر، ينزل منه في كل سَنةٍ بكيلٍ معلومٍ ووزنٍ معلوم، وإذا عمل قوم بالمعاصي حوّلَ الله ذلك إلى غيرهم فإذا عَصَوْا جميعا، صرف الله ذلك إلى الفيافي والبحار)) صححه الالباني في الصحيحة انظر : [السلسلة الصحيحة 5/ 592 رقم 2461]
فدل هذا الحديث أن ظهور المعاصي سبب في تغير نعمة المطر وحلول العِقاب قال تعالى (ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب)
وقد جاء ايضا بيان سبب حبس المطر ظهور المعاصي والجهر بها مع بيان عقوبة من يفعلها في حديث عبدالله بن عمر قال قال رسول صلى الله عليه وسلم :[كيف أنتم إذا وقعت فيكم خمس وأعوذ بالله أن تكون فيكم أو تدركوها : ما ظهرت الفاحشة في قوم قط يعمل بها فيهم علانية ؛ إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم ، وما منع قوم الزكاة ؛ إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ، وما بخس قوم المكيال والميزان ؛ إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان ، ولا حكم أمراؤهم بغير ما أنزل الله ؛ إلا سلط الله عليهم عدوهم فاستنقذوا بعض ما في أيديهم ، وما عطلوا كتاب الله وسنة نبيه ؛ إلا جعل الله بأسهم بينهم]صححه الالباني في صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم : 2187
وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خمس بخمس ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر ولا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت ولا طففوا المكيال إلا منعوا النبات وأخذوا بالسنين ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر )[صححه الالباني في صحيح الجامع رقم: 3240 ]
وقد تحقق ما اخبر به رسول الله صلى الله علية وسلم في هذا الحديث في ظهور هذه المعاصي الخمس التي ظهرت في زماننا هذا والتي ينبغي علينا السعي في تغيرها حتى لا يغير الله علينا نعمة ولا يشملنا عِقابه منها عقوبة حبس المطر
وحقيقة ظهور هذه المعاصي الخمس مع عقوبتها والتي منها عقوبة حبس المطر لا تكون في ظل تطبيق حُكم الله الذي يقي المجتمع من ظهورها ولذلك لم تظهر هذه المعاصي في أسلافنا الذين طبقوا حُكم شرع الله وأنما ظهرت هذه المعاصي الخمس في واقعنا عندما لم يُطبق حكم الله في ظل حُكم الاشرار وأتباعهم الذين نقضوا حكم الله وعطلوا شرعه إلا إنه بفضل الله وحكمته أنه سبحانه وتعالى جعل مع وجود هؤلاء الحكام الأشرار الذين عطلوا حكم الله وشرعه جماعة من أمة الاسلام قائمه بأمر الله في تحكيم شرعه وطاعته الى قيام الساعة مع وجود هؤلاء الحكام الاشرار وأتباعهم الذين يخالفون هذه الجماعة في إقامة أمر الله وطاعته لذلك وجب علينا السعي مع هذه الجماعة القائمة بالاسلام لتغير هذا المنكرات لأن الجماعة رحمة والفرقة عذاب وهذا الجماعة القائمة بأمر الاسلام قد ذكرت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم و لا من خالفهم حتى يأتي أمر الله و هم ظاهرون على الناس" رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع وقد جاء هذا الحديث الصحيح في روايات صحيحه أخرى بألفاظ أنهم ( على الدين ) و رواية أنهم ( على أمر الله ) و رواية أنهم ( على هذا الأمر ) و رواية أنهم (على حق لا يضرهم من خالفهم حتى قيام الساعة ) وهذا مما يدلّ على أن هؤلاء الحكام الاشرار الذي لايُحكمون شريعة الاسلام يخالفونهم فيما هم عليه من أقامة حكم الإسلام الصحيح الذي بعث به محمد علية الصلاة و السلام
ومن المعاصي الخمس التي انتشرت في زماننا هذا في ظل عدم تطبيق الحُكام الاشرار وأتباعهم لشريعة الاسلام مخالفة لجماعة الاسلام في عدم تطبيقه والتي يجب علينا تغيرها مع جماعة الإسلام كلا على قدر استطاعته حتى لا يغير الله علينا نعمة ولايشملنا عِقابه:-
١-إنتشار الفاحشة بين المثليين والتجاهر بها وظهور عقوبتها في الامراض التي لم تكن في أسلافنا من قبل و اخِرُها انتشار مرض جدري القرود و الذي يرجع سببه بنسبة ٩٨ ٪ الى الفاحشة عن طريق الاتصال الجنسي غير المشروع كما ذكرت ذلك منظمة الصحة العالمية وظهور هذه المعصية والتجاهر بها وعدم التوبة منها توجب القصاص واللعن قال رسول اللهﷺ[ ملعون من وقع على بهيمة ملعون من عمل بعمل قوم لوط ثلاثا] صححه الالباني في صحيح الجامع ومعنى ملعون مطرود من رحمة الله إلا أن يتوب وحتى لا يغير الله علينا نعمه ولايشملنا عقوبته التي منها عقوبة صرف المطر لبد علينا تغير من يجاهر بهذه المعصية فعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال:" يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية"-(يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم)واني سمعت رسول الله ﷺ يقول:[ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ثم يَقدرون على أن يُغيروا ثم لا يُغيروا إلا يوشك أن يُعمَهُم الله منه بعقاب]صححه الألباني في سنن أبي داود
ومن المعاصي الخمس التي انتشرت في ظل عدم تطبيق الحُكام الاشرار وأتباعهم لشريعة الاسلام مُخَالفة لجماعة الاسلام القائمة به:-
٢- انتشار ظاهرة منعهم صرف زكاة المزكين للمحتاجين من الاصناف الثمانية بعد أن اخذوها من المُزكين، وهذا المنع من قبل الحكام الاشرار بعد أن أخذوها من المزكين بسم الضرائب أو غير ذلك بعدم صرفها للمتاجين الثمانية أشد إثما ممن يمنعها بتاتا وقد ذكر الامام مالك بن أنس الاصبحي انه لا يجوز أداء الزكاة للأئمة الظلمة اذا علم انهم لا يؤدونها لمن تجب لهم الزكاة من الاصناف الثمانية المذكورين بالكتاب والسنة وقد جاء ظهور عُقوبة من يمنعها في الدنيا في حبس المطر ولولا البهائم لم يمطروا وفي الآخرة العذاب بالنار وبظهور هذه المعصية لزمنا تغيرها على هؤلاء الاشرار مع جماعة الإسلام حتى لا يشملنا الله بعقابه ولا يُغير علينا نعمة منها نعمة المطر
ومن المعاصي الخمس التي انتشرت في ظل عدم تطبيق الحُكام الاشرار وأتباعهم لشريعة الاسلام مُخالفة لجماعة الإسلام القائمة به ظهور التلاعب في موازين البيع والشراء تطفيفا وتبخيسا ومن ذلك تلاعبهم في بيع النفط والغاز لدول الاستعمار بأثمان زهيدة ولبدانهم بأسعار غالية فهم عندما يُبيعون للأمم ألاستعمارية النفط والغاز يبيعونه لهم بثمن بخيس (اي ناقص ) وذلك إجبارا منهم في بيعه لهم بثمن بخس ودون أخذ ضرائب عليه كما نصت على ذلك منظمة التجارة العالمية التي بلادنا اليمن عضوا فيها حيث نصت في عدم أخذ ضرائب على النفط والغاز اثناء تصديره حتى انه وصل سعر بيع المتر من الغاز المكعب من قبل اليمن دون أخذ ضرائب عليه لدول فرسنا وكوريا اقل من سعر برميل الماء حيث يباع بسعر دولار ونص بينما هذه الدول التي تشري الغاز من اليمن تقوم ببيعه لدول أخرى بأعلى من سعره المشترى من اليمن وبدلا اليمن من أن تبيع الغاز لتلك الدول التي تبيعه فرنسا وكوريا لهم بأسعار مرتفعه تقوم ببيعة للمواطنين في بلادنا المنتج له بأسعار مرتفعه زيادة على سعر تلك الدول الاستعمارية المستوردة له بسعر رخيص وهذا والله هو من صور التطفيف في المال والتبخيس في الميزان والتلاعب فيه والله انها مصيبة فضيعة أن تُباع الاسطونة الغاز بسبعة دولار للمواطنين في بلادنا المنتج له يمن الايمان بينما تباع بثمن بخس ارخص من الماء لبلاد الكفار بسعر دولار وبدون أخذ ضرائب عليها وبشكل متوفر طوال الايام في بلادهم بينما في بلادنا في اليمن المنتج للغاز يتم حصول المواطن عليها بعد مشقة ونصب وطوال انتظار نظرا لعدم توفِيرها في السوق العام بالشكل المطلوب نتيجة بيعها بسعر أغلى للمركبات التي تستخدم الغاز وهذا والله من اعظم صور التطفيف والتنقيص والتلاعب في الميزان الذي ورد النهي عنه في الاحاديث السابقة والذي يكون سببه لجور الحكام الاشرار و غلاء الاسعار وقلة الامطار مما هو حاصل اليوم إلا نغير هذا المنكر مع جماعة الاسلام
وبدلا من أن يساوا بيننا وبين الكفار بالميزان بالسعر في بيعه يكون التنقيص بالسعر لبلاد المستورد والزيادة بالسعر لبلاد المنتج لأن هذا البيع الزهيد لبلاد المستورد الذي يتم بموافقة المسؤولين الحكام يحصلون عليه عمولة لصالحهم في كل صفقة بيع تتم لهم ولو أنهم يبعونهُ لنا بهذا السعر الذي يبعونه لهم لما حصل التطفيف الذي جاء فيه الوعيد في الحديث السابق هذا حقيقة ما يحدث في بلادنا من التطفيف من قبل الحكومة والشركات الاجنبية لا سيما من قبل شركة هنت الامريكية وشركة توتل الفرنسية التي تقومان بأستخرجه وتكريره وبيعه وشراءه في وقت واحد في ظل سماح كبار مسؤلين البلاد منهم رئيس الوزراء معين عبد الملك الذي صرح بأنه سيهتم بالاقتصاد اليمني في تنميته فكان حقا مهتما مع التحالف الدولي للأسف في تدميره لا في تنميته ولكي يضمنوا لهم هذا التلاعب في ثروات الشعب تطفيفا وتبخيسا جعلوا الملف الاقتصادي اليمني تابعا لهم لاسيما ملف النفط والغاز والذي هو الآن مرتهن بأيديهم يتحكمون تطفيفا وتبخيسا في بيعه وشراءه حتى في مردوده المالي الذي لا يعود الى البنك اليمني وأنما الى البنك الأجنبي لحساب هؤلاء السماسرة المسؤولين وهذا مما يؤدي الى إرتفاع الأسعار بسبب أنخفاض العملة الوطنية في البنك اليمني لأنهم لا يوردون فيه هذا المردود المالي العائد من الغاز والنفط ومع هذه الحرب الاقتصادية على الشعب المغلوب يحاربون الوطنيين المسؤولين على هذا الشعب كأمثال باسندوه وجباري وبن عيدو وغيرهم كثير ليولوا علينا العملاء المفسدين من الشرعية و الحُوثية ولأجل يضمنوا من خلالهم استمرار هذه المتاجرات الجائرة يوفرون لهم الحماية التامة والرفاهية العالية ولشعبنا المُتَاجر فية الحياة الشاقة وهذا كله من التطفيف على الرعية يقول الدكتور على محمد المصباحى في رسالته الدكتورة بعنوان التطفيف : صوره وأحكامه : دراسة مقارنة 2009 ،ص٢٢٢-٢٢٣:-" المسألة الثانية - التطفيف على الرعية في الجانب الاقتصادي :- على ولي الأمر ممثلا في حكومته القائمة أن ترسم الخطط المستقبلية للسياسات الاقتصادية؛ وتقوم بإنشاء خطط ومشاريع لدعم الاقتصاد الوطني؛ كإقامة المصائع وتشجيع الاستثمار الذي يعود على البلاد بالنفع؛ والتنقيب عن الثروات المعدنية؛ وغير ذلك مما يعرفه أهل الشأن وأي تقصير في ذلك يعتبر تطفيفاً على الرعية ومن صور التطفيف التي تحصل في هذا الجانب السياسات التي تستخدمها الحكومات لتغطية العجز في الميزائيات التي تحصل وتوقع البلاد في موت بطيء لا يظهر إلا بعد عدة سنوات بعد أن يصبح التغلب عليه صعباً ومن صور ذلك التعامل بالربا في أنظمة المصارف في البلاد؛والاقتراض من الدول والمنظمات الدولية بالفائدة؛ فكل هذا من الربا الذي يضر بالاقتصاد الوطني ومما تسلكه الحكومات كذلك في هذا الجانب معالجة ما يسمى بالتضخم: والذي ينشأً نتيجة عدم التوازن بين الإنتاج والاستهلاك والادخار والاستثمار؛ ونتيجة لضعف الطاقات الإنتاجية في الاقتصاد القومي ويترتب على هذه الاختلالات ارتفاع متواصل في الأسعار فيؤدي إلى ارتفاع الأجورء وأثمان العوامل الإنتاجية؛ وسائر تكاليف الإنتاج؛ يليه ارتفاع متتالٍ في الأسعار وهكذا وهذه مشكلة لا تحل بضخ العملات الوطنية التي تؤدي إلى تدهور القوة الشرائية للعملة المحلية؛وإنما يمكن علاج هذه المشكلة بأن يقوم البنك المركزي بحماية العملات من التغيرات عن طريق الدخول بائعاً أو مشترياً لكميات من الذهب أو من احتياطيات النقد الأجنبي لاستعادة التوازن بين العرض والطلب على العملة الوطنية؛أو عن طريق التدخل المباشر لحماية العملة الوطنية من أي مؤثرات خارجية؛ والعمل على منع أية اتجاهات نزولية فى أسعار العملات الوطنية فى مواجهة العملات الدولية ولا يمكن للبنك القيام بهذه الإجراءات ما لم يكن هناك خطة مدروسة سابقاً وأساسيات بنيت عليها السياسة الاقتصادية للبلدء بها ووجود رصيد كافي من العملة الأجنبية أو الذهب والفضة لطلبها عند الحاجة ولتكون رصيداً احتياطياً عند الحاجة فهذه هي الطريقة التي تُسلك؛ أما أن تقوم البنوك بتغطية العجز عن طريق طبع العملات بدون غطاء؛ أو رفع أسعار المواد الأساسية لتغطية العجز أو رفع الضرائب وأخذ العشور بدون خطة مدروسة فكل هذا من التطفيف الذي تسلكه الحكومات على شعوبها"
ولو أن هولاء الحكام وأتباعهم أقاموا شرع الله في تحكيمه في بلاد المسلمين لما تمت هذه المتاجرات الجائرة في ثروات الشعب والتلاعب بها من قبل المفسدين ولصرفت زكاة المزكين للمحتاجين ولما طففت الموازين ولما ظهرت الفواحش بين المثليين ولتحررت بلادنا من تسلط المستعميرين ولإستكفينا من خيرات وبركات بلاد المسلمين لاسيما منها النفط والغاز التي جعلها الله مفاتيح لتعمير ارض الله رب العالمين ولكن كل هذا للأسف لم يحصل ولذلك وجب علينا السعي في تغير هذه المنكرات الخمس مع جماعة الاسلام القائمة به حتى لا يغير الله علينا نعمة ولا يشملنا الله بعِقابة منها عقوبة صرف المطر فإنه اذا سعى المصلحون وقاموا بتغير هذه المعاصي ولم يسكتوا عنها فإن الله سيرفع عنا العقاب ومنها عقوبة حبس المطر وسَيُنجينا الله من الهلاك العام يقول الله تعالى في كتابه الكريم (فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في ألارض إلاقليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين (116) وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ) بخلاف الصالحين فإن الصحالين لا المصلحين قد يهلكون مع العصاة أو يهلك بعض ما يملكون واذا هلكوا فإنهم يُجازون في الاخرة على قدر نياتهم وإذا هلك ما يملكون كهلاك زُرعوهم بالقحط والجدب في الدنيا فإنهم يؤجرون عليه في الاخرة بقدر تعبهِم وإن لم يستفادوا من زروعهم في الدنيا لهلاكه وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم" أن الساعة اذا قامت وبيدينا فسيلة فلنغرسها " لأجل ننال الاجر في الاخرة وإن لم نستفيد منها في الدنيا لهلاكها بقيام الساعة بالصاعقة
وقد تنقص الثمرات والزروع بقلة الامطار وتاخرها وبأكل الحيوان والطير والسرقة منها ومع هذا اخبر النبيﷺ أن المؤمن يؤجر مع حدوث هذه الاشياء وعلى قدر تعبة وان لم يستفيد المؤمن في زرعه في الدنيا فإنه سيستفيد منه في الاجر في اخرته يوم لا ينفع مال ولا بنون يقَولَ رَسُول اللَّه ﷺ:-((ما مِنْ شَيْءٍ يُصِيبُ زَرْعَ أَحَدِكُمْ مِنَ الْعَوَافِي إِلَّا كَتَبَ الله لَهُ بِهِ أَجْرًا)) رواه الطبراني بإسناد صحيح ورجاله كلهم ثقات وعن عمرِو بن دينار أنه سمع جابر بن عبدالله يقول: دخل النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم على أمِّ مَعْبَد حائطاً فقال:" (يا أمَّ مَعْبَد؛ مَن غرس هذا النَّخلَ، أمسلمٌ أم كافر؟" ، فقالت: بل مسلمٌ، قال: "فلا يغرِس المسلمُ غَرْساً فيأكلَ منه إنسانٌ ولا دابَّةٌ ولا طيرٌ إلَّا كان له صدقةً إلى يوم القيامة") رواه مسلم وفي رواية صحيحه كذلك قال رسول اللهﷺ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْساً إلا كانَ مَا أُكِلَ مِنْهُ لهُ صَدَقَةً، وَمَا سُرِقَ مِنْه لَه صدقَةً، وَلا يرْزؤه أَحَدٌ إلا كَانَ لَهُ صَدَقَةً) رواه مسلم وقد قيل لأبي الدرداء وهو يغرس جوزة: "أتغرس وأنت شيخ، ولا تُطعم إلا بعد عشرين سنة؟، فقال: (لا عليَّ بعد أن يكون الأجر لي) "حسنه الطيبي في مشكاة المصابيح المسمى (الكاشف عن حقائق السنن) 1-12 ج4"
وهذه البلايا التي ادركنها في هذا الزمان والتي منها القحط ابتلاءً من الله لعبادة ليتذكروا فينزجروا عن المعاصي ويرجعوا اليه سبحانه وتعالى بالطاعات يقول الله تعالى (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون) وقد يمهل الله بها اقواماً فلا يبتليهم بالسنين بل يفتح لهم بركات السموات والارض استدراج منه سبحانه وتعالى لهم يقول النبي صلى الله علية وسلم ( إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج ثم تلا : (( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين)) رواه أحمد في المسند وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ويقول الله تعالى (ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين)سورة الانعام فالذنوب سبب في هلاك الشعوب وحتى لا يغير الله علينا نعمه ولا يشملنا بعقوبته والتي منها عقوبة حبس نعمة المطر وبركاته علينا أن نتوب من المعاصي والذنوب وخاصة من تلك الذنوب الكبائر التي وردت في الحديث السابق وأن نغير على من يفعلها مع عمل الطاعات قال عليه الصلاة والسلام ( “لَا يَزَالُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَغْرِسُ فِي هَذَا الْأَمْرِ غَرْسًا يَسْتَعْمِلُهُمْ فِي طَاعَتِهِ” )"رواه ابن ماجه وصححه الالباني ومن هذه الطاعات التي أمرنا الله التعاون فيها وهي سبب في النجاة في الدنيا والآخرة وسبب في نزول نعمة المطر وبركاته هي كالاتي:-
١- الايمان والتقوى يقول الله تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96] قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى عليه في تفسير هذه الآية [ {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله تعالى ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ]
٢_لزوم طريق الإستقامة على طريق الكتاب والسنة قال تعالى ـ :{وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} [سورة الجن : 16].
٣_ اقامة شرع الله بالحكم به قال تعالى (( وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ )فإقامة شرع الله بحدوده الشرعية طريق الى العدل بالقسط في الحكم والبيع وأدى الزكاة وسبيل الى منع الفواحش والمنكرات التي تمنع الغيث وهي خير لاهل الارض في نزول البركات لان إقامتها سبب في نزول بركات السماء على أهل الارض فعن أبي زرعة بن عمرو يحدث أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله ﷺ: (حد يعمل في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا ثلاثين صباحًا) الحديث ورد موقوفا ومرفوعا، وحسنه الشيخ الألباني في الحالتين وقال عن الموقوف في حكم المرفوع
٤_الإستغفار والتوبة من المعاصي قال تعالى على لسان نوح (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) وقال تعالى على لسان هود عليه الصلاة والسلام ـ : {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} [سورة هود : 52] والاستغفار و التوبة تكون من المعاصي بشكل عام منها تلك المعاصي التي ذكرت في الحديث السابق والتي منها معصية تعطيل الحكم بشرع الله ونقضه ومنع الزكاه والتطفيف والفواحش ما ظهر منها وما بطن وكذلك من معصية الحسد فأنها تمنع الخير فعن ضمرة بن ثعلبة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا] رواه الطبراني ورواته ثقات وصححه الالباني
وكل هذه المعاصي يعفوا الله عنها بالاستغفار والتوبة اذا كانت في حقوق الله بشرط عدم التاجهر بها قال رسول الله ﷺ : [كل أمتي معافى إلا المجاهرين] متفق عليه و اذا كانت في حقوق العباد تكون بشرط أن ترد إليهم الحقوق أو أن يُتسامح في مابينهم
٥_شكر نعم الله ومنها نعمة انزال ماء المطر العذب الفرات يقول الله تعالى (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ) والماء الذي ينزل من السماء بفضل الله ومشيئته ينزل عذب فرات الى الابار الجوفية التي يشرب منها الناس ولكنه بمشيئة الله تعالى عندما يمسكه تتحول المياه العذبه الى ملح أجاج شديد الملوحة في الابار الجوفية بسبب عدم تجديده بروجع الامطار التي تعمل على تغسيل الابار الجوفيه من رواسب النترات المالحه المتوجده في صخور الابار وهذه الملوحة تحدث عندما يشاء الله بإمساك نزول المطر ولكن اذا شكر الناس الله على هذه النعمة أرجع عليهم الماء العذب الفرات للابار لترجع مياه عذبه صالحة لشرب
٦- نشر الرحمة لأهل الارض وتجنب الاعمال التي توجب اللعنة بالطرد من رحمة الله :-يقول النبي صلى الله عليه وسلم {:الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا أَهْلَ الارضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ } (رواه أبو داود والترمذي وأحمد وصححه الالباني) والغيث رحمة من رحمات الله ينشره على أهل الارض قال تعالى (وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد) فمن سنن الله أن الرحمه اذا انتشرت في الارض بين الخلق نشرها الله لهم رحمتهُ من السماء واذا لعنوا بسبب الذنوب التي توجب اللعن بالطرد من رحمة الله ولم يُتاب منها طردوا من رحمت الله منها رحمة المطر ومن المعاصي التي توجب اللعن بالطرد من رحمة الله ومن رحمة المطر اذا ظهرت ولم يتاب منها ولم تغير هي :-القتل وإيواء القتلة قال رسول الله صلى الله علية وسلم :-(من أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل) رواه البخاري آوى:أي ضمه إليه وحماه وأحدث أي أنشاء البدع في الدين والفتن في الدنيا والمحدِث هو الفاجر المنتهِك لحدود الله، الذي اشتهر فجورُه بالفساد بالبغي والتمرد على الدوله والتقطع لطريق الرعية فمن اوى هؤلاء المحدثين القتله فقد استحق لعنة الله والناس اجمعين مع من أحدث الفتن بين المسلمين
ومن المعاصي التي توجب اللعن بالطرد من رحمة الله ومن رحمة المطر اذا ظهرت ولم يتاب منها ولم تغير هي ما رواها الطبراني عن أبي أمامة مرفوعا { أربعة لعنوا في الدنيا ، والآخرة وأمنت الملائكة : رجل جعله الله ذكرا فأنث نفسه وتشبه بالنساء ، وامرأة جعلها الله أنثى فتذكرت وتشبهت بالرجال ، والذي يضل الأعمى ، ورجل حصور ، ولن يجعل الله حصورا إلا يحيى ابن زكريا } حديث حسن حصورا: لا يأتي النساء مع القدرة على إتيانهن تعففا وزهدا وفي روية عند الإمام أحمد بإسناد حسن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: [لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخنثي الرجال الذين يتشبهون بالنساء والمترجلات من النساء المتشبهين بالرجال والمتبتلين من الرجال الذى يقول لا يتزوج والمتبتلات من النساء اللائى يقلن ذلك وراكب الفلاة وحده فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى استبان ذلك فى وجوههم] رواه أحمد في مسنده تعليق شعيب الأرنؤوط : صحيح دون لعنه راكب الفلاة والبائت وحده ولكنه قد صح في طرق أخرى عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:" لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا نَتَزَوَّجُ، وَلَعَنَ الْمُسْتَتِرَات مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي يَقُلْنَ لا نَتَزَوَّجُ، وَلَعَنَ رَاكِبَ الْفَلاةِ وَحْدَهُ "، قَالَ أبو هريرة : فَكَأَنَّهُ اشْتَدَّ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ" وَأَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ وَلَعَنَ الْبَائِتَ وَحْدَهُ " حسنه البيوني في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء
٧- الدعاء بالغيث:-
ومن ذلك ما رواه أبو داود في سننه من حديث عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: "شَكَا النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قُحُوطَ الْمَطَرِ، فَأَمَرَ بِمِنْبَرٍ، فَوُضِعَ لَهُ فِي الْمُصَلَّى، وَوَعَدَ النَّاسَ يَوْمًا يَخْرُجُونَ فِيهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، حِينَ بَدَا حَاجِبُ الشَّمْسِ، فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَكَبَّرَ -صلى الله عليه وسلم-، وَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّكُمْ شَكَوْتُمْ جَدْبَ دِيَارِكُمْ، وَاسْتِئْخَارَ الْمَطَرِ عَنْ إِبَّانِ زَمَانِهِ عَنْكُمْ، وَقَدْ أَمَرَكُمُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- أَنْ تَدْعُوَهُ، وَوَعَدَكُمْ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَكُمْ، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ، وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ لَنَا قُوَّةً وَبَلَاغًا إِلَى حِينٍ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ فِي الرَّفْعِ حَتَّى بَدَا بَيَاضُ إِبِطَيْهِ، ثُمَّ حَوَّلَ إِلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ، وَقَلَبَ، أَوْ حَوَّلَ رِدَاءَهُ، وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ وَنَزَلَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَأَنْشَأَ اللَّهُ سَحَابَةً فَرَعَدَتْ وَبَرَقَتْ، ثُمَّ أَمْطَرَتْ بِإِذْنِ اللَّهِ، فَلَمْ يَأْتِ مَسْجِدَهُ حَتَّى سَالَتِ السُّيُولُ، فَلَمَّا رَأَى سُرْعَتَهُمْ إِلَى الْكِنِّ ضَحِكَ -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ"صحيح الجامع
اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً هنيئاً مريئاً غدقاً سحا طبقا مجللا اللهم اسقِ عبادَك وبهائمك، وانشُرْ رحمتَك، وأحيِ بلدَك الميت
اللهم نسألك قلباً سليماً، ولساناً صادقاً، ونسألك من خير ما تعلم، وأعوذُ بك من شرِّ ما تعلم، ونستغفرُك لما تعلمُ؛ إنك أنت علامُ الغيوب
اللهم لك الحمد كله لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت ولا هادي لمن أضللت ولا مضل لما هديت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت ولا مقرب لما باعدت ولا مباعد لما قربت اللهم أبسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك اللهم إنا نسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول اللهم إني أسألك النعيم يوم العيلة والأمن يوم الخوف اللهم عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعتنا اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين والحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك واجعل عليهم رجزك وعذابك إله الحق آمين
كتبه احمد سلام الاصبحي بتاريخ ٢-٧/٢٠٢٢م وما كتبت إلا إني أريد إلا الإصلاح ما استطعت ، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت
بسم الله الرحمن الرحيم القائل في كتابه الكريم "ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمين" وبعد:-
لا شك ان المطر نعمة من نعم الله الظاهرة التي لا يستغني عنها احد في هذه الحياة وإن الله عز وجل لا يغير هذه النعمة على قوم أنعمها عليهم الا اذا غيروا حالهم للمعاصي فإنه يغيرها عليهم عقابا لهم لعدم توبتهم منها ولعدم تَغيرها من غيرهم فعن عبد الله ابن مسعود يرفعه "عن رسول الله صلى الله علية وسلم " قال : ((ليس من سَنَةٍ بأمَرَّ "أي أسوأ "من أخرى ولكن الله قسّم هذه الأرزاق، فجعلها في السماء الدنيا في هذا القَطْر، ينزل منه في كل سَنةٍ بكيلٍ معلومٍ ووزنٍ معلوم، وإذا عمل قوم بالمعاصي حوّلَ الله ذلك إلى غيرهم فإذا عَصَوْا جميعا، صرف الله ذلك إلى الفيافي والبحار)) صححه الالباني في الصحيحة انظر : [السلسلة الصحيحة 5/ 592 رقم 2461]
فدل هذا الحديث أن ظهور المعاصي سبب في تغير نعمة المطر وحلول العِقاب قال تعالى (ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب)
وقد جاء ايضا بيان سبب حبس المطر ظهور المعاصي والجهر بها مع بيان عقوبة من يفعلها في حديث عبدالله بن عمر قال قال رسول صلى الله عليه وسلم :[كيف أنتم إذا وقعت فيكم خمس وأعوذ بالله أن تكون فيكم أو تدركوها : ما ظهرت الفاحشة في قوم قط يعمل بها فيهم علانية ؛ إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم ، وما منع قوم الزكاة ؛ إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ، وما بخس قوم المكيال والميزان ؛ إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان ، ولا حكم أمراؤهم بغير ما أنزل الله ؛ إلا سلط الله عليهم عدوهم فاستنقذوا بعض ما في أيديهم ، وما عطلوا كتاب الله وسنة نبيه ؛ إلا جعل الله بأسهم بينهم]صححه الالباني في صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم : 2187
وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خمس بخمس ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر ولا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت ولا طففوا المكيال إلا منعوا النبات وأخذوا بالسنين ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر )[صححه الالباني في صحيح الجامع رقم: 3240 ]
وقد تحقق ما اخبر به رسول الله صلى الله علية وسلم في هذا الحديث في ظهور هذه المعاصي الخمس التي ظهرت في زماننا هذا والتي ينبغي علينا السعي في تغيرها حتى لا يغير الله علينا نعمة ولا يشملنا عِقابه منها عقوبة حبس المطر
وحقيقة ظهور هذه المعاصي الخمس مع عقوبتها والتي منها عقوبة حبس المطر لا تكون في ظل تطبيق حُكم الله الذي يقي المجتمع من ظهورها ولذلك لم تظهر هذه المعاصي في أسلافنا الذين طبقوا حُكم شرع الله وأنما ظهرت هذه المعاصي الخمس في واقعنا عندما لم يُطبق حكم الله في ظل حُكم الاشرار وأتباعهم الذين نقضوا حكم الله وعطلوا شرعه إلا إنه بفضل الله وحكمته أنه سبحانه وتعالى جعل مع وجود هؤلاء الحكام الأشرار الذين عطلوا حكم الله وشرعه جماعة من أمة الاسلام قائمه بأمر الله في تحكيم شرعه وطاعته الى قيام الساعة مع وجود هؤلاء الحكام الاشرار وأتباعهم الذين يخالفون هذه الجماعة في إقامة أمر الله وطاعته لذلك وجب علينا السعي مع هذه الجماعة القائمة بالاسلام لتغير هذا المنكرات لأن الجماعة رحمة والفرقة عذاب وهذا الجماعة القائمة بأمر الاسلام قد ذكرت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم و لا من خالفهم حتى يأتي أمر الله و هم ظاهرون على الناس" رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع وقد جاء هذا الحديث الصحيح في روايات صحيحه أخرى بألفاظ أنهم ( على الدين ) و رواية أنهم ( على أمر الله ) و رواية أنهم ( على هذا الأمر ) و رواية أنهم (على حق لا يضرهم من خالفهم حتى قيام الساعة ) وهذا مما يدلّ على أن هؤلاء الحكام الاشرار الذي لايُحكمون شريعة الاسلام يخالفونهم فيما هم عليه من أقامة حكم الإسلام الصحيح الذي بعث به محمد علية الصلاة و السلام
ومن المعاصي الخمس التي انتشرت في زماننا هذا في ظل عدم تطبيق الحُكام الاشرار وأتباعهم لشريعة الاسلام مخالفة لجماعة الاسلام في عدم تطبيقه والتي يجب علينا تغيرها مع جماعة الإسلام كلا على قدر استطاعته حتى لا يغير الله علينا نعمة ولايشملنا عِقابه:-
١-إنتشار الفاحشة بين المثليين والتجاهر بها وظهور عقوبتها في الامراض التي لم تكن في أسلافنا من قبل و اخِرُها انتشار مرض جدري القرود و الذي يرجع سببه بنسبة ٩٨ ٪ الى الفاحشة عن طريق الاتصال الجنسي غير المشروع كما ذكرت ذلك منظمة الصحة العالمية وظهور هذه المعصية والتجاهر بها وعدم التوبة منها توجب القصاص واللعن قال رسول اللهﷺ[ ملعون من وقع على بهيمة ملعون من عمل بعمل قوم لوط ثلاثا] صححه الالباني في صحيح الجامع ومعنى ملعون مطرود من رحمة الله إلا أن يتوب وحتى لا يغير الله علينا نعمه ولايشملنا عقوبته التي منها عقوبة صرف المطر لبد علينا تغير من يجاهر بهذه المعصية فعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال:" يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية"-(يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم)واني سمعت رسول الله ﷺ يقول:[ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ثم يَقدرون على أن يُغيروا ثم لا يُغيروا إلا يوشك أن يُعمَهُم الله منه بعقاب]صححه الألباني في سنن أبي داود
ومن المعاصي الخمس التي انتشرت في ظل عدم تطبيق الحُكام الاشرار وأتباعهم لشريعة الاسلام مُخَالفة لجماعة الاسلام القائمة به:-
٢- انتشار ظاهرة منعهم صرف زكاة المزكين للمحتاجين من الاصناف الثمانية بعد أن اخذوها من المُزكين، وهذا المنع من قبل الحكام الاشرار بعد أن أخذوها من المزكين بسم الضرائب أو غير ذلك بعدم صرفها للمتاجين الثمانية أشد إثما ممن يمنعها بتاتا وقد ذكر الامام مالك بن أنس الاصبحي انه لا يجوز أداء الزكاة للأئمة الظلمة اذا علم انهم لا يؤدونها لمن تجب لهم الزكاة من الاصناف الثمانية المذكورين بالكتاب والسنة وقد جاء ظهور عُقوبة من يمنعها في الدنيا في حبس المطر ولولا البهائم لم يمطروا وفي الآخرة العذاب بالنار وبظهور هذه المعصية لزمنا تغيرها على هؤلاء الاشرار مع جماعة الإسلام حتى لا يشملنا الله بعقابه ولا يُغير علينا نعمة منها نعمة المطر
ومن المعاصي الخمس التي انتشرت في ظل عدم تطبيق الحُكام الاشرار وأتباعهم لشريعة الاسلام مُخالفة لجماعة الإسلام القائمة به ظهور التلاعب في موازين البيع والشراء تطفيفا وتبخيسا ومن ذلك تلاعبهم في بيع النفط والغاز لدول الاستعمار بأثمان زهيدة ولبدانهم بأسعار غالية فهم عندما يُبيعون للأمم ألاستعمارية النفط والغاز يبيعونه لهم بثمن بخيس (اي ناقص ) وذلك إجبارا منهم في بيعه لهم بثمن بخس ودون أخذ ضرائب عليه كما نصت على ذلك منظمة التجارة العالمية التي بلادنا اليمن عضوا فيها حيث نصت في عدم أخذ ضرائب على النفط والغاز اثناء تصديره حتى انه وصل سعر بيع المتر من الغاز المكعب من قبل اليمن دون أخذ ضرائب عليه لدول فرسنا وكوريا اقل من سعر برميل الماء حيث يباع بسعر دولار ونص بينما هذه الدول التي تشري الغاز من اليمن تقوم ببيعه لدول أخرى بأعلى من سعره المشترى من اليمن وبدلا اليمن من أن تبيع الغاز لتلك الدول التي تبيعه فرنسا وكوريا لهم بأسعار مرتفعه تقوم ببيعة للمواطنين في بلادنا المنتج له بأسعار مرتفعه زيادة على سعر تلك الدول الاستعمارية المستوردة له بسعر رخيص وهذا والله هو من صور التطفيف في المال والتبخيس في الميزان والتلاعب فيه والله انها مصيبة فضيعة أن تُباع الاسطونة الغاز بسبعة دولار للمواطنين في بلادنا المنتج له يمن الايمان بينما تباع بثمن بخس ارخص من الماء لبلاد الكفار بسعر دولار وبدون أخذ ضرائب عليها وبشكل متوفر طوال الايام في بلادهم بينما في بلادنا في اليمن المنتج للغاز يتم حصول المواطن عليها بعد مشقة ونصب وطوال انتظار نظرا لعدم توفِيرها في السوق العام بالشكل المطلوب نتيجة بيعها بسعر أغلى للمركبات التي تستخدم الغاز وهذا والله من اعظم صور التطفيف والتنقيص والتلاعب في الميزان الذي ورد النهي عنه في الاحاديث السابقة والذي يكون سببه لجور الحكام الاشرار و غلاء الاسعار وقلة الامطار مما هو حاصل اليوم إلا نغير هذا المنكر مع جماعة الاسلام
وبدلا من أن يساوا بيننا وبين الكفار بالميزان بالسعر في بيعه يكون التنقيص بالسعر لبلاد المستورد والزيادة بالسعر لبلاد المنتج لأن هذا البيع الزهيد لبلاد المستورد الذي يتم بموافقة المسؤولين الحكام يحصلون عليه عمولة لصالحهم في كل صفقة بيع تتم لهم ولو أنهم يبعونهُ لنا بهذا السعر الذي يبعونه لهم لما حصل التطفيف الذي جاء فيه الوعيد في الحديث السابق هذا حقيقة ما يحدث في بلادنا من التطفيف من قبل الحكومة والشركات الاجنبية لا سيما من قبل شركة هنت الامريكية وشركة توتل الفرنسية التي تقومان بأستخرجه وتكريره وبيعه وشراءه في وقت واحد في ظل سماح كبار مسؤلين البلاد منهم رئيس الوزراء معين عبد الملك الذي صرح بأنه سيهتم بالاقتصاد اليمني في تنميته فكان حقا مهتما مع التحالف الدولي للأسف في تدميره لا في تنميته ولكي يضمنوا لهم هذا التلاعب في ثروات الشعب تطفيفا وتبخيسا جعلوا الملف الاقتصادي اليمني تابعا لهم لاسيما ملف النفط والغاز والذي هو الآن مرتهن بأيديهم يتحكمون تطفيفا وتبخيسا في بيعه وشراءه حتى في مردوده المالي الذي لا يعود الى البنك اليمني وأنما الى البنك الأجنبي لحساب هؤلاء السماسرة المسؤولين وهذا مما يؤدي الى إرتفاع الأسعار بسبب أنخفاض العملة الوطنية في البنك اليمني لأنهم لا يوردون فيه هذا المردود المالي العائد من الغاز والنفط ومع هذه الحرب الاقتصادية على الشعب المغلوب يحاربون الوطنيين المسؤولين على هذا الشعب كأمثال باسندوه وجباري وبن عيدو وغيرهم كثير ليولوا علينا العملاء المفسدين من الشرعية و الحُوثية ولأجل يضمنوا من خلالهم استمرار هذه المتاجرات الجائرة يوفرون لهم الحماية التامة والرفاهية العالية ولشعبنا المُتَاجر فية الحياة الشاقة وهذا كله من التطفيف على الرعية يقول الدكتور على محمد المصباحى في رسالته الدكتورة بعنوان التطفيف : صوره وأحكامه : دراسة مقارنة 2009 ،ص٢٢٢-٢٢٣:-" المسألة الثانية - التطفيف على الرعية في الجانب الاقتصادي :- على ولي الأمر ممثلا في حكومته القائمة أن ترسم الخطط المستقبلية للسياسات الاقتصادية؛ وتقوم بإنشاء خطط ومشاريع لدعم الاقتصاد الوطني؛ كإقامة المصائع وتشجيع الاستثمار الذي يعود على البلاد بالنفع؛ والتنقيب عن الثروات المعدنية؛ وغير ذلك مما يعرفه أهل الشأن وأي تقصير في ذلك يعتبر تطفيفاً على الرعية ومن صور التطفيف التي تحصل في هذا الجانب السياسات التي تستخدمها الحكومات لتغطية العجز في الميزائيات التي تحصل وتوقع البلاد في موت بطيء لا يظهر إلا بعد عدة سنوات بعد أن يصبح التغلب عليه صعباً ومن صور ذلك التعامل بالربا في أنظمة المصارف في البلاد؛والاقتراض من الدول والمنظمات الدولية بالفائدة؛ فكل هذا من الربا الذي يضر بالاقتصاد الوطني ومما تسلكه الحكومات كذلك في هذا الجانب معالجة ما يسمى بالتضخم: والذي ينشأً نتيجة عدم التوازن بين الإنتاج والاستهلاك والادخار والاستثمار؛ ونتيجة لضعف الطاقات الإنتاجية في الاقتصاد القومي ويترتب على هذه الاختلالات ارتفاع متواصل في الأسعار فيؤدي إلى ارتفاع الأجورء وأثمان العوامل الإنتاجية؛ وسائر تكاليف الإنتاج؛ يليه ارتفاع متتالٍ في الأسعار وهكذا وهذه مشكلة لا تحل بضخ العملات الوطنية التي تؤدي إلى تدهور القوة الشرائية للعملة المحلية؛وإنما يمكن علاج هذه المشكلة بأن يقوم البنك المركزي بحماية العملات من التغيرات عن طريق الدخول بائعاً أو مشترياً لكميات من الذهب أو من احتياطيات النقد الأجنبي لاستعادة التوازن بين العرض والطلب على العملة الوطنية؛أو عن طريق التدخل المباشر لحماية العملة الوطنية من أي مؤثرات خارجية؛ والعمل على منع أية اتجاهات نزولية فى أسعار العملات الوطنية فى مواجهة العملات الدولية ولا يمكن للبنك القيام بهذه الإجراءات ما لم يكن هناك خطة مدروسة سابقاً وأساسيات بنيت عليها السياسة الاقتصادية للبلدء بها ووجود رصيد كافي من العملة الأجنبية أو الذهب والفضة لطلبها عند الحاجة ولتكون رصيداً احتياطياً عند الحاجة فهذه هي الطريقة التي تُسلك؛ أما أن تقوم البنوك بتغطية العجز عن طريق طبع العملات بدون غطاء؛ أو رفع أسعار المواد الأساسية لتغطية العجز أو رفع الضرائب وأخذ العشور بدون خطة مدروسة فكل هذا من التطفيف الذي تسلكه الحكومات على شعوبها"
ولو أن هولاء الحكام وأتباعهم أقاموا شرع الله في تحكيمه في بلاد المسلمين لما تمت هذه المتاجرات الجائرة في ثروات الشعب والتلاعب بها من قبل المفسدين ولصرفت زكاة المزكين للمحتاجين ولما طففت الموازين ولما ظهرت الفواحش بين المثليين ولتحررت بلادنا من تسلط المستعميرين ولإستكفينا من خيرات وبركات بلاد المسلمين لاسيما منها النفط والغاز التي جعلها الله مفاتيح لتعمير ارض الله رب العالمين ولكن كل هذا للأسف لم يحصل ولذلك وجب علينا السعي في تغير هذه المنكرات الخمس مع جماعة الاسلام القائمة به حتى لا يغير الله علينا نعمة ولا يشملنا الله بعِقابة منها عقوبة صرف المطر فإنه اذا سعى المصلحون وقاموا بتغير هذه المعاصي ولم يسكتوا عنها فإن الله سيرفع عنا العقاب ومنها عقوبة حبس المطر وسَيُنجينا الله من الهلاك العام يقول الله تعالى في كتابه الكريم (فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في ألارض إلاقليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين (116) وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ) بخلاف الصالحين فإن الصحالين لا المصلحين قد يهلكون مع العصاة أو يهلك بعض ما يملكون واذا هلكوا فإنهم يُجازون في الاخرة على قدر نياتهم وإذا هلك ما يملكون كهلاك زُرعوهم بالقحط والجدب في الدنيا فإنهم يؤجرون عليه في الاخرة بقدر تعبهِم وإن لم يستفادوا من زروعهم في الدنيا لهلاكه وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم" أن الساعة اذا قامت وبيدينا فسيلة فلنغرسها " لأجل ننال الاجر في الاخرة وإن لم نستفيد منها في الدنيا لهلاكها بقيام الساعة بالصاعقة
وقد تنقص الثمرات والزروع بقلة الامطار وتاخرها وبأكل الحيوان والطير والسرقة منها ومع هذا اخبر النبيﷺ أن المؤمن يؤجر مع حدوث هذه الاشياء وعلى قدر تعبة وان لم يستفيد المؤمن في زرعه في الدنيا فإنه سيستفيد منه في الاجر في اخرته يوم لا ينفع مال ولا بنون يقَولَ رَسُول اللَّه ﷺ:-((ما مِنْ شَيْءٍ يُصِيبُ زَرْعَ أَحَدِكُمْ مِنَ الْعَوَافِي إِلَّا كَتَبَ الله لَهُ بِهِ أَجْرًا)) رواه الطبراني بإسناد صحيح ورجاله كلهم ثقات وعن عمرِو بن دينار أنه سمع جابر بن عبدالله يقول: دخل النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم على أمِّ مَعْبَد حائطاً فقال:" (يا أمَّ مَعْبَد؛ مَن غرس هذا النَّخلَ، أمسلمٌ أم كافر؟" ، فقالت: بل مسلمٌ، قال: "فلا يغرِس المسلمُ غَرْساً فيأكلَ منه إنسانٌ ولا دابَّةٌ ولا طيرٌ إلَّا كان له صدقةً إلى يوم القيامة") رواه مسلم وفي رواية صحيحه كذلك قال رسول اللهﷺ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْساً إلا كانَ مَا أُكِلَ مِنْهُ لهُ صَدَقَةً، وَمَا سُرِقَ مِنْه لَه صدقَةً، وَلا يرْزؤه أَحَدٌ إلا كَانَ لَهُ صَدَقَةً) رواه مسلم وقد قيل لأبي الدرداء وهو يغرس جوزة: "أتغرس وأنت شيخ، ولا تُطعم إلا بعد عشرين سنة؟، فقال: (لا عليَّ بعد أن يكون الأجر لي) "حسنه الطيبي في مشكاة المصابيح المسمى (الكاشف عن حقائق السنن) 1-12 ج4"
وهذه البلايا التي ادركنها في هذا الزمان والتي منها القحط ابتلاءً من الله لعبادة ليتذكروا فينزجروا عن المعاصي ويرجعوا اليه سبحانه وتعالى بالطاعات يقول الله تعالى (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون) وقد يمهل الله بها اقواماً فلا يبتليهم بالسنين بل يفتح لهم بركات السموات والارض استدراج منه سبحانه وتعالى لهم يقول النبي صلى الله علية وسلم ( إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج ثم تلا : (( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين)) رواه أحمد في المسند وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ويقول الله تعالى (ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين)سورة الانعام فالذنوب سبب في هلاك الشعوب وحتى لا يغير الله علينا نعمه ولا يشملنا بعقوبته والتي منها عقوبة حبس نعمة المطر وبركاته علينا أن نتوب من المعاصي والذنوب وخاصة من تلك الذنوب الكبائر التي وردت في الحديث السابق وأن نغير على من يفعلها مع عمل الطاعات قال عليه الصلاة والسلام ( “لَا يَزَالُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَغْرِسُ فِي هَذَا الْأَمْرِ غَرْسًا يَسْتَعْمِلُهُمْ فِي طَاعَتِهِ” )"رواه ابن ماجه وصححه الالباني ومن هذه الطاعات التي أمرنا الله التعاون فيها وهي سبب في النجاة في الدنيا والآخرة وسبب في نزول نعمة المطر وبركاته هي كالاتي:-
١- الايمان والتقوى يقول الله تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96] قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى عليه في تفسير هذه الآية [ {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله تعالى ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ]
٢_لزوم طريق الإستقامة على طريق الكتاب والسنة قال تعالى ـ :{وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} [سورة الجن : 16].
٣_ اقامة شرع الله بالحكم به قال تعالى (( وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ )فإقامة شرع الله بحدوده الشرعية طريق الى العدل بالقسط في الحكم والبيع وأدى الزكاة وسبيل الى منع الفواحش والمنكرات التي تمنع الغيث وهي خير لاهل الارض في نزول البركات لان إقامتها سبب في نزول بركات السماء على أهل الارض فعن أبي زرعة بن عمرو يحدث أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله ﷺ: (حد يعمل في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا ثلاثين صباحًا) الحديث ورد موقوفا ومرفوعا، وحسنه الشيخ الألباني في الحالتين وقال عن الموقوف في حكم المرفوع
٤_الإستغفار والتوبة من المعاصي قال تعالى على لسان نوح (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) وقال تعالى على لسان هود عليه الصلاة والسلام ـ : {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} [سورة هود : 52] والاستغفار و التوبة تكون من المعاصي بشكل عام منها تلك المعاصي التي ذكرت في الحديث السابق والتي منها معصية تعطيل الحكم بشرع الله ونقضه ومنع الزكاه والتطفيف والفواحش ما ظهر منها وما بطن وكذلك من معصية الحسد فأنها تمنع الخير فعن ضمرة بن ثعلبة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا] رواه الطبراني ورواته ثقات وصححه الالباني
وكل هذه المعاصي يعفوا الله عنها بالاستغفار والتوبة اذا كانت في حقوق الله بشرط عدم التاجهر بها قال رسول الله ﷺ : [كل أمتي معافى إلا المجاهرين] متفق عليه و اذا كانت في حقوق العباد تكون بشرط أن ترد إليهم الحقوق أو أن يُتسامح في مابينهم
٥_شكر نعم الله ومنها نعمة انزال ماء المطر العذب الفرات يقول الله تعالى (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ) والماء الذي ينزل من السماء بفضل الله ومشيئته ينزل عذب فرات الى الابار الجوفية التي يشرب منها الناس ولكنه بمشيئة الله تعالى عندما يمسكه تتحول المياه العذبه الى ملح أجاج شديد الملوحة في الابار الجوفية بسبب عدم تجديده بروجع الامطار التي تعمل على تغسيل الابار الجوفيه من رواسب النترات المالحه المتوجده في صخور الابار وهذه الملوحة تحدث عندما يشاء الله بإمساك نزول المطر ولكن اذا شكر الناس الله على هذه النعمة أرجع عليهم الماء العذب الفرات للابار لترجع مياه عذبه صالحة لشرب
٦- نشر الرحمة لأهل الارض وتجنب الاعمال التي توجب اللعنة بالطرد من رحمة الله :-يقول النبي صلى الله عليه وسلم {:الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا أَهْلَ الارضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ } (رواه أبو داود والترمذي وأحمد وصححه الالباني) والغيث رحمة من رحمات الله ينشره على أهل الارض قال تعالى (وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد) فمن سنن الله أن الرحمه اذا انتشرت في الارض بين الخلق نشرها الله لهم رحمتهُ من السماء واذا لعنوا بسبب الذنوب التي توجب اللعن بالطرد من رحمة الله ولم يُتاب منها طردوا من رحمت الله منها رحمة المطر ومن المعاصي التي توجب اللعن بالطرد من رحمة الله ومن رحمة المطر اذا ظهرت ولم يتاب منها ولم تغير هي :-القتل وإيواء القتلة قال رسول الله صلى الله علية وسلم :-(من أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل) رواه البخاري آوى:أي ضمه إليه وحماه وأحدث أي أنشاء البدع في الدين والفتن في الدنيا والمحدِث هو الفاجر المنتهِك لحدود الله، الذي اشتهر فجورُه بالفساد بالبغي والتمرد على الدوله والتقطع لطريق الرعية فمن اوى هؤلاء المحدثين القتله فقد استحق لعنة الله والناس اجمعين مع من أحدث الفتن بين المسلمين
ومن المعاصي التي توجب اللعن بالطرد من رحمة الله ومن رحمة المطر اذا ظهرت ولم يتاب منها ولم تغير هي ما رواها الطبراني عن أبي أمامة مرفوعا { أربعة لعنوا في الدنيا ، والآخرة وأمنت الملائكة : رجل جعله الله ذكرا فأنث نفسه وتشبه بالنساء ، وامرأة جعلها الله أنثى فتذكرت وتشبهت بالرجال ، والذي يضل الأعمى ، ورجل حصور ، ولن يجعل الله حصورا إلا يحيى ابن زكريا } حديث حسن حصورا: لا يأتي النساء مع القدرة على إتيانهن تعففا وزهدا وفي روية عند الإمام أحمد بإسناد حسن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: [لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخنثي الرجال الذين يتشبهون بالنساء والمترجلات من النساء المتشبهين بالرجال والمتبتلين من الرجال الذى يقول لا يتزوج والمتبتلات من النساء اللائى يقلن ذلك وراكب الفلاة وحده فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى استبان ذلك فى وجوههم] رواه أحمد في مسنده تعليق شعيب الأرنؤوط : صحيح دون لعنه راكب الفلاة والبائت وحده ولكنه قد صح في طرق أخرى عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:" لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا نَتَزَوَّجُ، وَلَعَنَ الْمُسْتَتِرَات مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي يَقُلْنَ لا نَتَزَوَّجُ، وَلَعَنَ رَاكِبَ الْفَلاةِ وَحْدَهُ "، قَالَ أبو هريرة : فَكَأَنَّهُ اشْتَدَّ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ" وَأَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ وَلَعَنَ الْبَائِتَ وَحْدَهُ " حسنه البيوني في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء
٧- الدعاء بالغيث:-
ومن ذلك ما رواه أبو داود في سننه من حديث عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: "شَكَا النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قُحُوطَ الْمَطَرِ، فَأَمَرَ بِمِنْبَرٍ، فَوُضِعَ لَهُ فِي الْمُصَلَّى، وَوَعَدَ النَّاسَ يَوْمًا يَخْرُجُونَ فِيهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، حِينَ بَدَا حَاجِبُ الشَّمْسِ، فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَكَبَّرَ -صلى الله عليه وسلم-، وَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّكُمْ شَكَوْتُمْ جَدْبَ دِيَارِكُمْ، وَاسْتِئْخَارَ الْمَطَرِ عَنْ إِبَّانِ زَمَانِهِ عَنْكُمْ، وَقَدْ أَمَرَكُمُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- أَنْ تَدْعُوَهُ، وَوَعَدَكُمْ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَكُمْ، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ، وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ لَنَا قُوَّةً وَبَلَاغًا إِلَى حِينٍ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ فِي الرَّفْعِ حَتَّى بَدَا بَيَاضُ إِبِطَيْهِ، ثُمَّ حَوَّلَ إِلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ، وَقَلَبَ، أَوْ حَوَّلَ رِدَاءَهُ، وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ وَنَزَلَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَأَنْشَأَ اللَّهُ سَحَابَةً فَرَعَدَتْ وَبَرَقَتْ، ثُمَّ أَمْطَرَتْ بِإِذْنِ اللَّهِ، فَلَمْ يَأْتِ مَسْجِدَهُ حَتَّى سَالَتِ السُّيُولُ، فَلَمَّا رَأَى سُرْعَتَهُمْ إِلَى الْكِنِّ ضَحِكَ -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ"صحيح الجامع
اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً هنيئاً مريئاً غدقاً سحا طبقا مجللا اللهم اسقِ عبادَك وبهائمك، وانشُرْ رحمتَك، وأحيِ بلدَك الميت
اللهم نسألك قلباً سليماً، ولساناً صادقاً، ونسألك من خير ما تعلم، وأعوذُ بك من شرِّ ما تعلم، ونستغفرُك لما تعلمُ؛ إنك أنت علامُ الغيوب
اللهم لك الحمد كله لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت ولا هادي لمن أضللت ولا مضل لما هديت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت ولا مقرب لما باعدت ولا مباعد لما قربت اللهم أبسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك اللهم إنا نسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول اللهم إني أسألك النعيم يوم العيلة والأمن يوم الخوف اللهم عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعتنا اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين والحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك واجعل عليهم رجزك وعذابك إله الحق آمين
كتبه احمد سلام الاصبحي بتاريخ ٢-٧/٢٠٢٢م وما كتبت إلا إني أريد إلا الإصلاح ما استطعت ، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت